يتعرض المشهد السياسي العراقي, منذ تشرين عام 2021 ولحد الآن, حالةً من عدم الاستقرار, طالت كل ما مصالح الوطن والمواطن, دون مبالاتٍ بحلحلة الأزمة, التي تحولت لانسداد سياسي, سرعان ما نتج عنه تصلب, أوقَفَ الحياة الاقتصادية والخدمية, وكأن البلاد تُدار, بِسيطرة إلكترونيه معطوبة!
الإنتخابات التي جرت عام 2021, أنتجت سرطاناً من الخصام السياسي, ساد كل المكونات الرئيسية, ليمتد مقطعاً أوصال الحركة التشرينية, تظاهراتٌ قادها التيار الصدري, بعد أن استقال جميع أعضائه من البرلمان؛ بيومٍ كان مؤملاً, أن تُعقدَ فيه جلسة البرلمان, لتتحول تلك التظاهرات لإعتصامٍ غير محدود, تصعيد سريع في المنطقة الخضراء, وتوجهٌ لمجلس القضاء الأعلى, أسقطه القاضي فائق زيدان, بحركة ذكية, فقد عَطَّل كافة دور القضاء, فانسحب متظاهري التيار, الذين كانوا على الاعتصام, تاركين مطالبهم مكتوبة على الخيام, ممارسةٌ لم نشهد لها مثيلاً, في كل تَظاهرات العالم, تلاها إقتحام للقصر الرئاسي, واستدعاء مسلحين تابعين لسرايا السلام, ليتأزم الوضع الأمني, وتدخل العاصمة في حظر عام للتجوال, واشتباكات بأسلحة مختلفة, استمر لليوم التالي, لينتهي القتال وخروج المسلحين, من المنطقة الخضراء, مع سقوط عدَدٌ من الضحايا, وتصريحات عن انقلاب تم إفشاله.
بدأت مسيرة الإباء الحسينية, وسط تَخوفٍ جماهيري, ليس من قوى الإرهاب الداعشي هذا العام؛ بل مما أشيع أن عملية اعتداء, على الزوار الإيرانيين حصراً, لكثرة عدد الوافدين منهم, ذلك الأمر الذي أغاض المأبونين, يحرضهم بقايا البعث والحركة الصرخية, إلا أن المخطط لم ينجح, فقوات الحشد الشعبي, كانت بالمرصاد وأعلن, عن اعتقال أكثر من 400 فرد, من مثيري الفتن, لتسجل زيارة الأربعينية الحسينية هذا العام, عدداً أرعب قوى الشر, ليقوموا باستهداف الرادودَ الحسيني باسم الكربلائي, من خلال قصيدة ألقيت منذ أشهر, هاجم فيها العُصبة, التي حاربت آل بيت الرسول, عليهِ وآله الصلاة والسلام, عبر أساليب عدة.
انتهت الزيارة الأربعينية بنجاح, لتبدأ تحضيرات جديدة, أعلن عنها التشرينيون, حيث نوهوا أن التظاهرات, استذكاراً لمن سقط في التظاهرات السابقة, رافق تلك التصريحات, اجتماع السيد محمد شياع السوداني, مرشح الإطار لرئاسة الوزراء, مع بعض أعضاء البرلمان, والإعلان عن وفد من الكرد والسيادة, يشد الرحال إلى الحنانة, والشعب يترقب بحذر, فقد تندلع صدامات اخرى, بالتزامن مع انعقاد جلسة البرلمان, المزمع عقدها مطلع تشرين.
كان المواطن العراقي يعتقدُ, أن الأزمة سيتم حلحلتها, كما يجري في كل دورة برلمانية جديدة؛ ولكن هذه الدورة ليست كسابقاتها, فقد أصبح الخصام ( كسر عظم ودماء) ورفضٍ للحوار من أول وهله, وتهديدٌ ووعيد كل ساعة, ولا يكاد تويتر يأخذ نفساً, حتى تتوالى تغريداتٌ, وتلميحاتٌ عن تصعيدٍ جديد.
قبل الختام نأمل أن, يحصل الوئام ويحل السلام, وينتهي الصراع و الخصام, فقد شارفنا على توديع هذا العام, وآن الأوان لتوديع الآلام, ليقف الساسة ضد كل السهام, بدروع المبادرات من عقل الرجل الهمام, ويترك أهل الفتن الصِدام, ولا يجعلوا الشعب يعيش, تحت علامة الاستفهام, ولينهلوا الحكمة من مسيرة الزوار ومواكب الخدُام.