8 سبتمبر، 2024 2:42 ص
Search
Close this search box.

الدول المارقة

الدول المارقة

احيانا ترى طيورا تغرد خارج السرب هذا هو حال الدول المارقة او المنبوذة(    Pariah states) وهي الدول التي عادة ما تتطرف في مواقفها وافعالها بخصوص الشؤرن المحلية اوالاقليمية او الدولية  وتخالف مبادىء القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة وقرارتها ولاتحترم حقوق الانسان ويكون  نظام الحكم فيها اما نظام الفرد المتسلط ( Autocracy) او نظام ديني متطرف (Theocracy ) وتعيش في عزلة من امرها وتلقى دعما من كل من الدول  ذات الحزب الواحد او الدول  التي مرت بتجربة الحزب الواحد وميثيلاتها من الدول الاخرى . تشريعها بيد الحاكم بامره و قضاءها مقيد واعلامها مكمم وعسكرها وشرطتها شديدة وصارمة  بحيث تسمى احيانا دولا بوليسية(Police States )

هذه الدول بالرغم من قلة عددها تراها موزعة على معظم قارات عالمنا هذا. ففي افريقيا تجد عددا منها حيث  يهيمن على حكمها فرد متسلط  بلغ من العمر عتيا و يعاد انتخابه في كل دورة انتخابية ويضطهد خصومه السياسيين . والبلاد اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا على حافة الهاوية وحاكمها كان  ولا يزال من اعتى مناصري التظم الديكتاتورية القريبة العهد في افريقيا مثل نظام القذافي في ليبيا ونظام موبوتوسسيكو في زائير سابقا( الكونغو حاليا).

وفي اسيا عدد هذه الدول تقريبا اكبر. حيث ترى هذه الدول في حالة   عداء دائم مع جاراتها ومع الدول الغربية.ونظام الحكم فيها نظام الحزب الواحد- العائلي الوراثي المتسلط.  وهذه الدول عادة تكون منبوذة  لاتحترم القانون الدولي او قرارات الامم المتحدة ولاتحترم حقوق الانسان   ووضعها الاقتصادي رديء و سيء اما برامجها وصناعاتها  فمتقدمة جدا وتضاهي برامج امريكا وروسيا والصين كما تنقله لنا التقارير ولكنها لاتلتزم بالشرائع العالمية المنظمة للعلاقات الدولية وهنا بيت القصيد والخطورة وايضا تكمن اسباب العزلة والنبذ.

وفي القارة اعلاه ذاتها رأينا ونرى  ايضا دولا تحكمها العسكريتاريات (Juntas)  او دولا ذات نظم دستورية برلمانية دينية متصلبة ومتخشبة ولا تعرف الاعتدال والوسطية وتستمد فكرها ومبادئها من مراجع متطرفة  وتناصر المجموعات الارهابية التي تسير في خطها وتحالف الدول الديكتاتورية ذات القبضة الحديدية وتعادي الدول الديمقراطية العلمانية في الغرب على اساس مناصرتها لاسرائيل الدولة التي يسودها شعورعام انها مستهدفة وضرورة ان تتأهب للدفاع عن ذاتها (Siege Mentality) المحتلة للاراضي الفلسطينية والمضطهدة للشعب الفلسطيني وغير الملتزمة بقرارات الامم المتحدة.

اما في امريكا الوسطى والجنوبية وما جاورها من الجزر فكان  ولايزال  عدد من الدول المنبوذة او المارقة التي تميزت بمواقفها اليسارية المتطرفة وحتى كاد بعضها في ستينيات القرن الماضي(القرن العشرين)ان يتسسب بنشوب حرب عالمية ثالثة بين الغرب والاتحاد السوفياتي سابقا بسبب قيام الاخير بنشر صواريخ نووية صوب الولايات  المتحدة في احدى هذه الجزر ابان عهد الرئيس الامريكي جون كيندي. وبعضها فيها نظم ديمقراطية دستورية برلمانية لكن احيانا يتسلط على قيادتها اشخاص لهم شعبية كبيرة ويتميزون بالكريزما (Charismatic)  اي يتميزون بسحر الشخصية وجاذبيتها.

من مضامين وابعاد ما يجمع بين هذه الدول (The Implications of the Common (Denominatorهو عداء حكامها لراحة واستقرار شعوبها ومحاولتهم اشباع رغباتهم على حساب تعاسة شعوبهم ومناوئتهم للداعين الى حقوق الانسان ولاهم لهؤلاء الحكام سوى انانيتهم وكبريائهم وعنادهم وعدم الرغبة في التغيير والتغير والشك في النوايا الحسنة للاخرين.

هذه الدول المارقة او المنبوذة ومثيلاتها تتعاضد وتتساعد في وقت الازمات بالوقوف في وجه اغلبية دول العالم  وخاصة في هذا العصر –العصر اللاليكتروني الرقمي الذي جاء بمعطيات لايمكن تحديها اومواجهاتها في كشف زيف وهشاشة الانظمة في هذه الدول. من بين هذه المعطيات ولادة وتيسر اعلام  التواصل الاجتماعي (Social Media) الفائق السرعة والعابر للعوائق جغرافية والصامد امام المشوشات   الاليكترونية بحيث  لايستطيع ولن يستطيع الحاكم او اي  بشر اخر التحكم بمستخدمي هذا النوع من الاعلام الفاضح لشرور الحكام والمنظم  لسير الثوورات وهذا هو القليل من من بركات هذا العصر والله اعلم ببركات العصور القادمة.

أحدث المقالات