23 ديسمبر، 2024 5:02 ص

الدواعش أشطر منا

الدواعش أشطر منا

الان،وبعد أن حققت داعش ماتريد في محافظات الانبار وصلاح الدين ونينوى وجزء من أقضية محافظة ديالى، من خراب ودمار وتهجير وقتل كل من يخالفها من أبناء تلك المحافظات، بعد أن حقق خليفة الدواعش مبتاغاه في اداء الصلاة الدموية في جامع الموصل الكبير، بعد أن هجر اكثر من مليون نازح ، بعد أن دمرت المنازل وفخخت الشوارع وتعطلت الخدمات وألغيت الدراسة، بعد موسم داعشي حار من الدماء وبارد من موت الضمير، بعد كل هذا ، سقط المشروع الداعشي وانتهت صرخات (قادمون يابغداد) وبات الهدف أكثر وضوحاً، واكتشف الانباريون والموصليون وابناء صلاح الدين أن الهدف الداعشي الفصيح هو تدمير متعمد لهذه المدن وترسيخ لاشعال حرب أهلية بين الشيعة والسنة، والأكثر من ذلك أن الدواعش ومن يمولهم ، من الجالسين في فنادق عمان وتركيا ارادوا ان يشيدوا جسرهم إلى بغداد فوق جماجم الابرياء والمواطنين العزل من ابناء هذه المدن.

الحلم الداعشي ذاب وانتهى، والمغرر بهم ممن تناولوا افيون الطائفية قد استيقظوا من بعد أن مكثوا لعدة اشهر وهم يقدمون فروض الاذعان والانصياع الاعمى في وهم الدولة الاسلامية المزعومة ويرددون (باقية)،حتى المجتمع الدولي المتردد في ضرب داعش فهم نصف الحقيقة بعد احداث الصحيفة الفرنسية وقال رأياً  صريحاً خجولاً : أن داعش لا حليف لها ولا أمان وهي تنقلب على عقبيها بين ليلة وفجرها  .

المجتمع في تلك المحافظات استوعب ووعى وفهم الا أن المستفيدين وحدهم ومعهم قنوات الدم واقلام الشر من يصرون على أن مايجري ثورة بنت ثورة ،ايّ عقل هذا وايّ منطق؟ ، ثورة تقتل أولادها اولاً وتصلب نساءها وتدمر مدنها وتنسف كل شيء يرغب في البقاء ويصور قادتها أن من يموت سيتناول عشاءه على صحن من ذهب في جنتهم وليس جنة الاسلام  أليس هذا انتحارا جمعياً؟

ينبغي أن يجري التحرك بشكل عملي ومدروس لحرق المرحل وحقن الدماء والبدء بمرحلة تصفية الحساب مع الدواعش أو تصفية بناء وعادة اعمار والجلوس على طاولة حوار صريحة ومكشوفة وبعيدة عن الرغبات الاقليمية، أم أننا شعبٌ مُنقاد دائماً وراء غرائز أقليمية تحركنا ذات اليمين وذات الشمال؟ ولغته السائدة الدم بالدم والحديث الذي لاينتج حلاً ينتج حربا، معادلة مضروبة من رأسها – لغة التفاهم في وقتها في ظل انكسار واضح للعصابات داعشية بعد أن رفع النقاب عن اوراقها وأهدافها، داعش تريد قتل الشيعة بالسنة وتريد قتل السنة بالشيعة هذه الغاية وهذا الهدف في آن فهل انتم تفكرون ؟