تتعرض دول العالم اليوم الى مشاكل اقتصادية كثيره اهمها الامن الغذائي ودور هذه الدول في تامين الغذاء لأبناء شعوبها سواء كان عن طريق الانتاج المحلي او عن طريق الاستيراد من خارج البلاد..
لقد اصبحت اليوم اغلب الدول العربية عاجزة على تامين غذائها المحلي بعد ان كانت بالأمس القريب هي احد الدول المنتجة والمصدرة لأغلب المواد الغذائية..
ان مهمة توفير الغذاء يعتبر من الضروريات والاساسيات لكل الدول في العالم وان ما نشاهده اليوم في عالمنا العربي الذي كان يصدر الفائض من احتياجاته من الحبوب والقطن الى الدول الأوروبية اصبح اليوم هو المستورد الاول من تلك الدول وعلى سبيل المثال كانت مصر اكبر دوله تعتبر بتصدير القطن والقمح الى بلدان العالم في حين انها اليوم تستورد اكثر من 75% من غذائها العالمي من الخارج والدليل على ذلك تأثرها الشديد بالحرب في اوكرانيا والتي تسببت بصعود اسعار القمح الى الضعف تقريبا يرافقه تذبذبات الاسواق في سعر صرف العملات وما وصل اليه الجنيه المصري مقابل الدولار الامريكي ورغم انها ربما استفادت من تصدير الغاز الى الخارج الا ان هذه الفائدة لا تعادل مبالغ الاستيراد ومع كل هذا نجد ان الزراعة مازالت قائمة ولكن بصورة لا تتناسب مع التطور في المجال الزراعي العالمي لانعدام الدعم الحكومي هناك…
ولم تكن جارتها الشقيقة السودان افضل منها بشيء رغم توفر الاراضي الخصبة من مساحات شاسعة لديهم وصالحة للإنتاج الزراعي ولكن الدعم المالي هناك اوقف عجلة هذا القطاع… اما في العراق فيعتبر القطاع الزراعي مشلول تماما بسبب الحروب وفقدان الدعم الحكومي لهذا القطاع وتوجه اغلب ابناء الفلاحين الى القطاع الوظيفي الحكومي وترك اراضي كبيرة اذا ما تم استغلالها للزراعة فإنها تكفي لسد حاجة البلاد وربما تصدير الفائض منه..
وهذا هو الحال في اغلب الدول العربية وبما ان اغلب هذه الدول وخاصة دول الخليج العربي تمتلك ثروة نفطية هائلة حيث تعتبر المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والعراق وليبيا وقطر والكويت وعمان وقسم من البلدان العربية الاخرى من المصدرين الاهم عالمياً… الا ان النفط لا يعتبر مصدر دائم لتامين حاجة الشعوب وحمايتها من عواصف الامن الغذائي..
ان الدول العربية اليوم امام مواجهة حقيقية مع كل الازمات الاقتصادية التي تحدث في العالم والواجب على كل الحكومات العربية تدارك الخطورة من خلال انشاء صندوق دعم عربي تشرف عليه هيئة خاصة بحماية الامن الغذائي تكون تابعة الى جامعة الدول العربية ويشترك فيها خبراء اقتصاد وفنيين ومهندسين زراعيين من كل الدول أعضاء مجلس الجامعة.. وتكون من اولى واجباتها البحث عن التربة الخصبة الصالحة للزراعة في كل اراضي الدول العربية وتهيئتها وزراعتها من قبل هذا الصندوق وفق اتفاقات معينة…. الغاية منها سد كل النقص بالمواد الغذائية في البلدان العربية وبهذا استطاعت هذه الدول من تقليل نسبة الاستيراد والمحافظة على استقرار سعر صرف العملات المحلية وعدم تعرض هذه الشعوب الى مجاعات عالمية محتملة نتيجة عدم وجود استقرار وتوازن في اغلب الدول العالمية وخاصة الدول العظمى التي اصبحت وسائل الاعلام فيها تُهرج لطبول الحرب دوماً. وهذا ما سوف يسبب كوارث كثيرة اهمها فقدان الغذاء وانعدام الثقة في برنامج الامن الغذائي العالمي…