24 ديسمبر، 2024 5:50 ص

بناء الدولة يكون بقائد بطل , يصوغ سبيكة الوجود الوطني في وعاء الدولة المتين , الذي يكون غطاءه الوطن , فيتحقق التفاعل فيه وتُنسج الإرادات وتنطبخ لتكون معبّرةُ عن جوهر الإنسان , وتطلعات الجماهير المعبأة بالطاقات والقدرات الواعدة.
دول الدنيا بنتها إرادات إنسانية متواشجة متماسكة متشابكة , معتصمة بوعي وطني فولاذي , تأبى أن تتجاوز معطياته العزيزة القديرة.
والإرادات الإنسانية لا بد لها من قائد يؤججها ويخلّقها , ويؤهلها للإنطلاق الإيجابي في مرابع الوجود الوطني المِقدام.
وكل مجتمع يلد قائده , فالطاقة النفسية المتولدة في أعماق البشر تتآلف وتتكاثف لتصنع مَن يمثلها , وستجود مفردات المكان وعناصر الزمان بالظروف المواتية لتأمين الولادة الوطنية القيادية الأصيلة.
وهذا يعني أن المجتمعات مهما مرّت بصعوبات وإنتكاسات , فأنها ستستجمع قوتها , وتزاوجها بما يلوح في آفاق خيالها من رؤى وتصورات إنسانية , تسعى لتأكيدها وتثويرها وبناء صرح طموحاتها بواسطتها.
ومجتمعاتنا العربية لا تختلف عن غيرها , فكلما إشتدت عليها الويلات والتداعيات , فأن طاقاتها النفسية ستتكاثف وتتفاعل , وستصنع قادتها الأبطال المقتدرين المتوافقين مع إرادات الزمان والمكان , وبهم ستتقوى وتتوثب نحو ما تكنزه في جوهرها الحضاري الثري المبين.
ووفقا لذلك , فالتفاؤل ديدن الأجيال , وطاقتها الدافعة نحو مستقبل أفضل , فيتوجب عليها الإيمان بأنها ستكون ولن تهون , وما تمر به من ضرورات شحنها وشدها بقوة نحو أهدافها السامية , وتطلعاتها العزيزة الباهية.
وعلى النخب أن تستقي من معين الإقتدار والثقة العالية بالأمة , وتتواصل في شحذ الإرادات بالمعاني الإيجابية , والتفاعلات الإعتصامية بحبل الوجود الإنساني الحضاري السامق.
ترى متى سيحين أوان قدوم القائد الذي سيستنهضنا من رقدة العدم؟
أظن موعد ظهوره بات قريبا , لأن معطيات التداعيات والأزمات قد بلغت ذروتها , التي ستصنع القائد المقتدر العزوم.
فالتأريخ يصنعه الأفراد المؤهلون روحيا ونفسيا وفكريا , ولن تصنعه الجماهير مهما توهمنا , فالأفراد قادة الميادين ومَن فيها من التابعين!!
ومبروك للقائد الموعود!!