17 أبريل، 2024 3:00 ص
Search
Close this search box.

الدولة الكردية.. 100 عام.. بين جدلية التاريخ.. وفشل التجارب(الحلقة الاولى)

Facebook
Twitter
LinkedIn

ـ لن يقسم العراق.. فأمريكا لا تريد هما جديدا.. ولا تريد عراقا مقسما تنهشه الدول المجاورة.. تريد عراق ضعيفا.. يعتمد على أمريكا وقوتها للدفاع عنه أمام اي خطر.

ـ بقى ان اقول في المرحلة المقبلة يحق لمجلس النواب تعديل الدستور.. وخشيةالاقليم يفقد امتيازاته فيه

ـ كردستان الان مهمته نهب العراق من كل شيء.. حتى يكون الإقليم مصدرا لكل مايريد العراق.. ولا تنسى الإقليم يمر بأزمة سياسية داخلية كانت بين حزبي ومدينتين الان بين ٣ أحزاب تتصارع و٣ مدن
وحرامية كثر.. يبق الإقليم لا يفكر بالاستقلال في المرحلة المنظورة.. ويخشى من نتائج الانتخابات النيابية المقبلة الاتحادية خوفا من فقدان المتحالفين استراتيجيا معه.. ومجيء رئيس وزراء كحيدر العبادي او خالد العبيدي او شخصية ليست قديمة.. وخاصة الكاظمي
. فالكاظمي لن يكون الكاظمي الحالي.. ولن تكون حلوله وسطية
___________

في ذكرى عودة البرزاني للعراق

الدولة الكردية.. 100 عام.. بين جدلية التاريخ.. وفشل التجارب.(الحلقة الاولى)

الحكومة العراقية ترحب بعودة الملا مصطفى البارزاني إلى بغداد في 22 / 8 / 1944.. وحل ضيفاً عليها.. وألتقى الوصي على عرش العراق عبد الاله.. وأجرى مباحثات عديدة حصل خلالها تفاهم بين الطرفين.

ـ في تاريخنا المعاصر.. بدأ الأكراد في التفكير بإنشاء دولة مستقلة باسم (كردستان) منذ مطلع القرن الـ 20.. فبعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.. وضع الحلفاء الغربيون المنتصرون تصوراً لدولة كردية في معاهدة “سيفر” العام 1920.

ـ إلا أن هذه الآمال تحطّمت بعد ثلاث سنوات.. إثر توقيع معاهدة لوزان التي وضعت الحدود الحالية لدولة تركيا.. بشكل لا يسمح بوجود دولة كردية.

 

ـ انتهت الحالة بالأكراد كأقليات في دول: تركيا.. والعراق.. وسورية.. وإيران.. وأرمينيا.

ـ وعلى مدار السنوات التي تلت سُحقت أية محاولة كردية لتأسيس دولة مستقلة.

ـ وهنا نستعرض بشكل مكثف أبرز أهم ثمان تجارب في 100 عام لإقامة الدولة الكردية:

1ـ مملكة كردستان 1922:

ـ أعلن الأكراد أول دولة لهم في العصر الحديث باسم: “مملكة كردستان” بقيادة محمود الحفيد في مدينة السليمانية العراقية في تشرين الأول / أكتوبر / العام 1922.

ـ الجيش البريطاني في العراق.. بعد عامين على ميلادها.. وأد هذه المملكة في حزيران / يونو / العام1924.. وذلك إثر اكتشاف النفط في كركوك التابعة للعراق المحتل من قبل بريطانيا.

ـ انطلاقا من استراتيجية حماية المصالح البريطانية.

2ـ كردستان الحمراء:

ـ نتيجة الظروف الصعبة التي كان يعيشها الأكراد المتواجدون في أذربيجان.. قررت بعض الرموز الكردية تأسيس منطقة حكم ذاتي لهم في 7 تموز / يوليو / العام 1923.. بإيعاز من الرئيس السوفييتي فلاديمير لينين.

ـ تشكلت المؤسسات الإدارية للدولة والنظام البرلماني في كردستان.

ـ وانتخب كوسي حجييف.. وهو من سكان المنطقة.. كأول رئيس للبرلمان وكأول رئيس لكردستان السوفيتية.

ـ إلا إن هذه التجربة لم تستمر كثيراً.. بسبب معارضة بعض الرموز السوفيتية لأي تحرك كردي.. قد يؤدي إلى ضرر بكل من الجارتين تركيا وإيران.. وكانت نهايتها في العام 1929.. بعد أن تم ترحيل الأكراد من هناك.

3ـ جمهورية “آرارات” الكردية:

ـ استمراراً لمحاولات أكراد تركيا تحقيق حلم الدولة الكردية.. أعلنوا عن قيام “جمهورية آرارات الكردية المستقلة” العام 1927.. في قرية قرب آرارات.. التي أعلنوها عاصمةً مؤقتةً لكردستان الوليدة.

ـ وتواصلوا مع أبناء جلدتهم في سوريا والعراق طالبين العون والمؤازرة.
ـ أفاقً الأكراد من منامهم الذي يرون فيه دولة قائمة في مناطقهم التركية.

لكن الجيش التركي قضى على هذه جمهورية آرارات العام 1930.

 

4ـ جمهورية “مهاباد”:

ـ استغل بعض الأكراد في إيران الأزمة الإيرانية الناشئة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية.. فقام قاضي محمد ومصطفى البرزاني بإعلان جمهورية مهاباد في 22 كانون الثاني / يناير / العام 1946.

ـ لكن الضغط الذي مارسه شاه ايران على الولايات المتحدة.. التي ضغطت بدورها على الاتحاد السوفيتي كان كفيلاً بانسحاب القوات السوفيتية من الأراضي الإيرانية.

ـ فقامت الحكومة الإيرانية بإسقاط جمهورية مهاباد بعد 11 شهر من إعلانها.

ـ وتم إعدام قاضي محمد في 31 آذار / مارس / العام 1947 في ساحة عامة في مدينة مهاباد.
ـ فيما انسحب مصطفى البرزاني مع مجموعة من مقاتليه من المنطقة.

5ـ إقليم كردستان العراق:

ـ أبرمت الأحزاب الكردية معاهدة للسلام مع الحكومة العراقية في آذار / مارس / العام 1970 التي أعطت الأكراد حكماً ذاتيا.. واعترافاً بالكردية لغة رسمية لهم هناك.

ـ كما أضيفت على الدستور العراقي مادة عرّفت العراق بلداً يضم شعباً من قوميتين هما “العربية والكردية”.

ـ حتى تحولت منطقة الحكم الذاتي إلى “إقليم كردستان العراق” بعد العام 2003.. الذي صار له علم.. ودستور.. ونشيد قومي.. وحكومة.. وبرلمان.

6ـ جمهورية “لاجين” الكردية:

ـ استغلت بعض القيادات الكردية الفوضى التي عمت الجمهوريات المنبثقة عن الاتحاد السوفييتي أثر تفككه.. وأعلنت في ربيع العام 1992 عن قيام دولة للأكراد في لاجين.. برئاسة وكيل مصطفاييف.

ـ لكنها لم تدم طويلا نظراً لعدم وجود الدعم الجماهيري الكردي.. حيث كانت وليدة سياسة أرمنية معادية لأذربيجان.

ـ رفضها الكرد الذين يشتركون مع الأذريين في الدين والثقافة والأرض.

ـ فلجأ رئيسها (مصطفاييف) إلى إيطاليا لاجئاً سياسياً في نفس العام.

7ـ إقليم “روج آفا” في سورية:

ـ تصاعد نفوذ الأكراد مع اتساع رقعة النزاع في سورية في العام 2012 مقابل تقلص سلطة النظام السوري في المناطق ذات الغالبية الكردية.

ـ فأعلن الأكراد إقامة إدارة ذاتية مؤقتة بالمقاطعات الثلاث التي أطلق عليها “روج آفا” أي غرب كردستان.

ـ حاولت السلطات السورية استرضاء الأكراد.. فأعلن رئيس النظام بشار الأسد منح الجنسية السورية لعشرات آلاف الأكراد “مكتومي القيد” في محافظة الحسكه.. (وهم أكراد من تركيا.. دخلوا سورية لدعم الكرد السوريون).

ـ في كانون الثاني / يناير / العام 2014 تم فتح فرع لتعلم الكردية داخل معهد اللغات التابع لجامعة دمشق.

ـ وفي 17 آذار / مارس / العام 2016 أعلن أكراد سورية عن إقامة نظام فيدرالي في مناطق سيطرتهم شمال البلاد.. خلال اجتماع عُقد في مدينة رميلان بمحافظة الحسكة.

ـ وسط معارضة دولية ومحلية.. ولن يحسم الأمر إلا بعد عودة السلام في سورية المنتظر.

ـ بعد تحرير الرقة السورية من داعش نهاية العام 2017.. استعجل الأكراد السوريون برفع جداريه كبيرة للقائد الكردي ـ التركي عبد الله أوجلان المعتقل في تركيا.

ـ والتحرك لإقامة دولتهم أو حكمهم الذاتي.. في ظل غياب سلطة الدولة السورية على معظم الأراضي السورية.. والتدخل الإقليمي والدولي العسكري والسياسي فيها.

ـ يبدو إن تحركهم السريع بداية لتجربة عسيرة.. فكيف ستكون النتيجة؟.. لكن القوات تركيا تحركت بقوة وأفشلت التجربة.. فيما الآن السلطة السورية تشرف على المنطقة بطلب من الأكراد.. لإيقاف الهجوم والتواجد التركي في المنطقة.

8ـ إقليم كردستان العراق.. والاستفتاء على تقرير المصير:

ـ حصل الأكراد خلال الحصار على حكم ذاتي كامل .. ومع الدعم الأمريكي أصبحت كردستان شبه مستقلة عن سلطة صدام حسين.

ـ بعد 2003 أكملت كردستان إقليمها بموجب الدستور العراقي لعام 2006.

ـ بعد دخول داعش الى الموصل في 10 حزيران / يونيو / العام 2014.. وانسحاب الجيش العراقي (محافظات صلاح الدين والانبار.. وكركوك.. وديالى).

ـ استغل الأكراد الأوضاع ليتمددوا في المناطق المتنازع عليها.. وهي: محافظة كركوك.. ومنطقة سهل الموصل.. وشمال ديالى.. وأقاموا حكهم عليها بعيداً عن السلطة الاتحادية العراقية.

استفتاء تقرير المصير:

ـ عند بداية نهاية داعش في العراق.. بتحرير معظم المدن والبلدات العراقية.. وأفول نجم داعش العام 2017.. تحرك مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان العراق.. المنتهية ولايته.

ـ ليعلن إجراء استفتاء تقرير المصير.. للشعب الكردي في العراق.. يشمل كل إقليم كردستان.. والمناطق المتنازع عليها.. ويشارك فيه الأكراد في خارج العراق.

ـ وبالرغم من رفض العراق هذا الاستفتاء.. ومخالفة للدستور العراقي الموقع والمصادق من قبل الأكراد أنفسهم.. إلا إن مسعود برزاني .. أجرى الاستفتاء في 25 أيلول / سبتمبر / العام 2017.. برغم من رفض دولي كامل للاستفتاء ونتائجه.

ـ يبدو إن الاستفتاء الذي أجراه يعود الى غرور وسوء تقدير جميع قادة حكومة إقليم كردستان العراق.. وتبادل الاتهامات التي وصلت الى الاتهام بالخيانة.. ويصورون أنفسهم ضحايا مخطط إيراني طعنهم في الظهر.. أو فشل أمريكي في حمايتهم وإنقاذهم.

 

ـ فيما شكل بالنسبة للحكومة الاتحادية في بغداد.. تهديداً وفرصة تاريخية في نفس الوقت.

ـ إصرار البرزاني على القيام بالاستفتاء.. وعلى شمل المناطق المتنازع عليها.. التي تشمل مناطق واسعة من العراق.. كان إعلاناً رسميا من قبله على إصراره على ضم تلك المناطق.

ـ بغداد لم تكن لتقبل بمثل هذا التحدي.. في الوقت الذي كانت قد حققت فيه الانتصار العسكري الأكبر لها.. بعد تحرير الموصل.

ـ كما انه لم يكن هناك ما يضطرها للقبول به.. بعد أن خسرً البرزاني حماية أمريكا وتركيا.. بإصراره على المضي في موضوع الاستفتاء رغم تحذيراتهما.

ـ لقد وعدت أمريكا البرزاني بصفقة بشروط مغرية قبل يومين فقط من موعد الاستفتاء.. لكن البرزاني رفضها.. في ظل جو من الشحن القومي الذي أصبح سائداً.. والذي ساهم هو في خلقه.

ـ إن نتائج الاستفتاء 92 % من المشاركين في التصويت.

ـ لكن فرحة الأكراد لم تدم سوى أسبوعين.. حتى فرضت الدولة العراقية النظام على المناطق المتنازع عليها.. بانتشار قواتها المسلحة والأمنية.. وانسحبت أو هربت قوات البيشمركة الكردية من هذه المناطق.

ـ لتتشظى القوى السياسية الكردية.. ويعيش مسعود البرزاني وحكومته عزلة كردية وعراقية ودولية.. وحلم تقرير المصير تبخر بشكل لا يصدق.

ـ وبدأت الصيحات داخل كردستان العراق.. بالمطالبة باستقالة البرزاني.. وحل حكومته.. وتشكيل حكومة انتقالية.. فيما بدأت أصوات كردية أخرى للدعوة للانضمام الى الحكومة الاتحادية مباشرة.. وهكذا ولدت التجربة الثامنة لمشروع الدولة الكردية ميتاً.

ـ اليوم علاقة الإقليم بالحكومة الاتحادية قائمة على نسبتها من الموازنة.. ورواتب موظفيها وقوات البيشمركة.. وعدم تسليم نفطها أو جزء منه للحكومة الاتحادية.

ـ يشارك الإقليم بالحكومة الاتحادية بالبرلمان العراقي من خلال :

ـ رئيس جمهورية العراق كردي.

ـ نائب رئيس الوزراء.

ـ عدد من الوزراء لا يقل عن 4 وزراء.

ـ بكل وزارة وكيل وزارة كردي.

ـ عدد من النواب في مجلس النواب الاتحادي يما يعادل نسبة سكانهم.

ـ لواء عسكري في بغداد.. (اللواء الرئاسي).

ـ العديد من المدراء العامون.

ـ من كل ما تقدم يمكن القول: إن الحقيقة البارزة إن هناك سمات مشتركة بين الحركات الانفصالية القومية.. والأكراد كما في حالة الحركات القومية الأخرى.. يصورون أنفسهم في وضع الضحية.

ـ إن حق تقرير المصير هو حق مشروع لأي قومية تناضل من اجل الاستقلال.. لكن غالباً ما يصاحب هذا النضال.. شعورٌ مبالغٌ فيه بالأحقية.. وأحياناً بالاستعلاء.. مما يؤثر على الرؤية الواقعية للوضع السياسي القائم.

ـ كردستان بدأت مغامرة سياسية كبيرة.. في بلد شبه مقسم وضعيف.. مغامرة أدت الى إغضاب جميع جيرانها.. وتوحيدهم ضدها.

ـ الخطأ الثاني.. للحركات القومية الانفصالية.. هو إنها غالباً ما تقدم وعوداً اكبر بكثير من قدرتها.. حيث يقدم حق تقرير المصير على انه الترياق الذي سيحل كل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية.

ـ كم من الحروب قامت بسبب أطراف من الواضح مسبقاً إنها لن تربح الحرب.. ولديها كل شيء لتخسره إن هي خسرتها.. مع ذلك فهي تصر على المضي فيها.. بسبب الشحن القومي.. الذي يوصل الأمور الى مرحلة يصعب معها التراجع.. مما يؤدي في الغالب الى كوارث.

ـ بقيً أن نقول: إن مشكلة الأكراد ستبقى قائمة.. والحلم الكردي في إقامة دولة مستقلة.. يبقى أمنية كل الأكراد في الدول التي يعيشون فيها.. ويتأجج بين آونة وأخرى.

ـ والحل المنتظر والواقعي في إقامة أنظمة فيدرالية ديمقراطية حقيقية في هذه الدول.

ـ يحصل فيها الأكراد على حكم فيدرالي حقيقي ضمن هذه الدول.. لا أكثر ولا أقل.. فهل يرضى الأكراد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
____________

ملاحظة:
انتظرونا غداً: (الدولة الكردية.. 100 عام.. بين جدلية التاريخ.. وفشل التجارب.. الحلقة الثانية.. (الدولة الكردية.. وتقسيم العراق)

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب