يُعرف زعيم المجلس الاعلى الاسلامي السيد عمار الحكيم ” الدولة العصرية دولة تتحرك نحو المستقبل وتجدد من وسائلها بما ينسجم مع استحقاقات هذا المستقبل وعصريتها مستمدة من فلسفة الإسلام القادرة على التكيف والمرونة وتقديم الحلول، مبينا ان العصرية لا تعني الحداثة مقابل القدم بل العصرية حالة التجدد والتفاعل مع الحياة ولا جمود فيها”, ومن هذا التعريف يمكن ان نصل لماهية تلك الدولة التي عبرت عن نفسها وبحلتها الجديدة بعد عام 2003م والتي كفل وجودها الدستور الذي يعتبر الوثيقة الاهم والاكبر التي اجمع عليها جميع ابناء الشعب , وبما ان بناء الدولة بمجملها والوصول للديمقراطية الحقيقة هي مطمح ومسعى الجميع لكنها لم تكن بمستوى الطموح والرغبات التي كان يحملها الشعب والسياسيين في العراق , فمرت الدولة العراقية خلال العشر سنوات الماضية بنوع من التفكك الاجتماعي وظهور الطبقية الاقتصادية واتسعت الفجوه بين الفقراء والاغنياء وعادت الطبقى البرجوازية من جديد , فمعالم الدولة العصرية العادلة وفق مشروع الحكيم عمار تتميز عن السلوكيات الموجودة التي تؤسس لثلاث متاهات “اولها ذوبان الدولة في حزب وثانيها غياب الاولويات وثالثها عسكرة المجتمع”, لذلك عندما يطلق الحكيم مبادرات ومشاريع علمية وعملية تؤسس لمفهوم الدولة عصرية بمنطلقاتها الفكرية والعمرانية دولة لا يمكن ان تتجاهل الدين والقيم الاجتماعية دولة لاتعيش في الماضي لكن لاتنكرهُ ,وتتعلم من دروس وفلسفة القيم التي تحترم الانسان وتحافظ على وجوده , ويمكن لمشروع الدولة العصرية التي تعتبر دولة كل الناس ان تجد اُفق للنجاح اذ توفرت البيئة السياسية لها من فريق منسجم صاحب رؤيا وثقة متبادلة بين ذلك الفريق والاخلاص في العمل ومحاربة الفساد الاداري والمالي وخطط قابلة للتطبيق ورقابة عازمة وحازمة, اما الوهم هو ذلك الذي نعيشه الان والذي يعبر عنه بوهم وجود دولة حقيقة بقدر ماموجود حزب وشخوص يتحكمون بمصير الشعب والوطن حيث يوم بعد يوم لانرى سوى ادارة الازمة بالازمة , وتفقيس الازمات اصبح مصدرا يعتاش عليه البعض ,فبقدر ما يتعلق الامر بتلك المشاريع اي مشروع السطلة الموجود حاليا ومشروع الدولة العصرية العادلة الذي تتطلع له قوى وشخصيات وشعب وربما حتى المرجعيات الدينية يبقى الفيصل بين المشروعان هو ارادة الناخب العراقي الذي يراد التأثير عليه عاطفيا ومذهبيا وماديا لكن عقلاء الوطن لا يمكن ان يكرروا تجربة ألثمان سنوات الماضية وحتما القادم افضل ولنا موعد بعد 30 / 4 وكما يقول “شوبنهور” كل حقيقة تمر بثلاث مراحل : أولاً : تكون موضع سخرية ، ثانياً تتم معارضتها بعنف ، ثالثاً و في النهاية يتم تقبلها على أنها واضحة لا تحتاج لدليل …لذا من يعيش بالوهم سيشكك بكل تلك المشاريع التي ما تلائمة الظروف ستجد طريقها لتحقق مادام هناك إرادة جادة لتحقيقها وسيتقبلها الجميع مادامت مشروع ناجع وناضج .