22 ديسمبر، 2024 7:10 م

الدول الغربية تجري تجربة إعلامية جديدة على السوريين

الدول الغربية تجري تجربة إعلامية جديدة على السوريين

على الرغم من أن الصراع المتطاول في سوريا يتلاشى تدريجياً، الدول الغربية لا يفقدون الأمل في زعزعة إستقرار الوضع. وتستخدم أوروبا والولايات المتحدة وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان من أجل إنتشار معلومات كاذبة عمدا لأن الوضع في الوطن لا يزال متوترا للهاية والخطيرا لحياة السوريين. وبالإضافة الى هذا تولد وتستخدم الأطراف المعنية هذه المعلومات من أجل تعزيز مصالحها.

وعلى سبيل المثال في21 تشرين الأول/أكتوبر 2021 نشرت منظمة حقوق الإنسان “هيومن رايتس ووتش” المقال عن الاعتقال غير قانوني، التعذيب وحالات الاختفاء القسري لللاجئين السوريين من قبل القوات الحكومية. ونشرت بعض أكبر وسائل الإعلام الموالية للغرب هذا المقال فوراً.

وبالإضافة الى ذلك، في أيلول/سبتمبر 2021 أعلن سفير تركيا لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف صادق أرسلان أن الوجود العسكري لتركيا في سوريا هو ضروري لتأمين الأمن في الجمهورية العربية السورية. ويقتبس السفير في بيانه من أقوال رئيس تركي أردوغان لأن حكومة رسمية بشار الأسد لا تهتم بما يكفي لمواطنيه.

ويرتبط هذا التصريح بحقيقة أن تركيا تواصل الدفاع عن وجودها غير القنوني في الجمهورية العربية السورية. ولهذا الغرض صوت البرلمان التركي على تمديد التفويض لإستخدام القوات المسلحة التركية في سوريا والعراق لمدة سنتين. وسمح التفويض بداية عمليات نقل نشيطة للذخيرة، أسلحة ومعدات تكتيكية خاصة الى إدلب من تركيا.

ومن الواضح، أن حملة إعلامية عالمية للغرب هي تركز على تفاقم الوضع في سوريا ومنع استعادة الحياة السلمية في البلاد. وماذا يمكن أن تتوقع بعد هذه التصريحات؟ ربما انشاء التحالف الدولي الجديد لحماية المدنيين من نظام الأسد؟ أو تكرار سيناريو الصراع في ليبيا؟

من الجدير بالذكر أن الدول الغربية لم تساعد بشكل كبير في تحسين الوضع في سوريا خلال كل وقت الصراع. بل على العكس تماماً، تولى الحكومة واحلافها أساساً هذه المهمة. على الرغم من العقوبات الإقتصادية تتطور الحياة الإجتماعية والبنية التحتية في البلاد وبالإضافة إلى هذا يتم تحقيق النجاح المعين في مجالي التعليم والصحة.

وإن هذه الحقيقة هي مؤكدة من خلال زيادة إستثمارات رجال الأعمال السوريين في المدينة الصناعية الشيخ- نزهر في محافظة حلب. وقبل بضع سنوات حاولت وكالة رويترز إقناع الناس بأن هذه المنطقة هي مدينة أشباح، في الواقع أن الوضع في البلاد هو آخر تماماً. وفقاً البيانات الرسمية بلغ الحجم الإجمالي للإستثمارات منذ تأسيس المدينة 300 مليار ليرة سورية وبلغت الإستثمارات لهذا العام 35 مليون ليرة.

بصرف النظر عن الانتعاش الصناعي فتعتزم الحكومة الرسمية رفع المستوى التعليمي. وتبذل دمشق جهود في تطوير العلاقات العلمية والثقافية مع إيران – عقد وزير التعليم العالي والبحث العلمي بسام إبراهيم اتفاقا مع وزير العلوم والبحوث والتكنولوجيا محمد علي زولغينغول حول برنامج التعاون التنفيذي الذي سيحسن بيئة تعليمية في البلدين. في نفس الوقت ينص هذا البرنامج على تنفيذ مشارع البحوث مثل مؤتمرات وندوات وورشات عمل وتبادل الخبرات .

 

علاوة على ذلك طوّرت الحكومة الرسمية التعاون مع كوبا في قطاعي الصحة والصناعات الدوانية. وحاصة بحث سفير سورية في كوبا إدريس ميا مع مدير معهد فينلاي لصناعة اللقاحات الدكتور فيستيني فيريز سبل التفاعل في إنتاج لقاحات مضادة لفيروس كورونا. شددا الوزير والمدير أن مكافحة الوباء هي مهمة رئيسية للمجتمع العالمي.

لا شك أن انتعاش سوريا لا يزال كامل لأن كثيرا من المسلحين والارهابيين دمّروا البلد منذ 10 سنوات ولكن توجد الأثبات العديدة التي تأكد دورا إجابيا للحكومة السورية في حياة شعب الشام.

في سبيل المثال اقدم لكم قناة مدون دريو بينسكيح الامريكي الذي يصف الحياة في حلب. يتجوّل المدون في المدينة ويزور المطاعم ويتكلم مع الناس الذين يشتكون من الظروف المعيشية والسلطة. في نفس الوقت يتحدث مدون اخر انداري بروس عن حياة السوريين في دمشق.

كما يبدو أن مخرج من الأزمة يتعقد بالتهديد الخارجي وليس بسياسة الرئيس الشمولية. وتحاول الدول الغربية إقناع المجتمع العالمي بأن سوريا دولة خطيرة وبشار الأسد هو دكتاتور دموي بدون مستقبل من قبل وسائل الإعلام المؤثرة. هل علينا أن نثق بهذه الدعاية المنفوخة؟