23 ديسمبر، 2024 11:34 ص

الدم النازف والصمت العاصف!!

الدم النازف والصمت العاصف!!

المظاهرات التي تشهدها مدن العراق منذ بداية شهر تشرين الأول لسنة ألفين وتسعة عشر , نزفت دماءً لم تنزفها تظاهرة في دول الدنيا , والعالم من حولها في صمت وربما لا مبالاة.

الإتحاد الأوربي يشجب ويدين الإعتقال العشوائي للمتظاهرين في الجزائر , لكنه لا يدين ويشجب بقوة الجرائم ضد المتظاهرين العراقيين , ودول العالم الديمقراطي المتحضر لا تتحرك.

أما الدول العربية وجامعتها فكأن الأمر لا يعنيها , وما يجري في العراق لا يهمها.

فما هي اللعبة؟!!
كيف يصمت العالم على المذابح المروعة التي ترتكب في العراق كل يوم , وهي موثقة وتنقلها وسائل التواصل بوضوح ودقة؟

كأن العالم الديمقراطي الحر مع الحكومة التي تقتل المتظاهرين , وبعضهم يصرح بأنه مع المتظاهرين , وإن تكرّم فيطلب من الحكومة عدم إستخدام القوة المفرطة.

ترى ماذا يجري في المنطقة؟!!
لماذا لا يتم الضغط على الحكومة؟
ولماذا لا تتدخل الأمم المتحدة؟

يبدو أن المصالح الإقليمية والعالمية آمنة , وما دام الحال كذلك , فالقِوى مع القاتل والقتيل , لأن في ذلك تأمين لمصالحها!!

فالديمقراطية تعني المصالح , فإذا كانت الأنظمة الديمقراطية متعارضة مع المصالح فأنها ليست ديمقراطية , وإذا كانت الأنظمة الإستبدادية متوافقة مع المصالح فأنها أفضل من الديمقراطية , وإذا كان قتل الشعب في خدمة المصالح فهو شأن داخلي ولا علاقة للقوى به , وقد تدين ببرود لحفظ ماء الوجه , وترجو مل الحكومة التي تؤيدها أن لا تتوحش بقمعها للمتظاهرين.

وفي خضم الوجع العراقي وقتل الشباب الثائر البريئ المطالب بحقوقه الإنسانية الأساسية , يتنكر العالم الديمقراطي الحر المتقدم لقيمه ومبادئه ومناداته بحقوق الإنسان , بهذا الصمت والتجاهل وعدم التحرك لحماية الشباب العراقي , الذي يريد حياة حرة كريمة بعيدة عن التبعية والذل والهوان.

فهل سيستيقظ الضمير العالمي ويوقف نزيف الدم الشبابي العراقي , ويضع حدا للجرائم المقترفة بحقه وهي جرائم ضد الإنسانية.

وهل سيستفيق العالم من أطماعه وتجاهله لنداءات إرادة الحياة في العراق؟!!