القوى المتوحشة وجدت فريستها في الحرب العالمية الأولى فتحاوطتها ومزقتها , وجعلتها موجودات متشظية جغرافيا.
وانفردت بما غنمته من الحرب , وأقامت دولا تنال من أخواتها , وتعتصم بوعائها الزنزاني الأثيم , ومن ثم صنعت أنظمة حكم لخدمتها وتمرير سياساتها وتأمين مصالحها , وجعلت من نخب الأمة أبواقا لإرادة الإفتراس والإمحاق.
وجردتها من قدرات إطعام نفسها , وجعلتها تعتمد عليها في طعامها وملبسها.
ووضعت يدها على الثروات وإستثمرتها , ومنعت الدول المملوكة لها من التفكير بالبناء والصناعة والزراعة والإستثمار الداخلي.
وفعلت ما فعلت للحصول على ما عندها من القدرات والطاقات.
فدول الأمة منهوبة مسلوبة الإرادة , مقعدة ومحنطة بالدين , الذي وجدوا فيه القوة اللازمة لتحطيم وجود الإنسان , فتحول الدين إلى نار , وصار المسلم عدو المسلم.
فبرعوا بإستخدامه للإجهاز على جوهر وهوية وذات الأمة , فدولها تدّعي بأنها مسلمة ودينها الإسلام وفعلها فعل شيطان رجيم.
المسلمون يعذبون المسلمين وينكلون بهم , ويتوهمون أن قتل المسلم للمسلم من الإيمان!!
“ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى…عدوا له ما من صداقته بدُّ”!!