الأرض تدور ومعها ندور , ولا نشعر بأننا ندور , وهناك مَن يدوّرنا وفقا لآليات المشاكل والملهيات العاصفة في أيامنا , والمؤثرة على وجودنا ومنطلقاتنا المتنوعة , وتجدنا نتحرك وكأننا رولر كوستر(سفينة دوّارة) , وما أن ننتبه إلى ما نحن عليه , نكون قد سقطنا في الهاوية , وبذلنا خلاصة ما فينا وبددنا أيّامنا!!
وهكذا ناعور المآسي والنكبات يدور في ديارنا , ويسقي بنا رمال النسيان , ولا نحصد غير الخسران.
ولكي يتأكد الإستبداد والطغيان لابد من إبعاد الشعب عن عرين السلطان , وذلك بإلهائه ببعضه , ودفعه للركض لاهثا وراء الحاجات.
ووفقا لآليات الدوران , فالمجتمعات المنكوبة بحكومات طغيانية , تتحرك في دائرة مفرغة من الويلات والنكبات , التي تبعدها عن حقوقها , وتجعلها تتواصى بالبقاء والإتكال على الآخرين لحمايتها , حتى ولو كان الأمر يستدعي العدوان على أخيها , فلا قيمة لغير الذات المنكوبة المسلوبة الإرادة الخاوية القدرات , والخالية من المعطيات.
و“هذا الزمان لئام الناس تعلوه…غرٌّ خليعٌ ’ ودجال ومعتوه
فيه المنافق محبوبٌ ومعتبرٌ…وقائل الحق بين الناس مكروه”!!
وتلك الأيام…!!