22 ديسمبر، 2024 7:20 م

يخلق الإنسان على الفطرة ثم ينمو وينشأ في بيئة معينة يتعلم منها الصالح والطالح المفيد والمضر ..ويكون في حياته عدت محطات الطفولة ثم شباب المراهقة ثم شباب النضوج ثم مرحلة تحمل المسؤولية والى الطعون بالسن في كل محطة له اصدقاء معينين حسب فئاتهم العمرية يكون اختيارهم حسب سلوكية الإنسان أو حسب الواقع الذي يعيش فيه ..وعادة ماتنتقل الصفات من شخص لآخر وفق مبدأ التطبع ولذلك أن صفات صديقك تعكس شخصيتك فقالو في الامثال أن الصاحب ساحب ..في مراحل معينة من الحياة بعد الطفولة يتحمل الأهل مسؤولية اكبر بتربية أبنائهم .فكلما كبرت الأبناء كانو بحاجة إلى رعاية اكثر واهتمام يتميز بالصراحة وتحويل الولد أو البنت الى صديق حتى يكون هناك تفاهم تام تستطيع الأسرة أن تبني مستقبل جيد لأبنائها.
إن التركيز لابد أن يكون على الطفل منذ نشأته الأولى حتى يبنى بناء أسري ومجتمعي صحيح ..
هنا يجدر الإشارة إلا أن الأديان السماوية كافة اهتمت بموضوع الطفل ونشئته الأسرية.. ولا نجد تصويرًا لأثَر الأسرة في تنشئة الطفل السليم أبلغَ في التعبير من قوله تعالى -: ﴿ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ ﴾ فوصف الأسرةَ بالأرض الخصبة الطيبة تنشأ أطفالا طيبين الأخلاق واما الأسرةَ المنهارةَ في أخلاقها وسلوكِها فتم وصفها بالأرض الخبيثة فتخرج أطفالها بطباعٍ قاسية وسلوك سيِّئٍ..فالتربية بصفة عامة تُعَد تنمية ورعاية لكل جوانب الإنسان؛ سواء العقلية أو النفسية .. ان الخُلُق الجيد يجب تكرارُه حتى يصبح عادة؛ وذلك بالتدريب، ولا يكون ذلك إلا بالتربية الصحيحة والسليمة.
في زماننا اليوم وبجهل من الأبوين أخذت أغلب الأسر طابع التفكك الأسري بحجج وهمية واعذار للتعبير عن الفشل .وتناسينا أن عاداتنا وتقاليدنا والأهم ديننا الإسلامي الحنيف قد أعطى الاجر ألاكبر للأهل مقابل التربية
وقد ضرب لنا أنبياءُ الله أعظم مَثَل في سعيهم المستمر لتأديب أبنائهم، وعلِموا أنهم قدوة متبعة لأبنائهم ولكل البشر وعلَّموا أولادهم ألا يفتخروا بنسب ، بل معيار التفاخر هو همهم الذي يوصل إلى مرضاة الله وخدمة الإنسانية .انني اشاهد وللاسف الشديد في مجتمعاتنا اليوم عصيان وتمرد الأبناء على آبائهم والسبب التسيب الذي يحصل في أغلب الأسر ودفاع أحد الوالدين بطريقة الجهل عن الابن .وعندما يقع هذا الابن في المحظور لاسامح الله فنشاهد الندم في قلوب الوالدين والحسرة والدموع التي تنزل من عيونهم .تلك الدموع الطاهرة بسبب أخطاء الأبناء..وطابع اللامبالاة السائد في عصرنا الحالي..