18 ديسمبر، 2024 9:20 م

الدولة الحضارية الحديثة .. وكاهن المعبد !!

الدولة الحضارية الحديثة .. وكاهن المعبد !!

اتفق مع أستاذنا محمد الشبوط في الكثير من طروحاته عن الدولة الحضارية الحديثة..لكني من بداية طرحه للفكرة اختلفت معه في تحليل مدخلات ومخرجات الإجابة على تساؤلات ما يوصف بالمدركات المفترضة لتحليل أصحاب المصلحة المجتمعية والاقتصادية ثم انتاج النظام السياسي للدولة العراقية الحضارية الحديثة …لست بصدد نقد وتحليل مجمل هذا الاختلاف في منهاج تطبيق فكرة الدولة الحضارية الحديثة لكني احاول تثبيت وجهة نظر اجدها مهمة تتمثل في النقاط التالية :
اولا : هناك جاهلية متجددة تكرر مشهد( الشيخ والسركال والمهوال ) تمس صميم معيشة العراقي تجعله يهرول بكل الاتجاهات لعله يشعر بالاطمئنان المعيشي ..لذلك لا يتعامل مع ترف التنظير بلا تطبيقات واقعية في برامج عمل ميدانية .. تطابق مقولة ( لقمة في بطن جائع افضل من …)
ثانيا : أهمية تحديد المفهوم السيادي للدولة العراقية الحضارية الحديثة وليس تركها مرة أخرى للتنظير بمفهومي البيعة والتقليد لتكون مجرد اعادة انتاج نظري كمنهاج ثقافي لاحزاب الاسلام السياسي.. لان حقيقة الاختلاف تتجسد هل هذه الدولة تتعامل مع انتاج هوية وطنية عراقية مطلوبة منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة ام مجرد اعادة تصدير ما تم نسيانه من افكار دعاة حزب الدعوة او الإخوان المسلمين على حد سواء
ثالثا : مع حالة الانسداد السياسي والمجتمعي المتمثلة في فجوة الثقة بين المواطن والعملية السياسية برمتها… تبدو طروحات هذه الفكرة توجه الاتهامات للمواطن/ الناخب ..فيما لم يكشف لنا أستاذنا الشبوط وهو العارف الذي لا يعرف حقائق لا يعرفها الكثير حتى ممن يوصفون اليوم بالنخب والكفاءات والمثقفين عن اتفاقات مؤتمرات المعارضة العراقية بوجود إقليمي ودولي في مؤتمرات صلاح الدين ولندن وهي ذات الاحزاب المتصدية لسلطان تغانم السلطة والمال العام في مفاسد المحاصصة منذ مجلس حكم بول بريمر حتى اليوم … فهدم معبد هذه الاتفاقيات يلغي توصيف كهنة وعاظ امراء طوائف غرناطة عراق اليوم ..اما التمسك بها يجعل من ترويج التنظير بعنوان الدولة الحضارية الحديثة مجرد نموذج اخر لكهنة معبد امون في الاسلام السياسي بمفهومي البيعة والتقليد .. ما دامت هذه الاحزاب تمتلك المال السياسي والسلاح..وايضا توزيع مغانم السلطة… وشتان بين تقاعد درجة خاصة بخدمة حهادية وجنسيات مزدوجة وتقاعد موظف خدم الوظيفة العامة لاربعين سنة ..في ابسط مثال للمقارنة الواقعية!!
ما بين هذا وذاك ..تبقى جذوة الفكرة مطلوبة للنقاش التفاعلي العام… لاعادة النظر الشاملة باخطاء التأسيس لعراق واحد وطن الجميع بدلا من دولة المكونات الطائفية والقومية لامراء الطوائف السياسية بمفهومي البيعة والتقليد ..ولله في خلقه شؤون!!