18 ديسمبر، 2024 10:49 م

الدكتور حيدر عبادي وقائمته الانتخابية المثيرة للجدل

الدكتور حيدر عبادي وقائمته الانتخابية المثيرة للجدل

أكثر القوائم الانتخابية اثارة للجدل قائمة ( النصر ) التي يتزعمها رئيس مجلس الوزراء العراقي الدكتور حيدر عبادي . فهي تضم أسماءَ عليها علامات استفهام تتضمن الفساد المالي والاداري والارهاب . وهل يعقلُ أن شخصية متوازنة أثبتت نجاحها بشكل ملفت للنظر كالسيد العبادي يقبلُ أن يعرض حياته السياسية ومستقبله السياسي لشكوك المعجبين به بهذه البساطة ، أمْ أن للرجل رأياً آخراً لا نعرفُ فلسفته ، أمْ هناك قوى خفية تحيط به وتتحكم بمجريات الأمور ؟ ومهما كانت الأسباب والمُبررات التي يمكن أن يستندُ اليها العبادي فان بعض الأسماء لا تصلحُ على الاطلاق بالانتماء لقائمته ، وبالتالي فهذه الأسماء ربّما تدفعُ الكثير من أنصارهِ الى التخلي عن فكرة التصويت له . وقد كشف أخيراً السيد مشعان الجبوري بمنتهى الوضوح والشجاعة عن تلك الأسماء ( وأعتقدُ أنه كان صادقا وصائباً ) مع بيان تفاصيل خطيرة عن ملفات فساد وارهاب ارتكبت من قبل تلك الأسماء المعروفة ، ومنهم متورطون بجريمة ( سبايكر ) المؤلمة . وهنا لابدّ أن نسأل أكثر من سؤال منطقي : هل أن طعم المنصبِ واغراءاته يجيز للمسؤول التخلي عن المبادئ والأخلاق من أجل ضمان البقاء فيه لأطول فترة ممكنة ؟ وهل أن ما تحدث ويتحدث به السيد العبادي عن الوطن وعن الحقوق وعن الشهداء وعن محاربة المفسدين وعن ، وعن ، وعن …. مجرّد وهمٌ من الأوهام التي غالباً ما يلجأ اليها السياسيون عند الحديث فحسب ؟ واذا كان السيد مشعان الجبوري صادقاً في طرحه ( وهو صادقٌ كما أظن ) فهل قائمة ( النصر والاصلاح ) التي ابتدعها الدكتور العبادي لها قيمة على أرض الواقع ويمكن أن تنال قبول ورضا الناخبين ؟ وكيف يمكن للنصر المزعوم أن ينسجمَ مع أسماء مارست القتل والذبح ضدّ المواطنين العراقيين ؟ وكيف يمكن للإصلاح الموعود أن يتحقق بأيدٍ اقترفت الفساد وتعودت وتطبعت عليه ؟ أتمنى من باب اعتزازي بالدكتور حيدر عبادي أن يراجع حساباته قبل فوات الأوان ، فالشعبُ العراقي ليس غبياً أو ساذجاً الى هذا الحدّ الذي ربمّا يتصورهُ المحيطون بالعبادي .