إنه وصف من عبد صالح عرف و أدرك حقيقة سبيل الحياة في قيمتها و نهايتها، فمَنْ سلكه نجى من كيدها و مَنْ ضل و تاه كان أمره فرطا، ففي حقيقة الأمر قليل هم الذين ينجون باستثناء الأنبياء و الرسل لأنها جعلت كمادة امتحان لبني البشر ،أصلها الغرور و اللعب تخادعك و تراوغك و تغريك و تنسيك في كل ما ينفعك و تهجم عليك في كل عواطفك حتى تصبح الأسير المطيع المستسلم لأوامرها بامتياز.
قال فيها من السلف الصالح :
– إذا أقبلت الدّنيا على أحد أعارته محاسن غيره، وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه.
– الدنيا هي تجارِبٌ يستفيد منها العاقل.
– في أي خطوة تخطوها في حياتك حاول أن تجعل العقل والقلب معاً
– المعرفة سلاح يستعين به الإنسان على فهم الحياة
– الدنيا إذا ما حلّت أوحلت، وإذا ما كست أوكست، وإذا أينعت نعت.
– يخرج العارف من الدنيا ولم يقض وطره من شيئين، بكائه على نفسه، وثنائه على ربه.
و قلت :
– أتأسف و أصر على تنبيه الندم – و دائما أعيد الكرة بالتكاسل
الاستعاضة و الإرشاد يرافقني – دوما لكن انا منهم بالغافــل
تغاضى عن ضعفي وسهوي إلهي – ألست أنت في العفو بالكامل
سبحان الله الذي جعل خليفة واحدا في الأرض من ما خلق، فمن هذا المنطلق يقدر هذا المكلف عظمة المهمة المسندة و مدى مكافئته إذا قام بها و عقابه إذا أهملها. بضغطها أي الدنيا و عامل النسيان يتخيل لضعفاء الأنفس التجبر في الأرض و دائما هذه الصورة تكون نهاية بحادثة ضعيفة و لكن تتكرر دائما عبر العصور و الأزمنة (جالوت – فرعون – و أمم غابرة انتهت). و في أخر المطاف نتحسر دائما على ما فات و لا نعتبر به دائما لو نستعمل بعض النواحي من العقل في اتجاه التدبر و التأمل لنجد نفسنا محصورين في بوتقة ساقتنا و سُجِنا فيها.