18 ديسمبر، 2024 8:19 م

الدولة واللادولة وعيون الكرسي!!

الدولة واللادولة وعيون الكرسي!!

لم يحصل في التأريخ المعاصر أن أبيدت دولة عن بكرة أبيها , وجيئ بمَن أوهموهم بأنهم سيبنون دولة على أنقاضها , وما إستطاعوا غير الإمعان في مسيرة اللادولة.
دولة عريقة ذات مؤسسات راسخة وفاعلة , عجزت الإنقلابات عن تغيير بنيتها , وفي ليلة وضحاها , يتم إحتلالها وإقتلاعها , ودفع شعبها إلى متاهات الفوضى.
وقامت حكومات على قياس المصالح والمطامع , والمشاريع الخفية والعلنية , ومضت تطارد سراب الحكم , فأجادت الإستحواذ والنهب والسلب , وأخذ الثروات وإيداعها في المصارف الأجنبية , التي تستثمرها لصالحها.
وبعد أن دارت السنون , ونام عقد على أكتاف عقد مرير , وجدنا ذات الوجوه الفتاكة النوايا , تتحدث عن الدولة , التي ما فكرت في تأمينها والحفاظ على قوامها وجديتها وكيانها الإداري والمؤسساتي , فصارت الدولة ذات دويلات أميبية تفرض سلوكها , فهي مسلحة فكريا وماليا وعسكريا من قبل الآخرين.
والعجيب في الأمر أن الأحزاب المؤدينة في جوهر منطلقاتها , عدم الإيمان بالوطن والدولة , وتقر بالتبعية وتقليد إرادة الخانعين لهم , وتتعبد في محراب الغير.
فماذا يعني إرتفاع النداءات الداعية لقيام دولة؟
هل هي إقرار بعدم وجود دولة؟
هل هي خدعة لتضليل الناس لسوقهم إلى مهاوي الإستعباد؟
ففي بلدٍ متعدد الإحتلالات المتبادلة المنافع والأجندات , يريدون إجراء إنتخابات , فهل سينتخب الناخب بحرية , أم سيذهب إلى صناديق الإقتراع , مأمورا بتنفيذ ما أريد له أن ينفذه , لأنه تحت وطأة الوعيد , فكيف يستطيع المُستلب الإرادة أن ينتخب ؟
الحالة ذات تشويش وتضليل , وتساهم فيها قوى متعددة ومصالح متنوعة , في بلاد أحزابها حريصة على مصالح أعدائها , أكثر من حرص الأعداء على مصالحهم.
فعن أي دولة تتحدث , وإلى أي إنتخابات تمضي , وهل للفقير غير الحصير؟!!