لقد غطى تنظيم داعش الإرهابي على جميع التنظيمات من قاعدة أو باكو حرام أو غيرها من التنظيمات التي أوغلت بالدماء البريئة ، وأصبح هذا التنظيم من الشراسة والعنف والإستهتار بالأرواح والأنفس ما لم يفعله أي تنظيم مجرم أخر حتى تصدر عناوين الإرهاب والإجرام في جميع بقاع العالم ، طريقة الإجرام ونوعية الجرم يمكن أن يتقبلها الفكر البشري إذا وضع شرط إنسلاخ الإنسان من إنسانيته ومن ضميره وغلف إجرامه بغلاف ديني ، ولكن الذي لا يمكن تقبله هو الإنتشار السريع لمجموعة صغيرة مشرذمة قادم من مختلف البلدان يقدر عددها المختصون في الإرهاب ما بين 4000-10000 في أقصى التخمينات بل هذه المجموعة تسقط أمامها المدن الكبيرة المكتظة بالسكان كالموصل أو تكريت أو الرمادي أو …. ، فلا يمكن لنا أن ندخل عالم الجن في هذه القضية ونقول هؤلاء جن أم يستعينون بالجن ، لأننا نشاهد بأم أعيننا وجوه قبيحة ذات لحى طويلة لابسة زي أفغاني وترفع الراية السوداء التي تدل على القتل والدمار وتقوم بإرتكاب هذه المجازر فليس من الإنصاف أن نتهم الجن بهذا الفساد ، فإذا لم يكونوا جناً فهم أكيد أنهم سحرة هذا ما تملكه مخيلتنا البشرية من عناصر تقوم بالخوارق من الأفعال ، ولكن التاريخ لم يخبرنا في يوم من الأيام بأن السحرة يقتلون أو يدمرون مدن نعم ذكر لنا عن خداعهم أو زرع الشحناء والبغض ما بين الناس وفي بعض الأحيان جذب السعادة لهم هذا ما عرفناه عن السحرة والسحاريين قال الله سبحانه وتعالى ( وأتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلّمون الناس السِّحر وما أُنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بأذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن أشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لوكانوا يعلمون) ( سورة البقرة آية 102) ، أما ما يقوم به الدواعش من إجرام فهو بعيد كل البعد عن هذا وذاك ، ولكن سرعة الطريقة التي ينتشرون بها تؤكد على وجود أمتدادات لهم في الأراضي التي ظهرو بها كالنار عندما تنتشر في الأدغال إذا لم يكن هناك دغلٌ يابس مهيء للحرق لا يمكن لها أن تنتشر وتأكل المئات من الكيلومترات في غضون ساعات ، هكذا الدواعش كل المناطق التي يتواجدون بها في العراق فأنهم من أبناءها وليس هناك أي غريب بينهم سوى من يستخدم كشرارة لأنطلاقتهم في الإجرام ، لهذا فعدم التسليط على داعشيّت أبناء المناطق الغربية الذين أشتركوا في إباحت الدم العراقي وكذلك من يدعمهم من مسؤولين قد خلط الأوراق وجعل المواطن ومن ثم الدولة يقاتلون أشباحاً وليس عراقيين مجرمين أخذتهم الطائفية والحقد الإستعلائي الى أبعد مستوى في الإجرام ، عدم تحديد من هم داعش العراق قد خسَّرنا أوراق مهمة في شتى المجالات ، منها عندما تكونت الحكومة كانت هذه الورقة من أهم الأوراق الضاغطة ، تحديد الداعم الحقيقي ومصدر الإرهاب يحجّم الداعمين ويضعهم في أماكنهم الحقيقية ويضع المجرمين تحت أنظار الإعلام العراقي ويجعلهم في زاوية الإتهام والمسؤولية عن جميع ما يحدث من إرهاب بالإضافة الى كسب ثقة الشعب التي ضاعت ما بين تدهور الوضع الأمني و ضوضاء العبثية السياسية وأعمال القيادات خلال إجتماعاتهم ولقاءاتهم .
فعدم تحديد من هم الدواعش في العراق قد أربك الساحة وجعل هذا التنظيم الإرهابي بعبع يخرج لك في أي وقت وفي أي منطقة شاء كأن عنده أدوات خارقة للعادة مما جعل معنويات المواطنين تنهار ومن ثم القوات المسلحة بالإضافة الى أستهتار القيادات التي تدعم داعش وكذلك أرتفاع معنويات الإرهابيين لأن الحرب الأن حرب نفسية سلاحها الأعظم الإعلام ، لهذا فمن مصلحة العراق حكومة وشعباً تحديد هوية تنظيم داعش الإرهابي في العراق حتى يعرف الجميع من يحاربون لكي يتخذوا جميع الإحتياطات المهمة لذلك ، لا ترك كل الإجرام والعمليات الإرهابية وراء عنوان غير حقيقي من أجل كسب عناوين غير واقعية في الظرف الحالي ، لهذا فأن داعش العراق هم أبناء المناطق التي يتواجد فيها هذا التنظيم ومن يدعمهم من قيادات في العملية السياسية وبعض الحثالات القليلة من الغرباء الأجانب وليس جن أو سحرة .