17 نوفمبر، 2024 2:24 م
Search
Close this search box.

الدولة والكرسي!!

معضلة دول الأمة أنها مبتلاة بأنظمة حكم منفصلة عن الدولة ككيان قائم بذاته وتتحدد مواصفاته العملية وفقا لآليات راسخة ومتواصلة.
فالذي يحصل أن نظام الحكم يتبدل , بمعنى أن الكراسي سيجلس عليها أناس لهم رؤيتهم المدمرة لما سبقهم , وهكذا دواليك.
فالحقيقة المغفولة أن الدولة مغيّبة والكرسي يمثل كل شيئ فيها.
وبموجب ذلك فأن الخراب والدمار عميمان , والبناء غريب , والفساد قائدٌ وطبيب , ولكل كرسي ما يريد من النهب والسلب العجيب.
فكأن أنظمة الحكم منظومة قطاع طرق , تهاجم القافلة وتستلبها وتمضي في سبيلها بعد أن فعلت ما فعلته بأصحابها.
وتلك بإختصار حكاية الحكم في بلداننا , ولهذا تميعت قيمة الدولة , وتخربت أركانها , وتماهت مع النظام الحاكم بفرديته وفئويته وتحزبيته.
فتجد العديد من مجتمعاتنا في فوضى عارمة , علنية أو خفية , فالذين لا يدركون أهمية وضرورة سلامة وصلادة الوعاء الذي هم فيه , يتناثرون ويتشظون ويتفرقون , ويتحولون إلى كرات زئبق أو بليارد.
فالأمة لن تكون إن لم تؤمن مجتمعاتها بضرورة الدولة القوية والوطن العزيز , وأن تكون من الثوابت والخطوط الحمراء التي لا يسمح بالعدوان عليها بأي عذر , فأنظمة الحكم تتبدل , والدولة والوطن كيان خالد أمين تصونه الأجيال مهما كانت توجهاتها.
فمجتمعات الدنيا لا تفرط بدولها وأوطانها , وتتنافس وتتنازع وتفعل ما تفعل ضمن الحالتين الراسختين في الوعي الجمعي.
فهل وجدتم تقدما وصلاحا دون دولة مهابة ووطن عزيز؟!!
د-صادق السامرائي

أحدث المقالات