الدبلوماسية في المفهوم العام تعني مجموعة القواعد والمفاهيم والإجراءات والمراسم والأعراف التي تنظم العلاقات بين الدول والمنظمات لخدمة المصالح العليا للبلدان , ويمكن القول أنها أيضا تعني الدلالة على النهج السياسي والدهاء والكياسة واللباقة ومن هذا التوصيف المقتضب والدلالة المختصرة يمكننا القول بأن الدبلوماسية هي الذود عن شرف الوطن والسهر على تنمية الوعي الدولي من أجل خدمة قضايا العراق العادلة والمحقة , وما يشهده عراقنا الحبيب في هذه المرحلة القاسية والصعبة يتطلب إدراة دبلوماسية ناجحة تسعى الى تحقيق أهدافه السياسية الخارجية والتأثير على الدول والجماعات بهدف إستمالتها وكسب تأييدها وإقناعها بطرق وأساليب شتى من أجل العراق أرضاً وشعباً , وكما أعتقد فأن الفرصة متاحة الآن
ولا سيما في ما نأمله ونتوقعه من التشكيلة الوزراية الجديدة والتي يقودها السيد رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي والذي يسعى بكل جهده وطاقته للتعاون مع الجميع من أجل التغير والإصلاح , وهذا ما تؤيده وتأكده المرجعية الدينية المخلصة والتي باركت هذا التوجه ومعها العالم أجمع حيث لم يَشهد تاريخ العراق السياسي إجماعاً منقطع النظير للترحيب والتأييد بمثل ما حصل لهذا تشكيل الوزاري الحكومي الجديد , ومن هنا يتطلب الأمر الإرتقاء بمستوى المسؤولية الوطنية لكافة الأطراف لتوحيد صفوفها ومواقفها في المساعدة والدعم لتوجهات الحكومة العراقية الجديدة , والتي يأمل منها الشعب العراقي خيراً وينتظر منها الكثير ., ووزارة الخارجية العراقية الحالية خيرُ مثالٍ لهذا التوجه المتمثل بشخص مهندس دبلوماسيتها الدكتور الجعفري الذي بدأ خطواته الواثقة الأولى في كسر طوق العزلة الخانق والمفروضة على العراق بعد أن تعرض العراق إلى الإرهاب الأسود بشكله المدمر والخطير, فحاولت الدبلوماسية العراقية الجديدة إلى إستعادة مكانة العراق الطبيعة على الصعيد العربي والعالمي وسعت إلى أعادة تنشيط منظومتها الهيكلية والمركزية والخارجية بصورة تكفل أفضل الأساليب لحماية المصالح الوطنية والجيوستراتيجية والاقتصادية , وبفترة قياسية قصيرة مما دفع الخبراء في هذا الشأن أن يدلوا بشهاداتهم على أن الدبلوماسية العراقية تتعامل بحنكة و خبرة ودارية وإمكانية واضحة في معالجة أغلب قضايا العراق وفي كافة المحافل الدولية لضمان المساهمة في تعزيز السلم في المنطقة والعالم , وهذا الأداء الدبلوماسي الجديد يستطيع اي متابع منصفٍ أن يتلمسه من خلال النتائج التي ادت الى كسب التضامن والتعاطف مع العراق من قبل بلدان اسيا وافريقيا واوربا وامريكا اللاتينية وهذا دليل إضافي آخر على ما تقوم به الدبلوماسية العراقية من نجاحات , ولكنَّ البعض ممن لا يروق لهم هذا النجاح المتصاعد والتحرك الناجز راحوا يتصيدون في الماء العكر وساءَ ما يفعلون , وهذا ليس بغريبٍ على أصحاب الفكر الإلتقاطي , والذيشن لا همَّ لهم سوى إملاء الفراغات المترهلة في الصحف والمجلات , و لا عتب عليهم مطلقاً وإنما العتب كل العتب على من كان يشاركنا العمل الجهادي والوطني في كافة الميادين والساحات وكنا نحن كاتب السطور ود .حيدر العبادي و د. الجعفري والاستاذ غالب الشابندر من مدرسة واحدة
, عموما سوف لن أسرد تاريخ هذا العمل المشترك الآن وإنما أدعه الى وقت آخر , وسأكتفي الآن بالاشارة فقط لما كتبه الأستاذ العزيز غالب الشابندر قبل فترة وجيزة موجها رسالته الى السيد الجعفري حيث يقول فيها :
سيدي رئيس وزراء العراق السابق ابراهيم الأشيقر الجعفري لم أكن أوجه لك هذه الرسالة العاجلة إلا لإيماني بأنك أهلا لها، ولأنك تسمع لمن يناديك ويحاورك ويطرح عليك، لانك تنتمي إلى أرومة الفكر
قبل أن تنتمي إلى أرومة السياسية،ولأنك تنظر إلى مصلحة العراق قبل مصلحة الاحزاب والشخصيات والجمعيات والاسر والعشائر، وتنطلق في ذلك من إيمان عميق بالاسلام والوطنية والشعب، وقبل هذا وذاك، لأنك تؤمن بالضمير الحي، المشبَّع بحب الله ورسوله وأهل بيته وأصحابه المنتجبين، وإني لعلى يقين أنك وفي لدماء الشهداء، وهذه التراث النضالي الذي سطره شعبنا من أجل الحرية والكرامة والعزة …
وهذا رابط المقال
http://almothaqaf.com/jupgrade/index.php/maqal/41614.html
وهذه مصداقية غالب الشابندر الحقيقية وهذا معدنه الأصيل وضميره الحي الناطق ,, ولكن للأسف الشديد نراها هذه الايام قد شنَّ أقسى هجمة شرسة وغير مبررة على الدبلوماسية العراقية ودون مراعاة للظروف التي يعيشها العراق , وكم كنت اتمنى ان يكون للعزيز الشابندر نفس الموقف من الدبلوماسية العراقية أبان فترة السيد الزيباري وزير الخارجية العراقية السابق ,, ولكن لم نقرأ ولم نسمع بأنه تفوّه ولو بكلمة واحدة عن العمل الدبلوماسي عن تلك الفترة ,
ومن هنا نتساءل ونسأل الأستاذ الشابندر .. لماذا التزمت الصمت أنذاك ولم تنبس ببنت شفه بينما الآن نجدك تـُسهب بالحديث عنها وبمناسبة ودون مناسبة .. ؟ ويا ترى لمصلحة مَنْ الإثارة والتشويش ؟ ونتساءل ايضاً .. ما هي المعايير والاسس التي تستند إليها أو تقيس بها ؟ . أليس من الأجدى والأنفع أن تكون وجهات نظرك التي تؤمن بها وتعتقد بصحتها أن تتوجه بها مباشرة إلى الجهات المسؤولة في الخارجية العراقية , وأخيراً يا صاحبي أليس حكومتنا الجديدة بحاجة إلى الدعم والمساندة من كل أبناء العراق وهذا ليس تكليف وإنما واجبٌ وطني شريف , وكما تعلم ويعلم الجميع بأن الحكومة الجديدة ما تزال فتية وتحتاج إلى فترة زمنية حتى يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود , فالعراق كل العراق بأمس الحاجة لأي جهد وعمل وطني مهما كان صغيراً من أجل ضمان حقوق الشعب كل الشعب من المحرومين والعاطلين عن العمل والفقراء , لذلك نأمل من الأستاذ الشابندر أن يُدرك وهو المُدرك والواعي لما يُحيط بالعراق من بلاء ومخاطر أن يكون عوناً وسنداً مع أبناء شعبة كما عرفناه مخلصاً وترابياً , وأتمنى من العلي القدير له التوفيق والسداد
وأتضرع للباري عزوجل أن يحفظ العراق أرضا وشعبا .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .