عند الكتابة بشكل مباشر عن الديمقراطية في العراق بعد عام ما يسمى التغير , بشكل واسع نقف في كثير من الأحيان ببعض المواقف والانطباعات الغير دقيقة , و عندما نخوض في هذا المدخل يجب التفريق بين الديمقراطية في هذا البلد والديمقراطية الغربية التي تمثل الجوانب الاجتماعية والسياسية في أن واحد أن الديمقراطية ليست بذرة موجودة في الثقافة الخاصة بأي شعب ولكنها نتاج تضافر جهود متعددة داخلية وخارجية تدفع إلى أحداث تغير في النظام السياسي والاجتماعي القائم من خلال تحليل الواقع بمختلف جوانبه بموضوعية وواقعية كما آن تطبيق الديمقراطية بشكلها السليم وعلى قاعدة الحرية للجميع سوف تقلل فرص اللجوء الى العنف كما يحدث في جميع بلدان العالم المتحضر لتحقيق الأهداف السياسية , أن حديقة الديمقراطية في العراق تنمو وتزدهر بأغصان هذا الشعب المتنوع أذا كانت هنالك عدالة حقيقية تتوزع على الجميع دون الرجوع إلى الحقبة الزمنية الماضية أملنا الوحيد وكل من يعتدي على الأمل يعتدى على الحياة ويشوه الإنسان ، وكل من يشوه الحقيقة لكي يشن حرباً دينية ونقتل ونشرد ونذبح ونجتث ونقصي ونهجر ونبعد وندمر ونهدم باسم الدين ، فهذه الحرب وان تكن لأجل البقاء ولأجل الحياة فأنها تلحق اشد الضرر بالشعب وتخدم المحتل ومن يساعده وتحمي موقفه , في الوقت ذاته تمزق القلب الواحد وتدمر حضارة لها أسماؤها وبناتها دفعنا دماء كثيرة لكي تدوم وتبقي بين سائر الأمم مرفوعة عالية , واليوم الحضارة العراقية أمام امتحان صعب يجب على الناخب والنائب السير في الخطوات التالية قبيل الانتخابات النيابية المقبلة التضامن بين أفراد الشعب ليكونوا يداً واحدة تضرب بقوة بدل أن نضرب بعضنا بعضا , هذا هو الواقع الناجز الذي يدمر الأعداء , لتضامن بين العلماء والمفكرين والسياسيين تحت مظلة العراق الواحد لخدمة البلد والشعب ورعاية مصالحه والحفاظ على ثرواته بعيدا عن المحاصة , الإسراع بجلاء قوات الاحتلال أذا ما اكتملت هذه العوامل وتلاحم الكل لأجل الكل , فأننا سوف ننعم بسلام وامن واستقرار يضمن لجميع طوائف الشعب العراقي العيش بحرية وعدالة تامة دون شرط أو قيد , ولا وصاية من احد لا صغير ولا كبير , ومع اقتراب انتخابات التي ستجري في الثلاثين من نيسان المقبل , صار المواطن في كافة مدن العراق يصرف ساعات طويلة من وقته في رحلة ذهابه وإيابه إلى عمله محشوا بمناقشة هل الانتخابات تجري في وقتها المحدد ومن الأصلح في الفوز في هذه الانتخابات ومن يمثله خير تمثيل مع ذاك بان التنافس حاصل بسبب الانتخابات فبدأت الدعاية الانتخابية بالنمو والتزايد منها ما يكون ايجابيا ويسمى بالوعود ونتمنى أن ينفذ كل المرشحين في هذه الانتخابات وعودهم التي قدموها للشعب حتى تبقى الثقة موجودة ومتواصلة ومتواجدة بين جميع الأطراف وكان للدور الإعلامي كلمة الفصل في هذه الانتخابات حيث اتجهت عدد من الكيانات والأحزاب إلى الوسائل الإعلامية الكبيرة التي دخلت بقوة كبيرة وفاعلة في الساحة الداخلية والخارجية والإقليمية وهي صاحبة الحظ الأوفر لكسب المواطن العراقي البسيط وهذا ما لاحظناه من خلال استطلاع أراء الشارع العراقي والمواطن في حيره اليوم وتمر عليه السنة الحادية عشر من عمر الاحتلال البغيض وذهب فيها من ذهب وجاء الذي جاء وهذا العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه يشهد بأن أشياء مهمة لم تتحقق وأولها الأمن وثانيها أرزاق الشعب ومعيشته وما يتصل بذلك من خدمات أساسية كان بعضاً منها متوفرا حتى في أصعب الظروف , وعراقنا الجديد في وضعه الراهن يعاني من تحديات جديدة وكبيرة يجب أن ينهض بها من يجلس في موقع المسؤولية , ندعو أنفسنا الى اختيار رجال دولة ولا ننتخب اصطحاب الرايات الطائفية في الانتخابات النيابية المقبلة ومن الله التوفيق .