منذ سقوط الدولة البابلية الثالثة لم تنهض في بلاد الرافدين اي دولة رافدنية تحكم من أبناءها .. وتراكم تجربة الاحتلال الأجنبي المباشر وغير المباشر أنتج نموذجا من عقائد التمسك بعادات وتقاليد الشعوب الأخرى … لهذا التداخل بين الثقافات والحضارات القديمة منها والحديثة مسارات في جغرافية ثقافة أبناء بلاد وادي الرافدين ومن ثم العراق .
من يراجع كتاب أربعة قرون من تاريخ العراق ترجمة جعفر الخياط .. يخرج بمثل هذا الانطباع .
هذه الجغرافية الثقافية راكمت تقاليد وعادات واعراف مجتمعية منها ما ينسجم مع تلاقح إيجابي للحضارات المجاورة عربية وفارسية وتركية ومنها ما جعل البعض من قادة المجتمع ينفذون من حيث يعرفون أو لا يعرفون تطبيقات دوغمائية بأن يكونوا ملكيين اكثر من الملك بعناوين ولائية ورموز مجتمعية وسياسية خارج اطار المصلحة الوطنية العراقية بل حتى تحديد هذه المصلحة الوطنية العليا لا يجد المواطن العراقي البسيط الذي اعتاد الانتظار السلبي من قادة الرأي واهل الحل والعقد… من يبرز منهم ليهتفون له .. بالروح بالدم نفديك. …
معضلة مفاسد المحاصصة اللعينة اليوم أن الأحزاب وظفت بشكل كبير هذا النموذج في خطابها السياسي . .. فالجميع ضد الطائفية فيما الأغلب الاعم من عتاة الطائفيين… والكل ضد المحاصصة بل الكل يجبر الدولة على التعامل مع لجان الأحزاب الاقتصادية .
المواطن ينتظر الفرج من قادته المتصدين للسلطة . . فيما يحمله مفكروا أحزاب المحاصصة المسؤولية في انتخاب الأصلح!!!
المطلوب تفكيك هذه المعادلة المجتمعية السياسية .. في طرفين هما رجال الدين والإقطاع السياسي الذي أنتج وينتج بداوة اغتراب في تطبيقات سلوك المواطنة الصالحة.
كيف يمكن ذلك ؟؟
نحتاج الى مراجعة شاملة للمصالحة مع الذات تبدأ على الأقل من سقيفة بني ساعدة واستحضارها المسيء لروح قيم الإسلام وانعكاساته على المجتمع العراقي وهي مسؤولية كبيرة تثقل كاهل المرجعيات الدينية بمختلف أنواعها .
حين نعترف من نكون وكيف سنكون ..يمكن أن نحدد جغرافيا المستقبل وليس اثام الماضي .