23 ديسمبر، 2024 8:45 ص

الدهاء الأمريكي لتهريج الشعب العراقي

الدهاء الأمريكي لتهريج الشعب العراقي

عندما دخلت أمريكا للعراق في عام 2003 فإنها عرضت خمسة مليون دولار لكل من يريد إفتتاح محطة فضائية, مما شجع على إنبثاق العديد من المحطات الفضائية، و بديهي كل من هذه الفضائيات تروج لمبادئ صاحبها و تظهره بالقديس و تطعن بالآخرين و هذا ترسخ للشعب بأن الجميع حرامية. و أصبح الشعب لا يرى غير هؤلاء على أرض الساحة السياسية. و من نتائج هذا التهريج الإعلامي أن 80% من الشعب العراقي لم يشتركوا في إنتخابات 2018 البرلمانية بحجة أن الجميع حرامية، و هذا التصرف سمح للطبقة السياسية المخضرمة البقاء في السلطة بفضل أتباعهم الذين أعادوا إنتخابهم أو بالحقيقة بيع أصواتهم لهم مقابل بطانية أو للحفاظ على الراتب المرتبط بوجودهم. و من نتائج التهريج الإعلامي أن الذين قاطعوا الإنتخابات تحت شعار “كلهم حرامية” كانوا يتداولون مقولة بأن مقاطعة الإنتخابات بنسبة أكبر من 40% ستجعلها غير صحيحة حسب القانون الدولي، و هذا يجعل الأمم المتحدة تأتي بالقوات الدولية لتسيطر على العراق و تزيح هذه الطبقة السياسية عن السلطة و تنصب حكومة طوارئ لحكم البلاد و إعادة الأموال المسروقة و إعمار العراق. و لكن بعد مرور سنتين من هذا التهريج لم يحدث أي شيء مما كان يقال بل حدث الأسوأ، حيث أصبحت الرواتب توفر بالإقتراض و يتأخر في توزيعها. لا يوجد قانون دولي لقياس صحة الإنتخابات و ليس للأمم المتحدة السلطة للتدخل في إنتخابات الدول و إزاحة سياسييها من السلطة و تنصيب حكومات طوارئ بدلاً عنها، فهذه كلها تهريجات ناتجة من تهريجات الفضائيات.