23 ديسمبر، 2024 9:17 ص

الدكتور حيدر العبادي..الدكتور حسين الشهرستاني.. الإستاذ شيركو مرزة).. ماهكذا تورد الإبل  !!!

الدكتور حيدر العبادي..الدكتور حسين الشهرستاني.. الإستاذ شيركو مرزة).. ماهكذا تورد الإبل  !!!

قال سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم :” علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل …”  صدق رسول الله.
سادتي الأفاضل:
نخاطبكم اليوم في خطاب ربما يكون الأول من نوعه، حيث يخاطب الإبن والده من مكانيين مختلفين.. وبما أنكم، كآباء، تعيشون بين جوانحنا وفي أفئدتنا، لهذا بات خطابكم يسهل علينا بعد أن أصبح الكثيرين من أهل الرأي والمسؤولية بعيدين عن خطابنا، حيث لا أتصال بيننا روحياً ولا مادياً  .
لقد عظمت رزيتنا في بلدنا حتى لجأنا لأن نخاطبكم، إذ وجدنا فيكم عوناً وظهيرا لكل بائس قست عليه الحياة وأشتد به الظرف الذي أولدته السياسات الخاطئة، بعد أن يأسنا من أن تسترد حقوقنا التي هدرت وسلبت، بل واغتصبت لعدم وجود ذلك الصوت الذي صك اسماع الطغاة والظالمين، أمثال صوتكم الهادر.. نخاطبكم اليوم ونحن نشعر بلوعة الظلم كي ترفع لنا مظلوميتنا.. فإن الخطب جلل والناصر له قليل …
سادتي المحترمون:
لقد صدر قبل نحو أيام قليلة أمر تعليق العمل بالملحقية الثقافية في بيروت ونقل ساحة عملها وساحة عمل سوريا التي كانت تدار من قبل دائرة بيروت إلى عمان.. وبالرغم مما يحمله هذا القرار من حسن نوايا، لكنه جاء مجحفاً وغير منصف ولا يخلوا من البؤس والارتجالية، ووفقاً للمعطيات التالية:
1-    يرتبط عمل الملحقيات بشكل مباشر بعدد طلبة الدراسات العليا على وجه الخصوص، ووفقاً لذلك، فإن عدد طلبة الدراسات العليا في بيروت يربوا على الـ (2000) طالب، عدا الذين لم يتسنى لهم فتح ملفات دراسية، فيما لايتعدى عدد طلبة الدراسات العليا في عمان العشرات ..  .
2-    تظاهي الجامعات اللبنانية والأجنبية في لبنان الجامعات الأردنية، عدداً وعلمية، وتستقطب أكثر عدد من الطلبة .
3-    ومن ناحية (ترشيق وضغط النفقات)، فإن الإيفادات التي ينفقها الملحق العراقي في الأردن، جراء زياراته أو متابعاته لملفات الطلبة في بيروت أو دمشق، تسبب هدراً للمال، ولاتقل عن مصاريف الملحقية في لبنان .
4-    مسألة مراجعة طلبة الدراسات العراقيين في لبنان للأردن، لتمشية معاملاتهم، مسألة معقدة جداً، ويكتنفها الكثير من التهميش والسلبية ومزيداً من العناء، حيث إن إجراءات السفر للشباب العراقيين ومسألة الحصول على الفيزا معقدة، إضافة إلى التعامل غير المنصف والطائفي مع العراقيين في الأردن .
5-    عندما تم نقل ساحة عمل سوريا للبنان، أصبح من المتيسر قدوم العراقيين الدارسين في سوريا للبنان، براً، للحصول على مستحقاتهم المالية أو إكمال إجراءاتهم الإدارية.. فكيف الحال إذا أصبحت إجراءات المراجعات عبر السفر للأردن؟، خاصة وأن سوريا ليس لديها تعاملات مصرفية ليتمكن الطالب من فتح حساب خاص به .
6-    أن أغلب المشاكل التي تواجه الملحقيات هي ميدانية، تتطلب تدخلاً شخصياً من قبل الملحق، خاصة إذا كانت تلك المواضيع غير قابلة للتأجيل، من خلال تحقيق الزيارات الميدانية للجامعات اللبنانية.. فكيف يمكن للملحق في عمان معالجة مثل هذه المشاكل في بيروت ودمشق؟ .
7-    إن الطلبة الدراسين في عمان، هم ضمن مستويات الدراسة المتوسطة والثانوية والبعض منهم في الدراسة الأولية، وهم من العوائل المقيمة في الأردن التي تركت العراق بعد سقوط النظام، وعلى ذلك، فملحقية بيروت هي أحوج بالبقاء، لكثرة أعداد طلبة الداراسات العليا فيها  .
8-    لبنان هو بلد يقع جغرافياً بين الأردن وسوريا، حيث كان من التوفيق أن تبقي الوزارة على ملحقية لبنان التي تضم ملحقيتي (بيروت ودمشق) سويه، إذ كان الأجدر بالوزارة نقل ساحة عمل عمان إلى الملحقية الناشطة في بيروت .
9-    نعتقد إن القرار جاء سريعاً، دون أن يمر بمراحل التدقيق والتمحيص ومراعاة بعض القضايا المصيرية والإنسانية المتعلقة بمرونة السفر والعيش الكريم والإبتعاد عن الضنك.. وهو قراراً جزائياً عقابياً أكثر ماهو قراراً إدارياً .. .
ففي دائرة تعتبر من أهم دوائر الدولة الثقافية التي ترعى العلماء في الخارج( الملحقية الثقافية في بيروت)، وثاني دائرة ثقافية، بعد لندن في العالم من حيث الحركة والنشاط، أطلّت علينا الوزارة بقرار إداري مجحف هدر جميع حقوقنا وصادرها دون وجه حق وعلق عمل ملحقيتنا في بيروت.. الملحقية التي كانت تنهض بكافة الهموم والأعباء الملقاة على عاتقنا نحن الطلبة.. فعندما نشعر نحن أولادكم بالظلم..سادتي، فأننا نحتاج لصوتكم كي ينهر الظالمين دفاعاً عنا نحن الطلبة الذين ليس لنا ناصر سوى كلمتكم الحق، والملحقية في بيروت .
لقد لجئنا اليوم قاصدين عدلكم، بـ”إعادة النظر بقرار تعليق العمل بالملحقية الثقافية في بيروت.. أو نقل ساحة عمل عمان إليها “، لإيماننا الصميم بمدى رغبتكم في دمغ الباطل ودحر الفساد والمفسدين، إذ لابد ان تقولون الكلمة الفصل في ذلك، واننا إذ نطرح هذا الأمر امام سيادتكم نتوسم فيكم بأعتباركم أدوات الله في أرضه وخليفته على رعيته، وضع الأمور في مكانها الحقيقي ونصابها الصحيح وانتزاع الحق من الذين يسيرون في الدهاليز المظلمة للبحث عن المكاسب الضيقة .. وإنطلاقاً من معرفتنا التامة بضميركم اليقض وإيمانكم الصميم بأن مرحلة النهوض العلمي، لايمكن أن تستمر إلاً بالقرارات المهنية الشجاعة التي تديم زخم المعارف العلمية لرفد المؤسسة البحثية والمعرفية بالطاقات الشبابية المبدعة والتدريسية المحترفة وترقى بمستوى التعليم العالي العراقي .
ونختتم قائلين، عندما يتحول الانسان من التفكير بمصلحة الوطن والدين والمجتمع إلى التفكير بالمصلحة الذاتية والفئوية والحزبية، فأنه بهذا يكون عبارة عن أداة هدم سواء للدين أو الوطن وليس أداة للبناء….. كلنا أمل بثني القائمين على الأمر في الوزارة للعدول عن هذا القرار الذي لاينسجم مع متطلبات المرحلة الراهنة وضرورات الإصلاحات التي تنتهجها الحكومة في الوقت الحاضر … ومن الله التوفيق