23 ديسمبر، 2024 5:44 ص

الدولة والسلطة والشعب في منظور القران

الدولة والسلطة والشعب في منظور القران

*** مقومات الدولة : في كل دولة لا بد من وجود سلطة قوية تتمكن من تصريف احوال الناس وتنظم الحياة وفق معطيات مهمة نذكر منها: هناك فرق شاسع بين الدولة والسلطة ،الدولة لها اركان ثابتة دائمة اما السلطة هم مجموعة زائلة ومتحركة. تذهب وتاتي سلطة من بعدها . يقول تعالى.(وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) حينما انتهت سلطة الكنيسة بقيت الكنائس ولكن رجالها ذهبوا بشرهم وخيرهم . النظام الجمهوري والنظام الاشتراكي والنظام الشيوعي والعلماني والديمقراطي يتغير ويذهب ولكن الاوطان باقية .الدولة بارضها وسماءها وشعبها باقية حتى لو تغير الشعب بالموت وجاء ابناءهم فالدولة دولتهم باقية . وللإسلام راي في رجال الدولة لا بد من وجود مؤهلات فيمن يحكم الناس: يقول تعالى{ اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم} فالإسلام يوجب على رجل السلطة ويحكم الدولة ان يكون حافظا للأمانة. عالما وفاهما مقتدرا بعمله, عنده ملكة في ادارة شؤون الشعب .اما مقومات الدولة : تقوم كل الدول على ثوابت ثلاثة: الارض والشعب وقانون أساسي ينظم السلوكيات والعلاقات ،واهم تلك القوانين النظام الاقتصادي لأنه شريان الحياة لكل دولة , ويمكن للناس ان يغيروا بعض القوانين التي سار عليها اسلافهم لو تطلبت الحاجة الملحة تغيير القانون الا بعض الثوابت لا يمكن المساس بها . وهي التي نزل بها نصوص تالتي يطلق عليها { حلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرامه حرام الى يوم القيامة} فلا يمكن التسامح مع موضوع محرم بالشرع كالمثلية او التسامح بالسرقة او القتل او الخيانة وعشرات الامثلة المحرمة فقط.

في الاسم كل شيء فيه نص من القران او من النبي{ص} لا يجوز تغييره لانه اجتهاد مقابل نص. اما بقية القوانين فيجوز التصرف بتغييرها. يقول تعالى {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)..اما موت الامة.. يقول القران الكريم {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (ولكننا لم نر امة ماتت وانتهت في تاريخ الامم .. فما معنى الاجل . الأَجَلُ : مُدَّةُ الشيء. وهو الوقت الذي يُحَدَّدُ لانتهاء الشيء واضمحلاله وخلوه.

سنة الله في الامم والامبراطوريات انها تنتهي كسلطة ودولة لما يكون الشعب منحرفا بنوع من الانحراف .تنهي الامة حين يكون الحاكم منحرفا وكاذبا , ويكون العالم متواطئا مع الظالم , ويكثر الكذب والفساد وتداني الاخلاق , وتضيع القيم يقول الامام علي{ع} في احدى روائعه : يا أهل الغرور ما ألهجكم على دار خيرها زهيد و شرها عتيد و نعيمها مسلوب ومسالمها محروب و مالكها مملوك وتراثها متروك .

فاذا اقبل اهل الدنيا على دنياهم بهذه الصفات فانها امة انتهى اجلها.

والحمد لله رب العالمين .