18 ديسمبر، 2024 6:39 م

الدور التخريبي التآمري للحزب الشيوعي على العراق !

الدور التخريبي التآمري للحزب الشيوعي على العراق !

من الضروري ممارسة النقد الحقيقي لتاريخنا السياسي بشكل عام وخصوصا التجربة الحزبية والبحث عن جواب لسؤال : ماذا قدمت الأحزاب التي تعاقبت على العراق؟.. فالفكر السياسي العراقي فقير وبائس جدا من ناحية الدراسات النقدية الجادة التي تنطلق وتنتهي عند مصالح الوطن في محاكمة التاريخ .

والصوت العالي لبقايا أفراد الحزب الشيوعي لن يحجب الدور التخريبي لتاريخه في تعطيل نشاط الدولة والتآمر عليها ، وتسميم عقول الناس بالأفكار العدوانية ، وتأييد الإنقلابات العسكرية الدموية ، وحمل السلاح وإرتكاب جرائم قتل ابناء القوات المسلحة !

من الضروري الفصل ما بين القيادات ، و عناصر الحزب الشيوعي من القواعد الذين خُدعوا وغُرر بهم ، و كانوا يحملون البراءة والنوايا الطيبة ، وشخصيا أشعر بالأسف عليهم ، لقد ذهبوا ضحايا مجانية في المعتقلات ، وأخص بالذكر منهم النساء من بنات شعبنا اللائي ذهبن ضحية هذا الحزب الذي هو في حقيقته مجرد أداة بيد مخابرات نظام الإتحاد السوفيتي السابق ثم تحول الى أداة بيد الميليشيات الكوردية وأخيرا تحالف مع عملاء المخابرات الإيرانية !

كانت بداية الحزب الشيوعي مكشوفة على يد مخابرات الإتحاد السوفيتي تحت غطاء الشعارات البراقة حول : الكفاح من أجل العدالة والطبقة الفقيرة الكادحة … وهي نفس شعارات نظام ولاية نظام الفقيه الإيراني الظلامي بخصوص مساعدة (( المستضعفين)) ، الحزب الشيوعي زُرع في العراق كجزء من مخطط محاولة سيطرة الإتحاد السوفيتي على العالم بواسطة الشيوعية حيث كان القادة الروس في حقيقتهم غير مؤمنين بالشيوعية وإتخذوها مجرد جسر ووسيلة للهيمنة على الشعوب الأخرى ، وقد حاول نظام ولاية الفقيه الإيراني أيضا تقليد هذا التكتيك عن طريق تأسيس تنظيمات وميليشيات داخل الدول الأخرى تابعة له مستخدما الشعارات العقائدية ، وأُستخدمت الأيديولوجيا في صنع الجواسيس العقائدين إذ في كل بلد وجد فيه شيوعيون يندفع قسم منهم ينشط كعميل عقائدي يمارس التجسس ضد بلده ، وقسم من هؤلاء بعد هروبهم الى الإتحاد السوفيتي كتبوا مذكراتهم يفتخرون بخيانته لأوطانهم !

بعد تأسيسه لم يقدم الحزب الشيوعي اية أفكار أو مشاريع تهم العراق .. بل سرعان ما أسفر عن مهمته وهي التأسيس لسيطرة الإتحاد السوفيتي على العراق ، ةالتحرك بتنفيذ مهمته الأخرى المستعجلة وهي تحوله الى أحد أدوات الحرب الباردة ضد الوجود البريطاني والأميركي ، ومنع قيام علاقات دبلوماسية وتحلفات معهما ، وتفويت الفرصة على العراق في الإنفتاح على أوروبا وأميركا والإستفادة منهما في بناء البلد ، كانت الدعاية الشيوعية تركز على ( الرأسمالية المتوحشة ، وإستغلال الشعوب ونهب ثرواتها ) وتسقيط النخب السياسية العراقية وإتهامها بالعمالة ، ونشر الإشاعة ، والخروج في التظاهرات وتعطيل مؤسسات الدولة والحياة ، ومعلوم ان الطبقة السياسية في العهد الملكي كانت من أفضل من أنجب العراق من حيث مستوى التعليم و العقلية الليبرالية المنفتحة على العالم المتحضر والتي تسعى الى تقدم بلدها ، وفي نفس الوقت كان العالم يشهد إستعمار الإتحاد السوفيتي للدول الشيوعية الأخرى وإضطهاد شعوبها وقمعها ، وفي المقابل شهد العالم تقدم الشعوب التي يطلق عليها حسب القاموس الشيوعي ( مستعمرة ) من قبل أميركا .. حيث نهضت وتطورت اليابان وكوريا الجنوبية ، ودول الخليج العربي !

والمثير للسخرية الشيوعيون العراقيون هربوا من الدول الشيوعية وطلبوا اللجوء في الدول (الرأسمالية المتوحشة ) في أوروبا وأميركا طمعا في مزايا الضمان الإجتماعي ( الدولارات ) التي فاقت كل أحلام الأيديولوجيا الشيوعية ، والعجيب هذا التناقض الأخلاقي للشيوعيين الذين يتنعمون بخيرات ومزايا دول أوروبا وأميركا ومع هذا لايزالون يحملون الكراهية لها ويرددون نفس الأسطوانة عنها !

سارع الحزب الشيوعي بعد إنقلاب 14 تموز عام 1958 الى تأييد الإعتداء على السلطة الشرعية ومساندة الإنقلابيين ، وحاول القفز الى السلطة ، وكان له دورا كبيرا في إعتقال وإعدام النخب السياسية الوطنية المحسوبة على العهد الملكي ، وقد شهد بعدها خلو العراق من النخب السياسية الحقيقية ، وهجرت الكثير من العلماء والمثقفين ورجال الأعمال والطبقة الأرستقراطية وفقدت الدولة مدنيتها مما اتاح المجال لأبناء الريف المتخلف من إجتياح مؤسسات الدولة وخصوصا الثقافية والإعلامية مثلما يحدث الآن ، وبدأ عهد الإضطرابات والصراعات والحرب الأهلية والإنقلابات وكان للشيوعيين الدور الكبير في إشعال فتيل تلك الحرائق التي زعزعة الأمن والإستقرار وعطلت مسيرة الدولة ، ومهدت الطريق الى سلسلة انقلابات أخرى !

مرة أخرى سارع الحزب الشيوعي للقفز الى السلطة بعد إنقلاب 17 تموز عام 1968 ، لكن الطرف الآخر كان بعقلية دكتاتورية صارمة ورفض مبدأ المشاركة ما جعله يتخلص من الشيوعيين الذين تحولوا بعدها الى أداة ذيلية تخريبية بيد الميليشيات الكوردية ، وحملوا السلاح ضد الدولة واطلقوا الرصاص على الجنود المساكين أبناء الطبقة الفقيرة الكادحة التي ادعى الشيوعيون انهم جاءوا من اجلها ، بل وصلت خيانة الشيوعيين الى درجة التآمر مع الكورد حيث تم تعيين اثنين من زعماء الحزب هما : حميد مجيد وبعده رائد فهمي لتولي رئاسة لجنة تطبيق المادة 140 والمقصود منها ممارسة جريمة التطهير العرقي ضد العرب والتركمان في كركوك وطردهما منها من أجل ان يحتلها الكورد ويسيطرون على ثرواتها النفطية !

ثم إستغل الحزب الشيوعي الحراك المدني وحاول سرقته لمصلحته ، وعندما حركت إيران عصابات مقتدى الصدر لإحتواء الحراك المدني الأول .. قفز الشيوعيون الى أحضان مقتدى الصدر وتحالفوا معه وتخلوا عن مبادئهم العلمانية المدنية في انتهازية واضحة من أجل الحصول على المناصب الحكومية ومقاعد البرلمان ، بل تمادى الشيوعيون أكثر وارتبطوا بالميليشيات التابعة لإيران ، وظهر بعضهم في الصورة المنشورة له جالس الى جانب مجموعة من زعماء الميليشيات وهو ( يتمضحك) بقباحة الإنتهازي ، وكشف عن تحول الحزب الشيوعي الى حليف يعمل لصالح المخابرات الإيرانية ضد العراق من خلال تحالفه مع عملاء إيران !

لو كانت لدينا دولة حقيقية ، وقضاء عادل .. كان يجب ان تتم معاقبة التنظيمات التخريبية العميلة : الإسلامية والكوردية والشيوعية على خيانتها للبلد وحملها السلاح وقتل أبناء الجيش العراقي الباسل !