23 ديسمبر، 2024 12:44 ص

الديمقراطية الغائبة والقائد المفقود!!

الديمقراطية الغائبة والقائد المفقود!!

الديمقراطية المستوردة كغيرها من البضائع المتنوعة , التي وجدت لها أسواقا في مجتمعات الإستهلاك والهلاك , وتعبّر عن نفسها بأساليب غرائبية لا تمت بصلة إلى جوهرها وآلياتها.
فلا ديمقراطية بلا وطن له سيادته ودستوره الوطني وقوانينه الفاعلة , وسلطاته القضائية والتشريعية منفصلة عن السلطة التنفيذية , ولا بد من قوة عسكرية ضاربة , وقائد وطني غيور وجسور.
فهل هذه الأسس متوفرة في بلدان الديمقراطيات الهجينة؟
فالدول الديمقراطية معظمها نووية , وفيها قادة مؤثرين ولديها دساتير وطنية تعمل بموجبها؟
الديمقراطية بلا قائد وجود ضعيف سائب , فأمريكا فيها قائد , وكذلك فرنسا وألمانيا وإنكلترا , فكيف تتحدثون عن ديمقراطية بلا دستور وطني , ولا قوة عسكرية متطورة , هذه هرطقراطية , من الهرط أي الكلام الفارغ.
إنها بلا محتوى , فأوصلت مجتمعاتها لأفسد الأحوال وأبشع المصار.
مجتمعات إستفحلت فيها الفئات والعناصر المؤدينة , وتسوق المغفلين إلى ويلات الأنين.
فهل وجدتم ديمقراطية ترتدي عباءة دين؟
إن هذه المجتمعات لن تخرج من مأزقها , دون قائد وطني حكيم يمتلك مؤهلات القيادة , ولديه معرفة واسعة بالوطن والمواطنين .
أما إدّعاء الديمقراطية والتمنطق بالدين , فسلوك لعين وإندفاع نحو الفناء المبين.
فلماذا عدم التعلم من الدول الديمقراطية , وإاستحضار دساتيرها؟
إنها النزعات التعسفية التي خرَّبت الأصل وشوشت الرؤى , وعثّرت الخطوات , وأوقعت في حفر الدونية والتبعية والعاليّة (من العالة) , والغفل المشين.
فهل ستنهض من تحت أنقاض السنين؟!!