أعلنت مفوضية ألانتخابات أن نسبة التصويت بشكل عام لم تتجاوز 51|0 وأن نسبة التصويت في بغداد 33|0 وفي البصرة 42|0
وأذا أخذنا نسب التصويت في أي أنتخابات في مختلف البلدان في العالم لم تتحقق نسب متكاملة مائة في المائة , ولا حتى النسب التي تدخل مربع التسعين مثلا ,والسبب في ذلك راجع لحالات أنسانية :كالمرض والسفر وأخرى وجدانية :كتغير المزاج , أو نتيجة أحتجاج كموقف سياسي لايعجبه مايلي :-
نوعية المرشحين
نوعية الشعارات المطروحة
عدم قدرة المتنافسين على تحقيق وعود سابقة
تفشي الفساد بين صفوف الكتل وألاحزاب المتنافسة
المبالغة بألانفاق في الدعاية ألانتخابية دون مراعاة شعور الفقراء ؟
ولكن أذا أخذنا بألاعتبار أنتخابات مجالس المحافظات التي جرت في 20|4|2013 في العراق والتي أجلت فيها أنتخابات محافظتي نينوى وألانبار لآسباب موضوعية يعتبر العامل ألامني في مقدمتها .
فأن الحديث عن أنخفاض نسبة التصويت الذي لم يكن كبيرا بأستثناء محافظة بغداد , فأن المراقب للشأن العراقي يمكن أن يخلص الى أهم أسباب ذلك ألانخفاض والتي كانت على الشكل ألاتي :-
وجود مرشحين غير كفوئين مما لم يشكل عامل جذب للمواطنين
وجود مرشحين عرفوا بفسادهم مما جعل العدد الكبير من المواطنين يعزفون عن التصويت .
وجود أضطرابات مفتعلة في ألانبار ونينوى أنعكست على مشاعر البعض ممن لايدركون طبيعة المخطط التوراتي المعد للعراق , مما أثر ذلك في ألانكماش الذي ظهر واضحا في بعض مناطق بغداد .
وجود كثرة الخلافات غير المبررة بين الكتل وألاحزاب المتنافسة
أغلاق صناديق ألاقتراع مبكرا ” الساعة الخامسة عصرا في توقيت العراق ” لم يكن قرارا مبررا من جانب المفوضية مما ساهم في ضياع فرص الكثير من المواطنين للآدلاء بأصواتهم , وربما يكون هذا من أكثر ألآسباب المباشرة لآنخفاض نسبة التصويت التي بقيت مقبولة بلحاظ ظروف العراق ألامنية .
كثرة الحواجز والمفارز ألامنية في بغداد وهي مبررة من وجهة نظر أمنية , ولكنها تسببت في تقليل نسبة المصوتين .
وأذا كانت التقديرات ألاولية تشير الى تقدم قائمة دولة القانون والقائمة الرديفة لها وهي قائمة الكفاءات والتي جاءت بالمرتبة الثانية في محافظة بابل , ثم تلتها قائمة ” المواطن ” بالمرتبة الثالثة في بعض المحافظات ,وحصول قائمة التيار الصدري على المرتبة الرابعة في محافظة بابل حيث يقال أنها حصلت على ” 30000 ” فقط , ولكن ألامر يختلف في محافظة صلاح الدين والذي لم تتوضح صورة القوائم المتنافسة وأن كانت نسبة التصويت مرتفعة قياسا للمحافظات ألاخرى حيث بلغت نسبة التصويت في صلاح الدين 60|0 وهي نسبة جيدة , وجيدة جدا بلحاظ ظروف محافظة صلاح الدين .
وأنخفاض نسبة التصويت تلقي بظلالها على جميع الكتل وألاحزاب , لاسيما من حيث نوعية المرشحين غير المناسبة التي شارك فيها كل من كان مسؤولا عن الترشيح من جميع ألاحزاب والكيانات ,حيث ساهمت كل المكاتب في المحافظات بتردي نوعية الترشيح الذي غلب عليه طابع العلاقات الشخصية والمحاباة على حساب المصلحة الوطنية , وعلى حساب ألامانة التي تتحملها تلك المكاتب تجاه المواطن العراقي في تقديم ألاحسن وألاكفأ ,وألاكثر خبرة وتجربة , ولكنها لم تفعل ؟
كما أن تراجع نسبة البعض من حصتهم من التصويت الذي كانوا يحلمون به , هو درس لذلك البعض , لاسيما وأن بعض المواقف لم تكن على قدير كبير من الفهم والنضج السياسي , كما أن كثيرا من التصريحات لم تكن تنتمي الى معرفة سياسية أو الى قراءة موضوعية لطبيعة حركة الواقع السياسي في العراق وما يحيطه من شراهة بعض الجيران وتدخل البعض ألاخر في الشؤون الداخلية للعراق , وتناغم بعض المشاركين في العملية السياسية وفي الحكومة مع تلك المواقف والتدخلات بشكل يبعدهم عن الوحدة الوطنية مثلما يبعدهم عن ألانتماء للروح الوطنية العراقية , وما جرى في مجلس النواب ,وماجرى من مقاطعة لجلسات مجلس الوزراء غير مبررة ولاتعبر عن حرص وطني , وحرص على أداء ألامانة والقسم الذي تحمله من دخل في الخدمة العامة وزيرا أو نائبا , مما يبدو أننا بحاجة الى أعادة النظر في كل مصاديق العملية السياسية ومفاهيمها وطبيعة المشاركين فيها من الذين دخلوا من باب ويحاولون الخروج من باب أخر , هذا فضلا عن الذين دخلوا من الشباك وهم كثر بفضل ألاحتلال , وبفضل من لم يكن حريصا على أمن ووحدة العراق من الذين دخلوا من مناشئ تنظيمية تنتمي لحاضنات غير عراقية , أو من الذين وجدوا في الحاضنات ألارهابية حمالة ذرائعية للعزف على الوتر الطائفي معتمدين على قوة النار والسلاح دون السؤال عن وجهتها وأهدافها ومصادر تمويلها ومن يقف ورائها ومن هو المنتفع منها سياسيا وجغرافيا حتى ظهرت لدينا شريحة لايهما لمن تفتح مشافي أسرائيل من المجموعات المسلحة في المنطقة , مثلما ظهر لدينا معممون يكثرون من الخطب ولا يهمهم أن كان المستمعون لهم لايميزون بين الناقة والجمل , ولايستنكرون المال الذي يدفع لطعامهم ونقلهم ماهو مصدره , وكأنهم لايعلمون أن أسرائيل هي التي تبارك أعمالهم وتفرح لما يقومون به من شتم وسب حكومتهم في العراق , وهؤلاء المعممون الذين أتخذوا من مصطلح السجينات والسجناء فزاعة لخطاباتهم المنكرة التي لم تجد غير نصرة ألارهابيين الذين ذبحوا العراقيين وهم يهللون بكلمة ” الله أكبر ” وهي بدعة لم يسبقهم أحد لها على مر التاريخ المليئ بألاخطاء التي تدمي القلوب ,ولكن عمل التكفيريين ألارهابيين اليوم يهتز له العرش ويستجلب غضب السماء التي أعدت لذلك جنودا لايعلمها من هانت عليه نفسه ومشى وراء شهوته وكانت لعبته المفضلة ” الفتنة الطائفية” .
والعراقيون بحسهم المكتوي بنار الطائفية وفتنتها ينفروا من المواقف التي هي أستنساخ لموقف أبي موسى ألاشعري , وبعض سياسي اليوم في العراق جسدوا موقف ألاشعري وأن لم يقصدوا ذلك , ففضحتهم سذاجتهم وغلبهم جهلهم بمايجري من ألاعيب وخطط ماكرة للمخطط التوراتي , ومن راهن على جمهوره البرئ سيخذله جمهوره , ومن راهن على جمهور ليس له سيلفظه ذلك الجمهور وقد حدث بعض ذلك , وأنتخابات مجالس محافظات العراق كشفت بعضا من ذلك , وستكمل أنتخابات مجلس النواب القادم مسلسل ألانهيار لتلك المواقف التي لم تحسن الخيار وألاختيار ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]