ودعت الأقدار أحد زملاء العمر ، من نخب الدولة العراقية في أيام عزها وزهوها المليء بالمفاخر والوطنية وكل قيم الخير والفضيلة، هو الدكتور حبيب فارس ، عبر عشرة عمر إستمرت أكثر من أربعين عاما !!
كان الدكتور المرحوم حبيب فارس (أبو أحمد) ، أحد الكوادر العراقية في فترة السبعينات من يمتلك الرغبة والمثابرة لنيل شهادات عليا ، حتى حصل لاحقا على شهادتي الماجستير والدكتوراه في إختصاص الجيبولتك وحروب المياه، ونال شهادة الدكتوراه من الولايات المتحدة في التسعينات كما أظن!!
دخلنا دورة الحرب النفسية ، سوية عام 1979 وكان معنا الدكتور خالد عبد الرحمن ، وكان خريج جامعة بغداد وأنا من قسم الإعلام بكلية الاداب والدكتور حبيب فارس خريج أحد المعاهد التربوية .. دخلنا في دورة الحرب النفسية لنيل شهادة الدبلوم في إختصاص الحرب النفسية مع كوكبة متقدمة من خيرة ضباط وزارة الدفاع والأجهزة الأمنية والإستخبارية ، يمثلون 40 ضابطا رفيعا من مختلف الإختصاصات والصنوف العسكرية ، وكانت مشاركة تعد من أفضل دورات العمر التي دخلناها على الإطلاق من مجموع مايقرب من 25 دورة متقدمة ولغات في مختلف التخصصات ، وزدوتنا تلك الدورة التي تعد الأولى لكوادر الدولة العراقية ، زودتنا بخبرات ومعارف متقدمة في ميادين وعلوم الحرب النفسية وعلم النفس الاجتماعي وتحليل الشخصية ونظم الإحصاء والبحوث وكيفية مواجهة حملات الحرب النفسية ، وتقدمنا ببحوث متقدمة قبل تخرجنا منها وقبلها، وكان بحثي في مجال تسريب الاخبار والحرب النفسية ، الذي نال ثناء وتقدير الأساتذة الأجلاء في الجامعة المستنصرية عامي 1979 – 1980، التي رعت هذه الدورة التي شارك فيها قادة ميدانيون من كل صنوف الجيش وأجهزة الأمن ، وكان المرحوم ابو أحمد أحد من شاركنا في تلك الدورة المتقدمة!!
ومن دواعي فخرنا بالرجل أن ننعاه زميلنا ورفيق دربنا في يوم وفاته ..ونبرز فضائله وعطاءه العلمي لخدمة بلده العراق ونهضته وتقدمه، أؤلئك الرجال الميامين ، الذين كتبوا في سفرهم مايعلي شأن بلدهم الى علياء السماء!!
رحم الله الدكتور حبيب فارس ( أبو أحمد) ، الذي رحل الى دار القرار ، وودعنا ، بعد إن كان أحد أساتذة كلية المأمون في السنوات الأخيرة من عمره ، وكان المرحوم صديقا وأخا عزيزا وأخلاقا قل نظيرها ، ودعاؤنا الى الباري عز وجل أن يسكن الفقيد فسيح جناته ويلهم أهله وذويه وكل زملائه الصبر والسلوان ..إنه نعم المولى ونعم النصير..