المفكرون والمنوِّرون وما يتصل بهما , يدورون في دوامة مفرغة ويركزون على الشعب ويحملونه المسؤولية , وكأنهم في غفلتهم يعمهون!!
فهل توجد دولة؟
الواقع المؤلم يؤكد عدم وجود الدولة بمعناها المعاصر , ذات السيادة والقدرة على تقرير مصيرها , وتأسيس أنظمة الحكم فيها , ودول الأمة مستباجة , ومستلبة الإرادة , وأنظمة حكمها منذ تأسيسها لا تخدم الشعب بل تؤمن مصالح أسيادها , والذين أوجدوها في السلطة وسلموها راية الحكم.
دول الأمة غنائم الحرب العالمية الأولى , مثلما دول أوربا غنائم الحرب العالمية الثانية.
إنها حكومات ذات وكالات تخوّلها بالحفاظة على مصالح الأسياد , ولا يعنيها الشعب لا من بعيد ولا من قريب , ووفقا لذلك تأكدت أنظمة الحكم وتحقق إستعمالها , وإستبدالها بالأقدرأ على تمرير البرامج والأجندات.
ولا يمكن لنظام حكم وطني أن يدوم ويخدم الشعب , ولابد لأي قائد وطني أن يمرَّغ بوحل الذل والهوان , ويكون عبرة لمن يؤتى به من بعده.
فالقول بأن العلة في الشعب ضرب من الوهم والهذيان , فالشعب نجحت في ترويضه الأنظمة المتعاقبة وحولته إلى كتلة ذات إتجاه واحد مرهون بسطوة السمع والطاعة , ولهذه السطوة مصادرها المتنوعة , إبتداءً بالكراسي وإنتهاءً بالعمائم وأخواتها.
والذين يتجاهلون الكراسي التابعة والعمائم الممولة ودورهما في ترقيد الشعب وتخميد العقول وتخطيلها , يساهمون في العدوان على الشعب والوطن.
فالمواطنة بحاجة لدولة ذات سيادة , وقوانين فاعلة ودستور مستقيم , فكيف تتحدثون عن أمور قائمة في دول مستقرة , ودولنا في إضطراب دائم؟!!
قالعلة في الكراسي والعمائم لو كنتم صادقين!!
فهل من جرأة على مواجهة الباطل بأنوار الحق؟!!
د-صادق السامرائي