19 ديسمبر، 2024 12:58 ص

الديمقراطيات المدعومة من الغرب دكتاتوريات ديمقراطية

الديمقراطيات المدعومة من الغرب دكتاتوريات ديمقراطية

لقد وصلت فترة الدكتاتوريات السابقة الى حد الترف الزائد في كل شيء ، وأصبحت غير مؤهلة للحفاظ على المصالح الغربية وخصوصاً الأمريكان وإسرائيل ، لهذا طرحوا فكرة الربيع العربي والشعب يريد تغير النظام حتى يخلقوا أنظمة جديدة تحافظ على مصالحهم ، بطريقة تقوم بها نفس الشعوب التي كانت تعارض كل شيء يريده الغرب أو يتبناه نتيجة الفساد والظلم الذي خلقته تلك الأنظمة الدكتاتورية ، ونتيجة هذا الظلم فقد أنتشر شعار الشعب يريد تغير النظام كالنار في الهشيم الذي أحرق أنظمة كانت قابعة عشرات السنين على رقاب الشعوب ، ولكن الذي نسته الشعوب وتغافلت عنه ولم تفكر بعد تحقيق هذا الشعار ما ذا سيكون ؟؟؟ ومن سيقود ؟؟؟؟
وما هو النظام الذي سيطبق بعد تغير النظام ؟؟؟؟ ، هذه الأسئلة لم يتعب في إيجاد أجوبتها المواطن العربي بل ترك الجواب للقائد الحقيقي لهذه الثورات ومن حركها وألهب الشعوب ودفعها للشارع بعد كسر حاجز الخوف الذي بنته القوة الحديدة للحكومات  الدكتاتورية السابقة ، فكان الأمريكان اللاعب الأكبر في حصد نتائج كل الثورات فأبقى في كل بلد قواعد الأنظمة السابقة وغير قمم الهرم ، وطرح فكرة إجراء الانتخابات وتطبيق أنظمة ذات رائحة وصبغة ديمقراطية بعد أن وزع الحبر البنفسجي على الشعوب ليشوقها للمشاركة في الانتخابات ، ليُخرج حكومة يريدها الغرب وكل همها الحصول على مقبولية الأمريكان وموافقة البيت الأبيض ، وهكذا وقعت الشعوب في مصيدة القوى الكبرى وطبخت بأيديها الأكلة التي يحبها الغرب فبدأ الأكل ، والشعوب تائهة ومتعجب من هول الخديعة وهي ترى وتسمع وتحس كيف خيراتها قد أعطتها هي لهذه القوى باختيارها وكامل حريتها ، ولا تستطيع فعل شيء تكلم ! أصرخ ! أكتب! كل شيء مسموح ولكن لا أحد يسمع أو يجيب أو يعي ما تقول كل شيء يجري كما يريده الغرب ، هكذا تراجعت الشعوب عن مواقفها ومعارضتها للأنظمة السابقة وقامت أغلب الشعوب بتغير الشعار الى الشعب يريد إعادة النظام عبر صناديق الانتخابات والأصابع البنفسجية بدون إراقة الدماء أو حرق الملفات ، لأن القيادات نفس القيادات والفساد واحد عند الاثنين والخيرات مسروقة ما بين الطرفين ، ولكن الذي يختلف أسم النظام وأدواته المستعلمة من أجل السيطرة والحكم ، هناك دكتاتوري وهنا ديمقراطي موسى هادي مثل علي عبد الله الصالح ومبارك والسبتي وزين العابدين ( خوجة علي علي خوجة) ، وهكذا كانت في الماضي قيادات خائنة تعمل لمصالح الغرب والأن كل ما في الوطن يخون من قيادات وشعوب يحركها الغرب كما يريد ، تحت عنوان حرية الشعوب و الأنظمة الديمقراطية ( التي يريدها الغرب)
افضل وسيلة لتحقيق رفاهية الشعوب ، وأصبح المواطن العربي يعرف كل الأسرار وغير الأسرار لأن كل شيء يلعب على المكشوف ولكنه كالسكران يترنح ما بين الأحداث ، هنا طائفية وهنا مجاميع قتالية وهناك قيادات عسكرية سيطرت على كل شيء وهنا قيادات سياسية تجمعها الاتفاقيات وتشتتها التصريحات والكل منغمس بالفساد ، وكل أربع سنوات يختار نفس الأشخاص ولكن بوجوه قد جملتها وغيرتها الفضائيات ، فالذي كان وزيراً للخارجية أصبح وزيراً للدفاع والذي كان رئيساً للوزراء قد أصبح نائباً في البرلمان والذي كان وزيراً للصحة أصبح وزيراً للداخلية وهكذا يغير بهم الغرب كجنود الشطرنج ولكن بأيدي الشعوب ، فديمقراطيتنا أسوء من أعتى الدكتاتوريات لأن هناك يكون النضال والكفاح والشعارات من أجل تغير النظام ، ولكن الأن تنتظر أربع سنين لتغير من لا تريد ، فيتم تغير زيد مكان عمر وعمر مكان هند وهكذا يتم تغير النظام بالطريقة الغربية ؟؟؟؟ ، ونجلب بأيدينا السراق والحرامية والمجرمين والخونة فالخيرات منهوبة والفساد مستشري والمحسوبية تتصدر كل خطوة وهكذا أسقطنا أنظمة دكتاتورية ظالمة فجلبنا أنظمة ديمقراطية دكتاتورية فاسدة .