13 أبريل، 2024 7:48 ص
Search
Close this search box.

الدكتاتوريات المتعاقبة والويلات المتواكبة!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبل عصر الإنقلابات الدامية الذي بدأ في أواخر العقد السادس من القرن العشرين , كانت دولة العراق تعيش في نظام ديمقراطي برلماني محكوم بدستور دائم ومعاصر وقوانين واضحة , ونظام حكم متصل به ومعبر عن إرادته.
وبعد فاجعة القضاء على الدستورالدائم , دخلت البلاد في متوالية هندسية إستبدادية طغيانية , ترفع رايات الدكتاتورية والفردية المدمرة للذات الإجتماعية والهوية , بعد أن ميّعت قيمة المواطنة ومعنى الوطن والوطنية.

وقد بدأت نواعير الويلات المأساوية بالدكتاتورية العسكرية , التي إنتهت في الشهر السابع من أواخر العقد السابع من القرن العشرين.

وتلك الدكتاتورية العسكرية وضعت الحجر الأساس لمسيرات الحكم بالدم , فتداعى المجتمع في منحدرات التباغض والتقاتل والإنتقام , وفقا لمسميات وتحزبات وفئويات وآليات فتاكة يتم الإعداد لها بإتقان.

وبعدها إنطلقت الدكتاتورية الحزبية , ونظام الحزب الواحد , التي بلغت ذروتها وإنتهت إلى ما آلت إليه في الشهر الرابع من السنة الثالثة للقرن الحادي والعشرين.

وبدأت مرحلة الدكتاتورية المؤدينة , التي فاقت بسلوكها جميع الدكتاتوريات , فقتلت ودمرت وخربت ما لم تستطع فعله سابقاتها.

فهي التي وظفت الفساد والطائفية والمذهبية والمناطقية ورفعت رايات التحاصص , وحولت المجتمع إلى كينونات متناحرة وأطياف متنافرة , وتبعيات مختلفة وتفاخر بالخيانات والولاءات للقوى الأجنبية , ونكران واضح للوطن والوطنية وحقوق المواطنة.

ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم تتقنع هذه الدكتاتورية بالديمقراطية , وما هي إلا وسيلة نفاقية للسلب والنهب والفتك بالبلاد والعباد , والإجهاز على الدين بإسم الدين .
وفي هذا تتوطن الويلات الجسام , والتداعيات الرهيبة العظام.

وما يبدو للمتأمل الحصيف أن جميع تلك المراحل متشابهة وإن تنوعت مسمياتها , لكن آليات حكمها واحدة ما تغيرت.
فلا جديد في نظام الحكم لأنه لا يمت إلى مصالح الوطن والمواطنين بصلة , وإنما هو لتحقيق مصالح الآخرين مما يؤكد أن البلاد محكومة بهم منذ أول إنقلاب وحتى اليوم.

فهل من نظام حكم رشيد يرأف بالبلاد والعباد ويرسم معالم طريق سعيد؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب