23 ديسمبر، 2024 12:13 ص

الديانة اليهودية في بارزان

الديانة اليهودية في بارزان

المبحث الأول
الديانة اليهودية في بارزان
القسم الثاني
لقد كتب الكثير عن بارزان القرية والعشيرة من الناحية السياسية والعسكرية باعتبارها إحدى البؤر الثورية التي كان لها الدور الرئيسي والفعال في ظهور قادة وكوادر تبوأوا الصدارة في قيادة الحركة التحررية الكردية في كردستان العثمانية ومن ثم الجنوبية في العقد الاخير من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ولحين ظهور الدولة العراقية والى نهاية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.
ان قصبة بارزان وأنحائها لم تحظ لحد الآن بالدراسات الأبحاث المتعلقة بالدين والأفكارعامةً، والاقليات الدينية التي كانت تتواجد فيها قبل نصف قرن، وكانت تعتبر احدى مكوناتها الرئيسية، وعلاقة هذه الأقليات بالاغلبية المسلمة الكردية، فضلا عن وجود دراسات تتحدث عن هذه العلاقة في المصادر الاخرى غير العربية والكردية كاليهودية مثلا بما فيها دائرة المعارف اليهودية وكتب الرحالة والحاخامات اليهود، والمسيحية كفهارس المخطوطات المبثوثة في الاديرة والكنائس في العراق وغيرها، بجانب الكتب التي تتحدث عن الأديرة المتمركزة في منطقة بارزان وانحائها بما فيها جبل شيرين المطل عليها، باعتبارها مراكز كنيسة مسيحية خاصة بالطائفة النسطورية كانت تعمل بانتظام قبل انتشار الاسلام في كردستان في القرن السابع الميلادي والى نهاية العهد العثماني تقريبا، حيث يشير الباحث والمؤرخ الدومنيكي جان موريس فييه (المتوفى سنة1995م) الى العديد من هذه المراكز المسيحية في كتابة القيم (آشور المسيحية)() المؤلف باللغة الفرنسية.
وعملا بمنهج البحث التاريخي فمن الأولى الاشارة الى المصادر والمراجع اليهودية التي تضمنت قدرا من الاحوال الدينية والاجتماعية والسكانية (الديموغرافية) ليهود بارزان وعلاقتهم مع المسلمين وعلى رأسهم شيوخ بارزان النقشبنديون.
وتجدر الاشارة بأن قصبة بارزان من االقصبات الكردية التي يتعايش فيها أتباع الديانات السماوية الثلاث: المسلمون والمسيحيون واليهود جنبا الى جنب، وكان لكل من اتباع هذه الديانات السماوية الثلاث اماكن عبادة خاصة بهم (المسجد للمسلمين، والكنيسة للميسيحيين، والكُنَيس لليهود) يمارسون فيها شعائرهم وطقوسهم الدينية في جو من الحرية والتسامح، ويشير التقليد الشفوي في بارزان بأن اليهود فيها (= بارزان) كانوا اكثر عددا من المسلمين والمسيحين معا، وأن وجود أسماء البساتين في قرية بارزان التي تربو على المائتين تحت عناوين (اليوك – بولص – القس – الدير – موشي…الخ) تدل دلالة قاطعة على جو التعايش والتسامح الذي كان سائدا في تلك القرية، ورغم وجود قريتين مسيحيين خالصتين في منطقة بارزان وأطرافها وهما: قرية بيديال و ارديل، فإنه لا توجد قرية خالصة لليهود.()

اولا: مكانة بارزان في الديانة اليهودية
لليهود عدة اماكن مقدسة خاصة بهم في كردستان عامةً، كقبر النبي ناحوم لالقوشي في قصبة القوش الواقعة جنوب مدينة دهوك، وضريح النبي دانيال وحزقيال ورفاقهما في كركوك، وقبر النبي إيليا(= إلياس) في كهف قرية بيتنور الواقعة في منطقة برواري بالا في شمال مدينة العمادية، وقبر أوريا الحثي في قرية شوش الواقعة غرب مدينة عقرة، وقصبة بارزان تحديداً وهي:
1- قبر ر. ناثانيل هاليفي بارزاني في قرية بارزان() .
2- قبر شموئيل ناثانيل بارزاني في مدينة الموصل ويسمى شيره دين (الأسد المجنون)( ).
أما بخصوص قرية بارزان، فيذكر الانثروبولوجي اليهودي(إريك براور) في كتابه (يهود كردستان) فبارزان تعد مع قرية صندور(= 10 كم شمال مدينة دهوك) في التقاليد الدينية اليهودية المركزين الرئيسيين لتعليم رجال الدين اليهود من الحاخامات والمذكّين، فكان الناس يقولون في كردستان ” التشريع من صندور وكلمة الرب من بارزان”().
وعلى السياق نفسه فقد ألف الحاخام شمعون يونا بارزاني كتابا تحت عنوان (شيحيطات بارزاني) أي تذكّية بارزان في سنة 5420 يهودية أي سنة 1660م، وقد نقل هذه المخطوطة الرحالة اليهودي الألماني (وولتر فيشل) الى المانيا أثناء زيارته لكردستان، ولا زالت هذه النسخة من المخطوطة متواجدة في المانيا ولها نسخة مصورة في دار المخطوطات في اسرائيل()، وفيما بعد آلت المرتبة الأولى الى قرية نيروه، أما اليوم (أي منتصف ثلاثينات القرن العشرين وتحديدا عام 1937م فتحتلها مدينة زاخو، ومع هذا يجري تدريب المذكّين (الشوحيط) في مدن العمادية وعقرة ودهوك ايضا.
ومن جهة اخرى فان دائرة المعارف اليهودية والرحالة اليهود الذين جابوا كردستان أشاروا الى أهمية بارزان بالنسبة للتاريخ والتراث اليهودي الكامن فيها.
وهناك العديد من الرحالة الذين زار كردستان واتصلوا باليهود الكرد منهم الالماني (جوزيف كولن ) الذي اعتنق المسيحية حيث زار مدينتي سلماس وأورمية للفترة من 1821-1826م إلا أنه في رحلته الثانية 1831-1834م سافر الى ماردين ونصيبين والموصل واربيل، ثم زار منطقة أورمية للمرة الثانية، أما اليهودي الأخر الذي اعتنق المسيحية (هنري آرون ستيرن) فقد زار كردستان عام 1848م قادما من بغداد، حيث انتقل الى طوزخورماتو ومنها سافر الى كركوك فأربيل والموصل والقوش ودهوك (التي يسميها آتوك على غرار مسيحيي دهوك)، ومن ثم قرية صندور اليهودية التي يقدم عنها وصفا تفصيليا، وفي هذه القرية باع هنري بعض النسخ المطبوعة من التوراة بثمن بخس بمساعدة يهود محليين، ثم زار زاخو وجزيرة ابن عمر (بوتان) والعمادية، ومن العمادية دخل مناطق النساطرة (الآثوريين في كردستان تركيا) حتى بلغ قرية آشيتا (الواقعة الآن في كردستان تركيا شمال ناحية كاني ماسى)، ثم توجه شرقا نحو قرية شوش (شرق عقرة) (). ويبدو أنه مر في طريقه على قرية بارزان. لأنها بدون شك واقعة على الطريق وتعتبر من المراكز اليهودية المهمة آنذاك سيما وأن غالبية سكانها كانوا من اليهود والنصارى آنذاك ().
أما الرحالة الآخر جوزيف اسرائيل بنيامين الروماني الأصل الذي تطلق عليه الانسكلوبيديا اليهودية (بنيامين الثاني) نسبة الى بنيامين الأول- التطيلي الاسباني) فقد زار كردستان سنة 1848م وأبتدأها بدهوك وقريتى صندور وبيَتنور (بيت النور) ، ثم زار القوش و شارك مع اليهود القادمين اليها في عيد شانّوعوث() في نهاية شهر مايس وبداية حزيران عام 1848م. بعد ذلك رحل الى الموصل ومنها اتجه نحو الشمال الشرقي قاصدا مدينة عقرة، ثم تحرك نحو الجبال في رحلة بعيدة وفريدة من نوعها (حسب تعبير الكاتب) ليزور قرية بارزان الجبلية، في شهر تموز عام 1848م، ومكث فيها فترة قصيرة جدا، ومع ذلك وصف الأوضاع فيها بالسيئة حيث يقول:”ان الجهل الذي يعانيه اخواننا اليهود هنا كبير لدرجة انهم لا يقدرون معه على تلاوة صلواتهم، وعلي الاقرار هنا متألماً، بأني لم أرهم في أي مكان في مثل هذا الوضع المزري غارقين في مثل هذا الفساد الخلقي كما رأيتهم هنا” ().
وفي معرض تعليق إريك براور على هذه الفقرة يقول “وهذا بالطبع تجنٍّ على الواقع عند ملاحظة بروز العديد من الحاخامات من بارزان” ()،
. وتجدر الاشارة الى أن السيد براور يناقض نفسه عندما يذكر في موضع آخر قصة (شجرة الرمان) التي تجري حوادثها في قرية بارزان قبل 150 سنة اعتبارا من تسجيل القصة عام 1937م، وكيف ان شيخ بارزان في نهاية القرن الثامن عشر طلب من الحاخام الحبر ناثانيل هاليفى وابنه الحبر شموئيل وهما من اهالي قرية بارزان باعتناق الاسلام، مما حدا بالحبر الابن الى ترك بارزان قاصدا العمادية، وطلب الحاخام الأب من شيخ بارزان بأن يتركه على حاله لانه قد بلغ من العمر عتيا وانه لا يجدي نفعا اعتناقه للاسلام ().

ثانياً: مكانة بارزان في الميثولوجيا اليهودية
يتركب مصطلح الميثولوجيا (Mythology) ذو الاصل اليوناني من مقطعين هما (Mythos) (حكايات الآلهة والابطال) و (Logos) المنطق، وبمرور الزمن تعددت معاني هذا المصطلح وترجمه العرب المسلمون الى (علم الأساطير). أما في المفهوم المدرسي فبجانب القصص التي تروي ما فعلته الآلهة والأبطال، فإن الميثولوجيا هي في المقام الأول الحكايات القديمة التورانية والاغريقية والرومانية وغيرها من الحكايات الاخرى التي تتحدث عن أشياء معجزة وخارقة. كما ان هناك علاقة جدلية بين الميثولوجيا والدين، الا ان بعض السمات الخاصة فيها تميزهما الواحدة عن الأخرى فما لا يستطيع الدين أن يحققه للبشر من منافذ تشبع نهمهم تحققه الأسطورة. وهكذا الأمر بالنسبة لليهود في قرية بارزان وغيرها من الأصقاع الإسلامية فهم على كل حال كانوا اقلية ولذلك كانوا يحاولون بشتى السبل الالتجاء الى الاسطورة والعلوم الاخرى التي يشتهر بها اليهود كالقبالة (التصوف اليهودي – الحسيديم) وغيرها لسد الفراغ الناتج عن ضعفهم في المجتمع الاسلامي، فضلا عن محاولة رد الاعتبار الى رجال الدين اليهود من الكهنة والأحبار والحاخامات لاستغلال الطبقات الأخرى من المجتمع اليهودي، ولذلك نشأة ميثيولوجيات كهنوتية صاغت مواضعها في دائرة ضيقة ومغلقة من الكهنة، وترسخت هذه بمرور الزمن في عقائد وأذهان الجماهير على انها حقائق مسلم بها ().
واليهود ليسوا في هذا المجال بدعة فهم كغيرهم من معتنقي الأديان السماوية وغير السماوية لديهم شعائر وطقوس خاصة بهم أضافوا اليها بعض السمات الميثولوجية لترسيخها في بنية مجتمعهم الصغير الثاوي في أحضان جبال كردستان. لذلك على هذا المنوال صاغوا قصة شجرة الرمان التي تتعلق بطقوس السبت اليهودي المتسمة بالصرامة الى حد كبير، حيث يحرم على اليهودي العمل في هذا اليوم وإن أي انتهاك لقوانين السبت يعرض اليهودي الى عقوبات شديدة.
ولكن هناك استثناء من هذه القاعدة، يروي الحاخام علوان أفيداني من العمادية يرجع اصله الى قرية نيروة التابعة لمنطقة نيروة وريكان الكائنة شمال شرق العمادية لمحاوره الانثروثولوجي اليهودي الألماني إريك براور (المتوفى سنة1942م) في القدس سنة 1937م حول قصة شجرة الرمان التي جرت أحداثها في قرية بارزان قبل 150 عاماً اعتبارا من سنة 1937م، أي ان وقائعها إن صدقت ترجع الى سنة 1787م تقريبا، وتتعلق بحوار جرى بين الحبر اليهودي الحاخام ناثانيل هاليفى بارزاني وابنه الحبر شموئيل من جهة وبين شيخ بارزان من جهة اخرى.
تتلخص القصة بان الحبر اليهودي وابنه كانا جالسين في كوخ لهما في قرية بارزان وهما غارقان في نقاش مستفيض عن موضوع (المركافا) أي الملكوت أو عالم العرش الإلهي ، وبينما هما مستغرقين في هذا الجو الفكري والفلسفي، اذ لمح شيخ بارزان وكان جالسا فوق سطح داره شعاعاً اخضر قد ظهر فوق كوخ الحبر اليهودي، مما دعاه الى ارسال خادمه لمعرفة ما يجري هناك لأنه كان متعجبا من هذا الشعاع الأخضر الذي كان يرتفع من الكوخ اليهودي الى السماء دون ان يدمر شيئأ أو يحرق شيئاً ().
وتمضي الرواية قائلة بأن شيخ بارزان أعتقد جازما بأن هذا النور الذي غطى كوخ الحبر اليهودي ليس الا نورا يخص السادة من نسل الرسول محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وسلم) لذا حاول جاهدا من الحبر اليهودي وأبنه الاعتراف بشجرة نسبهما النبوي، فلما رفض الحبر وابنه ذلك واعلنا للشيخ بأنهما يهوديان وأعلماه بشجرة نسبهما اليهودي تم اعتقالهما في مكان حقير يستعمل للحيوانات تهيئاً لقتلهما إن لم يعتنقا الاسلام.
ومهما يكن من أمر فان ابن الحبر شموئيل استطاع الافلات بمكيدة وقصد العمادية على أمل ان يختبئ هناك عند الجالية اليهودية الكبيرة نوعا ما، ولكن كتابة شيخ بارزان لعدد من المعادلات على الرمل مع ذكر اسم الحبر شموئيل الهارب عليها، قاده ذلك الى معرفة مكان اختباء الحبر شموئيل في الجينيزا (غرفة حفظ نسخ التوراة القديمة) في كنيست يحزقيل في العمادية، وهو مادعاه الى الكتابة الى حاكم العمادية (امير بهدينان انذاك ) بتسليم اليهودي اليه، وبالاخير عندما علم الحبر اليهودي بأن لا امل له في النجاة تضرع الى الله سبحانه وتعالى ليأخذ روحه وكان له ما اراد().
ان هذه الرواية في حقيقة الأمر تصطدم وتتعارض مع عدة حقائق دينية وتاريخية تخص منطقة بارزان وشيوخها، ففي الفترة التي ذكرتها الرواية فان شيوخ بارزان لم يكونوا قد استلموا الطريقة النقشبندية من مولانا خالد النقشبندي أو من شيوخ نهري، ولم يكن مولانا خالد النقشبندي قد استلم الطريقة النقشبندية في الهند أصلاً، فضلاً عن ذلك أن أسرة آخرى من الآغوات كانت تحكم المنطقة، ولكنها اختفت بمقتل عدد من رجالها في الصراع الذي نشب بين عشيرة الزيبار المدعومة من أمراء بهدينان وبين عشيرة برواري بالا المدعومة من جيرانها الآثوريين المسيحيين بمختلف قبائلها ، وتحديداً عشيرة التياري(). أما السحر والتنجيم واللعب بالرمال فهو مما كان يتعاطاه رجال الدين اليهود وخاصة (الحاخامات) منهم الذي ينتهي نسبهم الى سبط لآوي بن يعقوب، حيث ان الكهانة موكولة لهم حسب اشتراط التوراة() ، بجانب ان التقليد الشفوي الشائع في منطقة بارزان وأطرافها وكتب الرحالة والمبشرين الأوربيين تشير بدون شك الى سماحة شيوخ بارزان وعطفهم على اليهود والنصارى، مما دعا بأحد هؤلاء وهو المبشر والقس الاسكتلندي ( ويكرام ) الى تسمية الشيخ عبدالسلام الثاني البارزاني بن الشيخ محمد بـ(شيخ النصارى)()، فلا يعقل ان يجبر شيخ بارزان حبر اليهود الكبير في بارزان على اعتناق الاسلام وهو قد بلغ من العمر عتيا، هذا من جانب ومن جانب آخر فإن المعطيات التاريخية لا أساس لها من الصحة لأن شيوخ بارزان أخذوا الطريقة النقشبندية بعد هذا التاريخ بفترة طويلة كما هو ثابت في المصادر والمراجع التاريخية.
ومن جهة اخرى فان المصادر تشير الى وجود ربية( Rabbi ( بارزانية (عالمة دين يهودي) تدعى (آسيناز بارزاني) ابنة احد كبار رابيي اليهود (شموئيل بارزاني) التي وُلدت سنة ١٥٩٠م وعاشت في الموصل حتى سنة ١٦٧٠م، كانت ابنة الحاخام (صموئيل – شموئيل بارزاني) وتزوجت في وقت لاحق من الحاخام (يعقوب مزراحي) الذي كان رئيساً لمدرسة دينية يهودية في العمادية وكان أستاذاً فيها، كانت أَسْينَاتُ بارزاني مشهورة لمعرفتها شرائع التوراة والتلمود، وبعد وفاة زوجها في وقت مبكر أصبحت رئيسة المدرسة الدينية في العمادية وأستاذة كبيرة فيها لأنها كانت من أكبر العلماء العارفين بشرائع التوراة في كردستان. وَكُنِيَّتْ هذه الأستاذة باسم (أَسْنَاتُ التنائية)التي تعني عالمة وباحثة مثل العلماء في فترة المشنا والتلمود حوالي القرن الأول حتى القرن الثالث الميلادي، وكانت آسيناز شاعرة نظمت القصائد باللغة العبرية التي كانت تجيدها، وكتبت قصيدة طويلة رثائية موزونة بأوزان الشعر العربي. وكانت من أوائل النساء اللواتي كتبن قصائدهن الشعرية باللغة العبرية، وفتحت عدداً من المدارس().
وتعتبر آسيناز بارزاني إحدى الرابيات المشهورات في تاريخ اليهود الشرقيين (السيفارديم )، ولعلها ابنة الحاخام شموئيل بن ناثانيل هاليفي بارزاني المذكورانفا، وهذا يدل دون شك على قِدَم قصبة بارزان من الناحية التاريخية والدينية معاً، حيث تعد (آسيناز بارزاني) أول رُبية في التاريخ اليهودي على صعيد العالم، وهذه دِلالة لها قيمتها المعنوية.
كما لا يمكن نسيان عدد من الشخصيات اليهودية من أصول بارزانية تبوأت مناصب مهمة في الحكومة والأحزاب الإسرائيلية، منهم على سبيل المثال لا الحصر (موشي بارزاني)() الذي أعدمه البريطانيون مع أحد زملائه سنة1947م، كان احد مساعدي (مناحيم بيغن) رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق وزعيم حزب الليكود الإسرائيلي، وبعد اعدامه على يد سلطات الاستعمار البريطاني دفن في جبل الزيتون في القدس، ودفن بجانبه رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق (مناحيم بيغن) تقديراً له.

المصادر والمراجع والهوامش