18 ديسمبر، 2024 9:04 م

الدولة المدنية في العراق ضياع حتى براعيها

الدولة المدنية في العراق ضياع حتى براعيها

قبل مدة كتبت إن مطلب الدولة المدنية في العراق ضياع بدءً من المصطلح وأردت في ذلك المقال أن أبين خطأ استخدام هذا المصطلح الذي لا وجود له في قواميس المصطلحات السياسية، ولا يوجد مماثل له في اللغات الأخرى، وإنما هو مصطلح مخفف عن الدولة العلمانية استخدم في مصر وانتقل فايروسياً إلى العراق.

وقد بينت في ذلك المقال تفاصيل المصطلح وظهور كبديل عن العلمانية كما وكتبت عن الناشط المدني-مقال بعنوان ” من هو الناشط المدني؟- لتتضح الصورة أكثر عن المصطلح واللبس في استخدامه أو التمويه المتعمد.

اليوم ومع استمرار استخدام هذا المصطلح-الدولة المدنية- للأسف من قبل الساسة وغيرهم، والترويج لها وكأنها الحل السحري لمشاكل البلد، نشهد في هذه الانتخابات -انتخابات مجلس النواب العراقي لعام 2018- ضياعاً من نوع آخر يتعلق بنفس الموضوع ألا وهو ضياع الراعي للمطالبة بالدولة المدنية!

فمن هو الراعي لمطلب الدولة المدنية حقيقة في العراق حالياً؟ مع تحفظنا على المصطلح طبعاً ومع وجود تحفظ للكثير من العلمانيين على عدم الوضوح في المصطلح أيضاً وكونه نوع من الغش!

ومن هو المتبني الحقيقي لمطلب الدولة المدنية؟

فهل هي المرجعية الدينية العليا-بحسب التعبير المتعارف والمقصود بها مرجعية السيد السيستاني- التي قالت على لسان أحد معتمديها بأنها تريد دولة مدنية؟!

إن صدق هذا المعتمد طبعاً وكانت المطالبة حقيقية بذلك.

أم هل هي الجهات والتيارات الإسلامية والتي لبس بعضها ثوب المدنية بشكل معلن وصارت تطالب بها وتتبناها؟!

أم هل هي الاحزاب العلمانية المعروفة كالحزب الشيوعي مثلاً الذي أثار الكثير من مريديه بتحالفه مع التيار الصدري ولم تكف توضيحات مرشحته الأبرز في ذي قار مثلاً هيفاء الأمين و لا توضيحات غيرها في بيان أسباب هذا التحالف وهل هو تنازل عن المبادئ أم لا ومن الطرف المتنازل ؟!

أم هل هو تحالف “تمدن” والذي يرفع شعار “من أجل دولة مدنية” والذي يقوده النائب “فائق الشيخ علي” و النائبة “شروق العبايجي” بفضائحه المتوالية من المال إلى العركجية-خطاب فائق الشيخ الانتخابي لشاربي الخمور-؟!

أم هل هو “الحزب المدني” الذي استثمر العنوان أسماً وجذب بعض الاسماء الإعلامية وما لبث أن خسر بعضهم وهو بقيادة “حمد الموسوي” والذي لا علاقة له بالمصارف والشرقية لا دخل لها بالترويج لهذا الحزب والمالكي لا علاقة له به؟!

أم هل هو “التحالف المدني الديمقراطي” الذي يعلن في مجاميعه وصفحاته على مواقع التواصل براءته من تحالف تمدن و من الحزب المدني والذي يقوده “علي الرفيعي” الذي حصل على علامة “أكس” في انتخابات 2014؟!

أكس نقصد بها الفشل في الانتخابات البرلمانية السابقة 2014 علماً إنه خريج جامعة “أكس” في فرنسا.ومن أهم قياداته “صادق اطيمش” والناطق الرسمي باسمه الذي ينتقد الدين الإسلامي بالعربية ويكتب بالألمانية كتباً للتعريف بالإسلام!!
التحالف الخارج من عباءة الحزب الشيوعي والذي تأسس في ألمانيا عام 2010 باسم “التيار الديمقراطي” ثم تحول لاسم “التحالف الديمقراطي” ثم تحول إلى “التيار الديمقراطي العراقي” ثم قبل 2014 بقليل تحول إلى اسم “التحالف المدني الديمقراطي”.
وقد أطلنا بخصوصه لأنه أول جهة أسست لهذا المصطلح في العراق.

أم هل هم بقايا متظاهري ساحة التحرير-إن بقي منهم أحد لقلة عددهم أصلاً- الذين يرفضون كل هذه الخيارات؟!

أم هل هم المرشحون المستقلون الذي دخلوا في قوائم مختلفة وينادون بالدولة المدنية بوعي للمصطلح أو بدونه؟!

أم من؟!!

كثرت الرعاة وكما كثرت أمنيات تعريف المصطلح ومحاولات توضيحه وكما لم يفلح أحد في التعريف والتمييز بين الامنيات والتعريف كذلك لم تفلح جهة ما في أن تكون راعية لمطلب الدولة المدنية ولم تتوحد مطالب المدنيين!!

أما ما هي مطالب الدولة المدنية فربما نكتب عنها في مناسبة أخرى