يعمل العقل الجمعي من منطلقات سلوكية.. تتعامل مع أي فكرة مثل الدعوة لدولة حضارية حديثة في عراق واحد وطن الجميع.. بكونها مجرد اوهام او هلوسة او سفطاط نخب مثقفة.. لم تعد تمتلك ما تطرحه فاخذت تبحث في منحى مواز بعنوان الدولة الحضارية الحديثة.
هكذا يمكن أن يتصور الكثير والكثير جدا من أصحاب الجلالة في دكتاتوريات أحزاب مفاسد المحاصصة وسركال شيوخ المرجعيات الدينية للاسلام السياسي.. إمكانية إعادة تعيين اعدادات العملية السياسية اولا.. وثانيا منهج البحث الموصوف مجتمعيا واقتصاديا في توظيف التحليل التاريخي لوضع حجر الأساس الجديد لمستقبل اجيالنا المقبلة.
ومع تزايد مظاهر مناقشة مثل هذه الأفكار.. ومنها ما يتفق مع أفكار أخرى تبحث في تغيير منشَود لاعدادات العملية السياسية والاقتصادية برمتها.. هناك خطوات متسارعة في بيع قطاع النفط والغاز بعنوان جديد هو تقاسم الأرباح.. كما حصل في العقود التي وقعت بين وزارة النفط وشركة النفط البريطانية.. فيما ما زال العراق يبحث عن ممولين اجانب لمشروع طريق التنمية.. وهو يواجه حالة مستدامة من مدن الصفيح على حافات المدن الرئيسية بسبب هجرة العوائل الفلاحية التي انقطعت بها سبل العيش نتيجة شحة المياه.. ولعل ابرز معالم ذلك في مدن الجنوب العراقي لاسيما مناطق الاهوار.
مثل هذا التسابق بين فهم حضاري افضل للمستقبل وبين توظيف كل الإرث المتضارب فيه وعليه لديمومة مفاسد المحاصصة وثقافة المكونات.. انما يؤكد وجود بوادر نهضة عراقية مقبلة.. تتطلب من جميع المرجعيات الدينية والمجتمعية والاقتصادية.. فهم ان معركة الوجود لحالة عراق واحد وطن الجميع هي الباقية.. ونموذج مفاسد المحاصصة والمكونات انما زائل.. مثل هذا الإدراك يتطلب إعادة النظر الشاملة كليا بكل معطيات عقدين مضت.. وسيكون لثورة الجباع حالة مكررة تستعيد نموذج ثورة ١٩٥٨ في عراق الغد القريب.. وما حملته من قساوة العقاب الشعبي لكل من ظلمه.. فهل من متعظ يدرك لحظة التحول التاريخية المقبلة؟؟
ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!