الشعب العراقي اكثر شعوب العالم من ناحية طيبة قلوبهم وقد اعطاهم الله من نعمه الكثيرة نعمة الصبر وهذه الصفة فاقت الحدود البشرية الدنيوية وخاصة في ظرفنا الراهن عندما ترى مواطن يراجع دائرة حكومية ويقف اكثر من ستة ساعات من اجل معاملة يستغرق انجازها خمسة دقائق ونحن نعيش عصر السرعة والتطور الالكتروني.وفي نهاية الامر وبعد هذا الانتظار يبلغه الموظف بلغة الواثق من نفسه من بعثك الى هنا ويجيب المواطن المسكين وقد ارهقه التعب الموظف الفلاني.. وفي الاخير يظهر الامر مجرد قضاء وقت وصرف اوراق لاداعي لها مثل تصوير المستمسكات وغيرها..
فصبرا ايها العراقيين فسيجزيكم الله خيرا على صبركم.
ولتكملة مقالتي اخص بالذكر اهالي محافظة نينوى اعانكم الله على ماانتم فيه من حيف وضيم من خلال تكرار المعاملة البسيطة وقضاء ايام من الصيف اللهاب لانجازها.. واين ماذهب المواطن الموصلي فهو مطالب بالمربع الذهبي كما يسمونه ولكنه في الحقيقة مربع الشر والازعاج المتكرر. فأي ذهبي هذا الذي تسحب منه نسخ عديدة في كل معاملاتك…
المشكلة الثانية والرئيسية هي تأييد المختار فبطاقة السكن ليس لها دور ابدا وخاصة بعد عمليات التحرير.وخاصة معاملات الشهداء والجرحى من جراء العمليات العسكريه سواء كانو مدنيين او منتسبين للقوات المسلحة فالروتين يطبق بكل مفرداته على معاملاتهم .ومازالت عوائلهم تراجع وقد اتعبها قلة المصروف اضافة الى هدر الوقت.اليس المفروض ان تكون هناك بناية واحدة في كل محافظة تجمع موظفين عن كل الدوائر ذات الصلة وفيها قاعات للجلوس مجهزة من كل وسائل الراحة لهؤلاء الذين ضحو باغلى مايملكون فالجود بالنفس اسمى غاية الجودي…
اننا اليوم امام امتحان صعب نتيجته اثبات المواطن العراقي تحمله على متغيرات الجو وتقلباته المناخية من خلال هذه المراجعات المتكررة الى دوائر الدولة…
فهنيئاً للصابرين الذين اذا مسهم الضر قالو لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم….
نعم انها لحظات وربما دقائق تنتظر انجاز معاملتك لتذهب بها الى دائرة حكومية اخرى تنتظرك ساعات وربما ايام أخرى لانجازها.. كل هذا الروتين يأتي مقابله فراغ وقت المسؤول وشعوره بالملل من عدم ممارسة اي عمل سوى البروتكولات الرسمية طريقة نظام المأكل والمشرب. والتفكير في السفر الى الخارج…
ومازال مواطننا المسكين يعيش دقائقه القاتلة لانجاز معاملته..ومازالت ام الشهيد تطالب بانجاز معاملة ابنها لكي تحصل على راتب تقاعدي يحميها من غدر الزمان..