23 ديسمبر، 2024 9:30 ص

الدولة ومسئولية الحاكم والمواطن …..؟

الدولة ومسئولية الحاكم والمواطن …..؟

رسالة الى حيدر العبادي … ماذا يريد الشعب منك…؟
سجلت العملية السياسية العراقية اليوم في الحادي عشر من شهر آب اول انتصاراتها المرجوه بأعلان رئيس الجمهورية الجريء تكليف الاستاذ حيدر العبادي بمهمة رئيس الوزراء خلفا لافشل رئيس وزراء شهده التاريخ العراقي منذ اكثر من ثمانية سنوات عجاف .عانينا منها الكثير في حقوقنا وحقوق الوطن واهدار الثوابت الوطنية والمال العام وشيوع الجريمة والقتل وأخيرا أحتلال اراض الوطن من قبل المغول الجدد (داعش) .لقد سجلت الحركة الجديدة المباركة لنا اول نجاحاتها اليوم حين استطاعت ان تطلق حركة التاريخ والحضارة من عقالها ،واخراجها من الدائرة المفرغة التي عاشت فيها السنين الطويلة لترفع شعارها المطلوب:( الواطن للمواطن ). اليوم نأمل ان تظهرالصفوة المختارة ،وتختفي الجهالة في حكم الدولة ،ان تظهر نظرية الحقوق ويختفي الباطل، ان تحدد سلطات الدولة عن حقوق الناس،ان نؤمن بالفكر والحرية والتقدم،لا بالعاطفة والطائفية البغيضة،ان نصنع رؤية جديدة لمستقبل الانسان العراقي،كل عراقي ،لا للمحسوبية والمنسوبية دون رقيب او حسيب، ان نلغي من رؤوس العراقيين فكرة المذهبية فهم شعب واحد لا شعوب،ان نفصل سلطة رجال الدين عن سلطة الدولة.،ان نختار لمجلس النواب نوابا يؤمنون بالشعب لا نوابا يسكنون خارج الوطن، ان نستخرج الأحكام والنظريات من تجارب الامم، ان نحترم انفسا ولا نكون مهزلة للاخرين مثل كل الشعوب الاخرى،واخيرا ان نؤمن بالقلم لا بالسيف الباطل.

ان هذا التكليف نأمل منه ان يصاحبه اختيار افضل العلماء والمثقفين العراقيين لادارات الدولة دون الاعتماد على المحاصصة والاقاربية والطائفية والعنصرية ،ليسجل الرئيس الجديد ما عجز عنه الرئيس القديم . وعليه ان يعتمد على فئة قليلة من القيادات الأستشارية عالية الخبرة ،والسكرتارية التنظيمية الماهرة التي ستدير ماكينة الدولة بقوانين موحدة لا مفرقة كما كانت في العهد المالكي البغيض القديم.
ش
هؤلاء الذين سنسميهم بالبواسل في الفكر والرأي والمعتقد. لنؤسس لصفوةً مختارةً بدقة وأمانة وطنية عاليةحتى نبلغ أقصى ما نستطيع من الأتساع والنهوض في مجال الخدمة الوطنية ، لعلنا نعوض ما فاتنا الزمن من نقصٍ كبير.. فنجعل همنا الاوحد هو المحافظة على التغيير الحقيقي اليوم والقسم والأرض والمواطن، فلم يكن في ارادتنا ميل نحو الذاتية الشخصية،ولا تطالب بمناصب سيادية ابدا ، دينها الوطن وحقوق الناس كما كانوا اهل البيت والصحابة الذين زيفوا مبادئهم فقهاء الدين، صفوة مختارة دينها الوطن والأمانة والشعب والوفاء للقادة المخلصين ،والموت على المبدأ ولم يسجل في سجلهم مال او جاه او مقصد اخر. حتى نراهم وقد ساروا في معارج القوة واصبح العراق يقاوم كل جبار عنيد حين اندحر هتلر الجديد ،وموسليني العنيد ،وكل المعاندين من طغاة الارض المجانين من الداعشيين والنصرويين وكل مليشيات السالبقين . غداًسترمون خلف ظهوركم كل المفاهيم المتوارثة الخاطئة التي ولدها الحاكم القديم.

.

فهل يدرك رئيس وزراء العراق الجديد حيدر العبادي اليوم كيف سيكون المستقبل له ولوطنه ان هو استمر في تطبيق القانون وجعل الوطن والمواطن في فكره وذاكرته ابدا ،تاركا المال والمنصب للقانون ؟

ففي العراق ظهر فيصل الاول والملك غازي وعبد الكريم قاسم وعبد الرحمن عارف ومعهم جمهرة المخلصين ،لكن المناوئين بحيلهم أغتالوهم حين ظنوا أنهم للعراق من المخلصين،وهم فعلا كانوا من المخلصين . قادة لن يجود التاريخ الحديث بمثلهم لان البديل اليوم بحاجة لمثلهم في الوطنية والقانون . نحن نريد العودة للمخلصين.

لقد ظن المالكي ان القوة والانفراد بالسلطة وحدهما هما ضمان الاستمرار في حكم الدولة ،تاركاً التعاون مع الاخرين وتحقيق حقوق الوطن في القوة وحقوق المواطنين والتنفيذ للقول هي الاساس في التحقيق معتمدا على كل امعات التاريخ من المنافقين .لكنه اليوم لا هو ولا كل المرافقين يستطيعون الوفاء بالتزامات الوطن ،ففاقد الشيء لا يعطيه ابداً وهكذا مصيره الى الهلاك المبين .

التاريخ لايعيد نفسه ابدا ،لكن الحدث هو الذي يتشابه في زمن مغاير،وكأن الامنيات التي راودتنا يوم التغيير في 2003 سرعان ما تبخرت بعد ان انحرفت الاهداف عن مقاصدها، والنفوس عن التزاماتها ،فظهر فينا من امثال الشعلان والسوداني والعبيدي وبعض اشباه الرجال من مجلس الحكم المهزوم . والكثيرمنهم الذين مالوا لانفسهم ونسوا الله والشعب والوطن والقسم ،فمنهم من هرب ومنهم اليوم يستحي حتى من الظهور، فاين هم الان ؟يتمنون لو لم يخلقوا ،وفي كآباتهم اليوم ينزون،وفي عارهم مختبئون ،فلا نفعتهم اموالهم المسروقة ولا حكم الاشهر او السنين..أنهم وابو رغال خائن مكة سواء بسواء. والمالكي المهزوم اليوم منهم .

وهكذا عندما احس المنحرفون، والقاعدة المجرمة والمنتفعون ان ايامهم شارفت على النهاية ،كونوا منهم ومن جيران الوطن عصبة كافرة بالله والوطن فسرقوا ونهبوا وقتلوا وشردوا باسمك يا وطن ،وبقوا في وظائفهم مستغلين المحاصصة الطائفية البغيضة التي بها احتمت ظهورهم من كل ما اقترفوه من ظلم بحق الوطن،لكنهم والله ماكانوا الا من الكاذبين،نحن نعرفهم بسيماهم فهم اليوم المفضلون ونحن المبعدون، لا ما هكذا ياقادة التغيير تعملون.

:

تحقيق اهداف رئيسة في حكم الدولة هي التي ستعيد للدولة الى ما جاء به العلماء وثوار التغيير:

الهدف الاول، انشاء المؤسسات العلمية التي اصبحت ترفد من فكر الموسوعيين الجدد والتي اصبح لديها القدرة الخلاقة على تجديد مفردات الحضارة والثقافة والمدنية والقانون .

والهدف الثاني، اصلاح التعليم بكل مراحله الثلاثة ويرا فقه القانون في التطبيق،فتحقق ما نريد من ثورة فكرية علمية قائمة على المنهج العلمي الجديد بعيدا عن افكار سلطة رجال الدين، وهنا يتحقق على الارض حين يتم تحويل (المبادىء الى تشريعات ). وبذلك تتحددت حقوق الناس عن سلطة الدولة. ونريد لوزارتي التربية والتعليم العالي ان يكونا من الوزارات السيادية وعلى رأسيهما امهر العلماء النطازين.من المتخصصين في الشئون الأكاديمية كما كانت على عهد السابقين من علماء العراق المبجلين لا من لا يؤمنون بالعلم والمعلمين والمتعلمين.

والهدف الثالث ان تعمد الحكومة الى تغيير كل المناهج الدراسية التي بنيت على الفلسفة المثالية وتحويلهاا لى الفلسفة العلمية الواقعية ،لتخليص الاجيال من كل تخريفات العصر القديم. واعادة النظر في تعيين المعلمين والمدرسين الذين زجت بهم الجماعات الدينية والحزبية لجعل التعليم وفق منهج علمي رصين لا وفق اهواء الجهلة والمتخلفين.

والهدف الرابع: الالتفات الجدي نحو الناحية الصحية البدنية والسايكولوجية لمدارات الصحة العراقية ونفوس المواطنين العراقيين الذين ادخلتهم الفترة السابقة في ضياع الفكر والصحة والقانون،وبناء ارقى المستشفيات والمستوصفات ومراكز البحث العلمي،وفتح المجال للعلماء والباحثين العراقيين بالعودة وفق المواصفات العالمية ، كي يستقر الفكر العلمي في الأذهان عند المواطنين.

والهدف الخامس :الاهتمام بوزارة الخارجية والسلك الخارجي المدمر اليوم واغلب من فيه من امعات التاريخ واصحاب النزوات في التعيين،والعناية بمعهد الخدمة الخارجية واجراء الغربلة على كل السفراء والقناصل والملحقين الذي سجلوا صفحة سوداء في تاريخ الدبلوماسية العراقية،وبعد ان يتم اختيار وزير من ارقى العقول الفكرية لادارة هذا المرفق الهام الكبير.

والهدف السادس: الالتفات الى الوحدة الوطنية والغاء المحاصصة والطائفية من الاذهان ولا تتم الابمناهج دراسية تستبعد افكار رجال الدين الذين خربوا الوطن وعقول المواطنين.

والهدف السادس :ان لا تاتي الحكومة بروح الانتقام من الاخرين فقد شعبنا ظلما وانتقاما،مع عدم التخلي عن الحقوق المفقودة القديمة،فالحق القديم لا يبطله شيء والعقل مضطر لقبول الحق.

والهدف السابع:ان تتعاون رئاسة الجمهورية الموقرة مع مجلس النواب بعد تنقيته من الشوائب والمعينين بالتعويض والتدليس والغاء المقسم الانتخابي الباطل في القبول، واقتراح اللجان العالية الهمة والمعرفة في تعديل الدستور وقوانين الانتخاب والتعيين،بعد احياء مجلس الخدمة الذي اماتته حكومة المالكي من اجل تعيين الاقارب والمقربين وجعل التعيين حسب الكفاءة والمقدة لكل المواطنين بقوانين الفصل بين الكفاءة والرداءة لتزود الدوائر الحكومية بالمقتدرين.

والهدف الثامن

ان الوطن لا يصونه الا اهله المخلصون، والسياسة لا تديرها الا العقول المدركة المسبرة لاغوارها الصعبة المتمرسة فيها،وكم نحن الان بحاجة الى نصائح علي(ع) لمالك الاشتر وعمر(رض) لقادته في تحقيق القضاء العادل،لا لقضاء التزييف .وليعلم من يحكم العراق اليوم بعد المالكي ،ان كل تقدم حضاري ينبغي ان يسير منذ البداية على خط فكري واضح مدروس ،ولا يجوز ابدا ان يسير وفقا لنزعات نفر من ذوي السلطان لا ينظرون الى العواقب بقدر ما ينظرون فيما يعتبرونه أمجادا شخصية من غارات وغزوات وحروب ومنافسات وحيل وتدبيرات لا يجني احد من ورائها شيئا في النهاية الا اصحابها عميان الزمن والدهور،كل يوم يأتونا بفتوى كاذبة امتصاصا للوقت وابعاد المصير المحتوم ، ولا تفكروا بما كنتم انتم فيه تعانون،بل فكروا بما انتم فيه الان تعملون وتقدمون ، فالشعب ظلم من الكثيرين ،وحقوقنا مظلومة ولا أحد يلتفت للمظاليم،فالكل لاهية ببهرجة المحيطين ،فليس معقولا ان يكون الظلم فاشٍ بابواب الحاكمين القادمين، وفي السابقين عبرة لمن يعتبر.

فهل يدرك السيد العبادي الجديد المنتظر لينشأ بيتا للمظاليم…..؟ ليعيد البسمة التي سلبها حكم المالكي من المواطنين؟

كفاية ظلماً على المواطنين.

ان الحكومة التي لا تستطيع ان تحارب عصابة وتنتصرعليها لا يحق لها حكم دولة المواطنين …؟

فنحن اليوم في العراق لم نكن نحارب التغيير، ولم نحارب المالكي ، ولكن كنا نحارب ظلم المالكي ،وفساد التغيير، وسكوت المالكي على ظلم الاخرين …؟

فهل ما قلته يا عبادي امام السيد الرئيس فؤاد معصوم المحترم القدير قابل للتنفيذ…؟ فهل تستطيع اليوم ان تعلن رسميا انتهاء الطائفية والعنصرية والمحاصصية والرئاسات الثلاث تكون للكفاءة ومن يرتضيه الشعب؟ وتستقدم كل من خان وغدرلمحاكمة التاريخ لتثبت أصالة حضارة العراقيين ، وأنتم والله تدرون وتدرون انكم تدرون بكل من خان وظلم من الاخرين ساعتها سنقول انك تنفذ ما تقصد وتقول ؟ وساعتها سنقول ان التغيير صحى على نفسه بعد اكثر من

عشر سنين من الاستغلال والتدمير ؟ نرجو لرئيس الوزراء الجديد ان يقرأ كل كلمة كتبناها وسنكون نحن له من المخلصين الحاضرين…؟

اللهم أشهد أني بلغت …؟

*[email protected]