22 ديسمبر، 2024 11:33 م

الديمقراطية العوجاء!!

الديمقراطية العوجاء!!

المجتمعات المصابة بعاهة الديمقراطية العوجاء , تحسب الكلام عملا , فالقول فعلها وكفى.
خصوصا المجتمعات المحرومة من التعبير الحر عن الرأي , فصارت ترى الديمقراطية ميدانا لتصارع الكلمات وتناطح العبارات , وتقاتل الرؤى والتصورات.
وبموجب هذا الفهم تأسست فيها أنظمة حكم , لا تؤمن بوطن ولا بحقوق مواطنين , وغاطسة في الكراسي , وممعنة في إستثمارها للإستحواذ على أكبر ما تستطيعه من الثروات والممتلكات , وتصميد الأموال في البنوك الأجنبية.
وماذا يفعل الشعب؟
يتكلم ويقول ما يقوله , ولاشيئ سوى الكلام , لأن الذين يتكلم عنهم وينتقدهم , لا يعنيهم ما يقوله , ما داموا في مناصبهم متأبدين وبقدرات الآخرين مؤزرين ومحميين.
فالكراسي وكالات يناط بها أشخاص وافقوا على تنفيذ بنودها , وأصحاب الوكالات هم الأسياد المتنفذون بالبلاد , والذين يتم إنتقادهم واجهات لا قدرة عندها على القيام بشيئ دون أمر وإسناد من السيد المطاع.
إنها الديمقراطية المسموح بها في المجتمعات المبتلاة بأهلها , والتي فيها من أبنائها مَن هم أشد عدوانا عليها من أي عدو آخر.
ولهذا تجد الطامعين فيها يستسهلون إمتهانها وإذلالها ومصادرة حقوق إنسانها , فالمهم الشعارات ولعلعات الإعلام , وهذيانات الأقلام , والتصريحات الرنانة , والخطب المنانة والمثابرة المستكينة , التي تحث الناس على السمع والطاعة.
وتمضي مسيرة الإذلال والإفساد والكلام لا ينفع بل تحول إلى هراء وعربدات.
والكتابات الحرة ملعونة ومنكودة وينبذ أصحابها , فكل مَن عليها جان , وتلك مسيرة أمة فجعت بألف شيطان معمم وشيطان!!