يقول كونفوشيوس ، أن دراسة الماضي مهمة لمن يريد التخطيط للمستقبل ، كم تمنيت أن يكون الدكتور الجعفري عاشق كونفوشيوس قد أخذ بهذه المقولة وهو أحد من تصدى للوظيفة العامة ، بعد العام ٢٠٠٣ ، أو علم أقرانه بأن التخطيط هو الاعداد للمستقبل بلغة الأرقام واستدراك أهمية الموارد المتاحة ، لا باتباع طريقة الهبات أو ما نطلق عليه شعبيا بالحملات ، كما يتبع السوداني اليوم .
أن دعوة وزارة التخطيط لعرض خططها التنموية على مستوى المحافظات والعمل بالتنسيق مع وزارة المالية والبنك المركزي على توفير الاعتمادات المطلوبة وكل حسب مراحله ، والبدء قبل ذلك بوضع مقترحنا بتصغير العملة وجعل الدينار العراقي مساويا للدولار الامريكي ، لأن ذلك سيبعد الركض العراقي المستمر وراء توفير الدولار عن ساحة التنمية المستدامة ، والتي يجب أن تبدأ بالزراعة الحقيقية لا زراعة الهبات والحملات الزراعية الموسمية ، وان يصار إلى التركيز على زراعة الحبوب والرز ، وبعدها موسمية الخضروات مع حماية كافية من سطوة المستورد ، والانتقال فورا إلى إحياء الصناعة متمثلة بالقطاع العام المعطل لأسباب معلومة ، لأن المباشرة بالقطاع العام لن يتأخر بالقياس إلى المعوقات الموضوعة عمدا امام القطاع الخاص ، وان يجري تدريجيا بالتناغم مع تجديد توطين العملة الوطنية والكف تدريجيا عن استيراد البضائع المنافسة للمنتج الوطني ، وان يكون الاستيراد تحت أنظار وزارة التجارة وفق سلم الأهمية النسبية للسلع والبضائع المطلوبة ، وان يتم كمرحلة أولى ايقاف استيراد السيارات والمواد شبه الكمالية والترفيهية ، ووزارة التجارة لديها تبويب مهم ، ولديها قاعدة بيانات بالاسعار العالمية لكل سلعة يتداولها المستهلك العراقي .
أن سياسة الاعتماد على موارد النفط ، هي سياسة عقيمة ، لأنها جعلت من اقتصاد البلد اقتصاد فقاعة ، تنفجر هذه الفقاعة عند أي انحراف نحو تدني أسعار النفط ، لأن من يحرك السوق الان ليس الإنتاج بل الرواتب والأجور. التي تدفعها الدولة من الميزانية التشغيلية ، واي تأخير في الدفع يؤدي إلى الانهيار الاقتصادي ، انفجار الفقاعة.
أن العمل هو أساس القيمة ، والعمل مفقود في عراق ما بعد العام .٢٠٠٣ ، وهو أمر مستدرك إذا وضعت وزارة التخطيط في الواجهة وتم إطلاق خططها لتعود بالبلد إلى اقتصاد التنمية لا اقتصاد الهبات والحملات الدعائية ، والزعيق المستمر على شاشات الفضائيات ، الاقتصاد ، ارقام بالحاجات ، ارقام بالإنجازات ، وهو علم خلق المنافع للمخلوقات …..