23 ديسمبر، 2024 12:30 ص

الدولة العميقة ذات الجيوش والسجون واشكالية احترام القانون

الدولة العميقة ذات الجيوش والسجون واشكالية احترام القانون

الدولة العميقة او الدولة الموازية ، ويطلق علها الدولة الرديفة، هي تلك الدولة الناهضة من سراديب او أوكار الاحزاب السرية ، هي الدولة التي تخشى العيش في النور ، انها تنظم وفق اليات التنظيمات الحزبية السرية وتأخذ منها مركزية القرار وقوته وتعمل وفق نظام قريب جدا من انظمة الدولة الرسمية المعروفة ، فهي امتداد للأحزاب السرية ذات الأذرع العسكرية ، فلها مليشيات منظمة ، تعد بمثابة الجيوش او الدرك الذي يقوم بتحقيق أهداف المنظمة وفق خطط عسكرية، ولها أيضا سجون ومعتقلات تحاكم فيها من هم من الأعداء وتنفذ الأحكام وفق قوانين المافيات ، او انها بالمجمل مافيات أكثر تطورا لانها تتعاطى بالسياسة ، ولها ممثلين رسميين في اجهزة الدولة التشريعية والتنفيذية.
ان مثل هذه الدول تجلت بشكل ملموس في الجيش التركي أبان الحقبة التي سبقت حكم الرئيس اوردكان ، او في خفايا احزاب إيطاليا التي تصنع رؤساء الوزارات ، او الجيش المصري الذي يصنع الرؤساء في مصر، او بعض الاحزاب العراقية او اللبنانية التي تصنع السياسيين وتستحوذ على مردود مالي يخدم التنظيم ،
ان الدول العميقة او الموازية لا تظهر للعيان وإنما هي مثل الزلنطح تعمل من الباطن وتصل إلى أهدافها غير عابئة بالقانون ، او غير عابئة بآثار ونتائج أعمالها ، او هي لها القدرة على صنع القوانين لحماية مصالحها او هي من يعمل على إلغاء القوانين غير المناسبة أوضاعها ، وفي العراق يجد المرء قوة تأثير هذه الدول على القرار السياسي ، وهي اليوم من يعمل على إيقاف الزمن لصالحها وهي تعمل أيضا بالضد من متظاهري الساحات حفاظا على مستقبلها بغض النظر عن مصلحة العراقيين…