حقاً أن شر البلية ما يُضحك ويا ليتها من حكمة تنطبق تماماً على داعش و مَنْ على شاكلتها فهم يرفعون راية كتبوا عليها ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) كلمة حق يُراد بها باطل فهم يدَّعون الإسلام و لكنه في الحقيقة أي إسلام هذا الذي ينشرون أحكامه و يَدْعُونَ الناس إليه ؟ هل هو يا ترى الإسلام المحمدي الأصيل أم أنه الإسلام الصهيوني المزيف ؟ فإذا اطلنا النظر في حقيقة ما ينشره أتباع هذا التنظيم نجد الحقيقة التي تكمن وراءه ، و كذلك تتضح لنا الصورة الكاملة للقوى الشيطانية التي تقف وراء هذه الغدة السرطانية الفتاكة ، ومن المتسالم عليه أن ديننا الحنيف أمر بضرورة سيادة روح التعايش السلمي و بث سُبل السلام و المحبة بين جميع أبناء البشر بغض النظر عن الانتماء المذهبي و الانحدار الاجتماعي حتى تحيا البشرية في عالم السلم و السلام و الإخوة الصادقة و الكريمة تسودها قيم و معاني الإنسانية التي تنبع أصولها من قيم و مبادئ الإسلام المحمدي الأصيل لكن الإسلام الداعشي الصهيوني الذي أباح لهؤلاء المرتزقة قتل الأبرياء و سفك دمائهم و انتهاك أعراضهم و مقدساتهم و سلب حرياتهم و سرقة ممتلكاتهم بحجج مزيفة لا تمت لديننا الحنيف بأي صلة هذا من جانب ، ومن جانب آخر نجد أن داعش قد أطلقوا شعارات التكفير و الشرك و الردة على كل مخالف لهم أو لا يؤمن بما يروجون له من بدع و شبهات ضالة ولم يقف الأمر عند هذه الخزعبلات بل تعداها إلى التعدي السافر على مقدسات المسلمين و التي طالت حتى القبر الشريف للنبي محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) وما تعرض له المسجد النبوي الشريف من هجوم إرهابي في الآونة الأخيرة خير شاهد على عدوانية و ضلالة و فساد تنظيم داعش من جهة و حجم الضحالة العلمية و الفكرية من جهة أخرى فكانت تلك الجريمة امتداداً لسلسلة جرائم أئمتهم و أمثالهم في الماضي الذين كانوا يقتلون الناس بدعوى زيارة القبور و عبادة الأصنام و الأوثان رغم أن كل مصادر المسلمين المعتد بها أجمعت على شرعية و استحباب زيارة القبور فهذا النبي (صلى الله عليه و آله و سلم ) كان يزور قبر أمه و يبكي عندها كما نقله الدار قطني و السبكي و صحيح البخاري و غيرهم الكثير فهل تكفرون النبي يا مارقة العصر و شراذمة الأرض و شياطين الأنس ؟ فهذا جابر بن يزيد الجعفي ينقل لنا ما ورد عن الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) فيقول : (( يا جابر و لقد وضع عبد من عباد الله قدمه على حجر فأمرنا الله تبارك وتعالى أن نتخذه مصلّى ، يا جابر إنّ الله تبارك وتعالى لا نظير له ولا شبيه، تعالى عن صفة الواصفين، وجلّ عن أوهام المتوهمين، واحتجب عن أعين الناظرين، لا يزول مع الزائلين، ولا يأفل مع الآفلين، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) وقد علق أحد الباحثين الاسلامين و المحققين البارزين في مجال كشف حقيقة عقائد داعش الفاسدة و أفكارها العقيمة على هذه الأدلة الدامغة لجابر الجعفي و التي يرفضها تنظيم داعش جملةً و تفصيلا فقال: (( التفت جيدًا، هذا سهم مقدّس في قلب الدواعش وفي قلب التكفيريين، وفي قلب منتهكي حرمات أهل البيت، والمرسلين والأنبياء والصالحين في الاعتداء على مراقدهم، على قبورهم المقدّسة، يقول الإمام: وقف عبد من عباد الله، وضع قدمه على حجر أمرنا الله تعالى أن نتخذه مصلّى، فكيف في القبر الشريف الذي يحوي جسد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ يحوي جسد الإمام (سلام الله عليه)؟ يحوي جسد الولي الصالح، يحوي جسد الشهيد، كيف لا يُكرّم هذا المكان؟ كيف لا يقدّس هذا المكان؟ قربة إلى الله، زلفى إلى الله، بأمر الله، على ما أمرنا الله به، على ما جعله لنا الله كمثال وقدوة، إنّه جعل من الصخرة التي وضع عليها إبراهيم قدمه جعلها مصلّى، أمرنا أن نتخذها مصلّى فكيف في المكان، في التراب، في البقعة التي حوت جسد النبي الأقدس الأشرف الأكرم (سلام الله عليه وعلى آله وأصحابه)؟