رفض القوى الإسلامية بعد الربيع العربي في مصر وبعض الدول العربية الأخرى، كشف عن تغير كبير وواقعي لرؤية الشارع العربي.
المواطن المصري الذين يوصف دوما بأنه متدين بالعادة، دفعه تدينه الطبيعي الى إعطاء القوى الاسلامية صوته الذي رفع بهذه القوى الى سدة الحكم، النسبة لا تزيد عن 50% من الناخبين وليس كل المصريين، لكن الاخوان وخلال أقل من سنة خذلوا الشعب المتدين تدينا طبيعيا، وأزاحوا وكفروا من لم ينتخبهم، وأصبح ثلاثة أرباع الشعب المصري البالغ تعداده أكثر من 75 مليون مواطن كفار بنظر الاخوان، كما قال أحد مشايخ الأخوان أن من لم ينتخبنا يجب إرساله الى النار، أي 50 مليون مواطن مصري!
ولذلك خرج الكفار كما وصفهم مشايخ الأخوان لتصحيح المسار الحر الديمقراطي، المطلوب من الحكومة.
الطريق الى الديمقراطية ليس بالسهل، فهو مليء بالحفر والمطبات، والحيل والخدع والألاعيب، وأقرب مثال على ألاعيب الديمقراطية هي تلك الأصوات التي تغنت وتباكت على الديمقراطية في بلدنا العراق، وبوصولها الى سدة الحكم لم تعد تسمع الى رفاقهم ومن كان معهم مطالبا بالديمقراطية.
هذه هي الحقيقة المرة، والتي لا نتمنى أن تتكرر غدا بعد انتهاء الانتخابات وظهور النتائج، أملي بالعراقيين أن ينتخبوا الاصلح حقا.