نظرية _استحمار
.. الدكان العراقي في السبعينيات هو دكان الاحرار هو دكان العراقيين .. دكان كل العراق .. مبروك من كان لديه دكان في المحلة ولكل دكان سجل يعشقه الزبائن لان فيه اسماءهم وديونهم الصغيرة … هذا الدكان الصغير المعطر بروائح الشاي الاصلي ورز نعيمة والصوابين العراقية .. جمال وعطور وصحة هو بمثابة جمعية استهلاكية .. وكان العراقيون يشترون بافلاس ..كان الخمسين فلس والمئة فلس لها قيمتها وبركتها و غالبا ما يستعين ابو الدكان بزوجته فتكون المشاركة الاجتماعية بين ابو وام فلان اصحاب الدكان علاقة مركزية ومحورية من نوع خاص باهل المحلة بتبادل الطرائف ..واهم ما في المشهد انك تمد بصرك على رفوف الدكان تجد كل شيء عراقي .. اللبن الروبة ام الكشوة الصفرة روبة عراقية تصنع داخل المدينة لا يضاهي نكهتها وطعمها طعم حتى بالدانمارك .. العصائر والشرابت عراقية .. الشعرية المعكرونة .البطاريات المصابيح . الدهن الراعي والزبيدة.حتى الببسي والميرندا والشابي والتراوبي والسينالكوعراقية . كان العراق يخوف لان القوة اقتصادية كل ما تدفع لتشتريه هو عراقي يذهب الى صاحب منتج عراقي ..حتى ابو القماش هم تشتري منه البازة العراقية والبوبلين والديولين والكريشة والسيرة العراقية .. كل شيء في السوق ينادي العراق .. الان وبعد نصف قرن من الزمان صار ذلك الدكان تراثا ورفا في دكان الذاكرة لتشهد مدننا بناء مولات ضخمة ..كل مول بكد محلتنة .. لكنه مول مؤسف .. لانه لايوجد في هذا المول شيئا عراقيا واحدا نشتريه .. اشعر بنا ونحن العراقيين الذين نجوب هذه المولات عبارة عن عبيد .. عبيد لوزارة التجارة التركية ووزارة التجارة الايرانية ووزارة التجارة السعودية .. لقد اطبقت جميع دول جوار العراق اسواقها على العراقيين .. وبات العراقيين بلا سوق .. باتو عبيدا في اسواق اجنبية داخل مدنهم يدفعون الاموال لتنتعش وتسعد دول الجوار العراقي من تعب وكد العراقيين .. هذا الازدهار لاسواق دول الجوار في الداخل العراقي اوجد استعمار جديد للعراق .. لان العراقي اليوم يكد ويتعب ويحطهن بحلك شعوب دول الجوار .. في اكثر مشاهد الاستحمار الماسوف عليها .. يعني انت لو تجيب من تصفهم باعداء العراق ميوصلونه لهاي النتيجة .. لانه قوة البلد من فوة اقتصاده .. تريد تنهي بلد حطم اقتصاده .. لا وفوك هذا الدك .. تسمع هذا خامط له 6 مليارات . وهذا خامط له 10 مليارات .