23 ديسمبر، 2024 2:58 م

الدماء واحدة ,والمواقف متغيرة

الدماء واحدة ,والمواقف متغيرة

هو نفس الدم الذي استباحه الإرهاب ونفذته داعش الدولة اللاأسلامية بسكينتها وشفرات حرابها التي تفصل الرأس من الجسد بدم بارد ,فلم تفرق في قتلها وانتهاك حرمات الناس ,واغتصاب الأعراض ,بين سني وشيعي ,وشبكي ,وتركماني ,وايزيدي ,ومسيحي ,الجميع انساقوا لمذبح الحرية ورفضوا البيعة لخليفة المسلمين ,الذي يعتبر انه دولة السماء في الارض وجاء بنظرية الدولة التي يتبنى الله نشؤها ,وهذه النظرية الالهية : التي يعتقد أصحابها ان الدولة تعود نشأتها من الله تعالى، وان الإنسان ليس عاملا أساسيا في نشأتها وان الإله هو الذي اختار لها حكاما ليديروا شؤونها , فالبغدادي يعتبر نفسه خليفة الله في الأرض ,وحاشا لله ان يستخلف الممسوخين بأن يتولوا أدارة مقدرات الشعوب ,ثم تنتقل لتمارس نظرية القوة في بناء دولتها وهي نظرية القوة : ترى هذه النظرية ان الدولة نشأة من خلال سيطرة الأقوياء على الضعفاء إذ ان كثير من المجموعات الحاكمة اعتمدت على القوة في الوصول إلى الحكم مستغلة خوف وقلق الأفراد من الحروب وحبهم للأمن والاستقرار وهي وسيلة في بناء الدولة وقوتها,لم يتحرك وجدان المجتمع الدولي وضميره عندما كان يشاهد كيف يقتل الشبكي والتركماني وتهجر آلاف العوائل من تلعفر ومناطق صلاح الدين وديالى وحتى الانبار,والولايات المتحدة تطالب بالإصلاحات السياسية ليتسنى لها ان تتدخل عسكرياً ,او على الاقل تضغط على الدول التي تمول وتدعم وتروج لفكر الإرهاب ودفعه باتجاه العراق ,لتتجنب مايخلفه من فوضى ودمار,وشعرت بالحزن جدا لما حدث للمكون والأقلية الايزيدية وكيف وصل الامر بهم وهم مشردين بين سفوح جبل سنجار,والاخوة المسيحيين الذي اجبروا على ترك ديارهم والقبول بالإسلام ودفع الجزية ,لكن استغراباً أثار حفيظة صمتي وشجوني لماذا تقف أمريكا والمجتمع الدولي وتقوم الساعة ولا تقعد عندما يتعرض الإقليم لخطر الإرهاب ,والايزديين والمسيح ,كان من الاحرى ان يقف العالم بنفس الموقف مع الجميع لان الدم هو نفسه بين كل المكونات ,والمواطنة هي ذاته يتمتع التي بها الجميع ايضاً,فضربات عسكرية سريعة وخاطفة وقوية ومحددة لمنع تقدم داعش من اربيل وبما يتناسب مع جوهر الهدف الامريكي ,وفتح الطريق لتقديم المساعدات الإنسانية لعوائل الايزديين ,هو ذاته الجرح والألم الذي يتعرض له العراقيين ,اين الموقف الدولة الرافض للارهاب وهو يميز بتعامله الانساني مع طوزخرماتو وتلعفر,والانبار,ومدينة الصدر, وباقي

المدن التي تتجول فيها سيارات الموت المفاجئ ,الرئيس الامريكي يقول ان امريكا ستدعم القوى المعتدلة التي يمكن لها ان تجلب الاستقرار للعراق ,والسؤال المهم والجوهري من ماهي معايير القوى المعتدلة من وجهة نظر اوباما هل هي الجهات السياسية التي تتسلم اوامرها من دول خارجية ,هل هي الفصائل التي تدعي الثورة وتطالب بعدم اقصائها وتهميشها ,هل هي الحكومة التي جاءت بإرادة الناخب العراقي ,هل هي داعش التي تريد اجهاض المشروع الديمقراطي الجديد؟وماهي الإصلاحات السياسية التي تريدها امريكا ومن يقف وراؤها للمطالبة بها لتعلن ساعة الصفر وتتدخل عسكرياً وتحسم ملف الارهاب,هل هو اشراك ممن لا يعترفون بالعملية السياسية ارضاءاً لدول إقليمية تنظر بعين الازدراء والانتقاص من عبد الزهرة وعبد الحسين وعبد السادة….. ووووو عبد في ان يكون رقم واحد بعد التغييرالذي حصل بسقوط النظام ,هل هو اعطاء مناصب مهمة لبعض المتطرفين في مفاصل الدولة لضمان عدم اثارتهم للفوضى ,هل هو أعادة هيكلة الكابينة الحكومية بما يتلائم مع حجم التحديات ,هل هو اعطاء رئاسة الوزراء للسنة وقبول الشيعة برئاسة البرلمان بسبب الثقل الاقليمي , ؟ أم انه عقاب حل علينا لأن السيد السيستاني قد أعلن في موقفه الوطني بفتواه (الجهاد الكفائي) بالدفاع عن البلد وحرماته وهو مالم يكن تتوقعه الإدارة الامريكية ,فكبار مسؤوليهم قالوا : صمت لأ كثر عقد من الزمن لماذا تكلم ,سكت وهو يرى الامريكان في كل محافظات العراق ,وشاهد تهديم ضريح قبة الأماميين ولم يحرك ساكن ,هم لايعرفون ان السيد السيستاني لا يتدخل الا عندما تكون الأمور ومصائر الناس قد وصلت لحد ما يتطلب منه التدخل ,لقد أراد صناع القرار الامريكي ان يأتوا بحكومة ودستور جاهز دون انتخابات فكان موقف السيد ,ان العراقيين قادرين على صناعة الحضارة وبناء دولة مدنية تعيش في كنفها جميع اطياف الشعب ,ولديهم القدرة على تحدي المحن وتجاوزها ,هذا مالم يستصيغه الأمريكان ,المهم كيف يمكن ان نحافظ على ماتبقى من المشروع الديمقراطي الذي تقوده الشيعة في العراق ,وهذا يحتاج الى خطاب سياسي موحد ,ورؤية سياسية واضحة ,وتأجيل كل السجالات والخلافات السياسية ,للحفاظ على الجبهة الداخلية وتجنبيها للثغرات التي قد تحصل ,فنفاذ صبر المجتمع الدولي من الفوضى السياسية سينعكس سلبا على مجمل العملية السياسية التي دفع العراقيين الالاف الشهداء لبقائها وبقاء الديمقراطية .