22 ديسمبر، 2024 1:46 م

الدول المُستعمَرة!!

الدول المُستعمَرة!!

منذ نهاية الحرب العالمية الأولى ودول المنطقة مُستعمَرة , والقول بالسيادة والحرية نوع من الهذيانات والأضاليل , وما جرى فيها ويجري بإرادة القِوى التي تستعمرها , وهذا يفسر تدمير أي نظام حكم وطني , وإشاعة ثقافات الذل والهوان.

ويبرهن على أن الشعب لا قيمة له ولا دور , فالجميع أرقام على يسار كراسي الحُكام , ولهذا لن تفلح المظاهرات في دول المنطقة مادام المُستعمر ضدها , وأنظمة حكمها تؤمِّن مصالحه وتساعده على نهب ثروات الشعوب بحرية تامة.

وبموجب ذلك يكون المسؤولون من أجشع النهابين والسراق , ويودعون الأموال المسروقة في بنوك الدول المُستعمرة , والتي ستضع اليد عليها حين تشاء.

أي أن أنظمة الحكم المطلوب منها دعم إقتصاديات الدول المستعمِرة لبلدانها , والتي عينتها بالوكالة لتنوب عنها بنهب البلاد وقهر العباد.

إن الحديث عن أي تظاهرة يعني المواجهة الشديدة الصارمة , وسقوط الآلاف من القتلى والجرحى , والدول الراعية لأنظمة الحكم تساند الفاعلين وتبرر إخماد التظاهرات بالحديد والنار , وإن تظاهرت بغير ذلك.

إنظروا ما جرى في دول ذات سيادة وكيف لتظاهرات بسيطة غيّرت نظام الحكم , وحققت الجماهير مطالبها بسرعة , وقارنوا بين توالي التظاهرات في الدول المُستعمَرة وكيف أنها ما حركت ساكنا , ونتائجها مصائب على المتظاهرين , وإستبداد غاشم وترويع فتاك.

فالإستعمار تخلى عن الفعل المباشر , وتقرر أن يكون غير مباشر , وهذا ما يدور في واقع المنطقة , خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية , وما جرى فيها من سلسلة إنقلابات على أنظمة حكم وطنية , كانت تسعى لبناء البلاد ورفاهية المواطنين , فجيئ بأنظمة سفك الدماء وإلغاء الدستور , وتأمين إرادة الطغيان والفردية والفئوية والتحزبية , لكي يتفانى أبناء الوطن الواحد.

ومن إبداعاتهم المعمول بها حاليا , إستخدام الدين لتدمير كل شيئ , وذلك بإجلاس الأحزاب المؤدينة على الكراسي , وإطلاق حريتها في سياسات الدمار الشامل الخلاق.

تلك الحقيقة الفاعلة في بلدان المنطقة , ولن تقوم لها قائمة إن لم تتوفر فيها قيادات غيورة على الشعب والوطن , وتكون صريحة في أن على الشعب أن يتلاحم معها لكي تتحرر من الإستعمار الفاعل فيها.

فهل تصدقون ما تقدم , أم أنكم تتوهمون الحرية والديمقراطية والسيادة؟

إن الأحداث والتفاعلات المتواصلة عندها الخبر اليقين!!