عندما كنا نقول الكثير عن التفاهمات الامريكية – الايرانية في عهد الملالي كان البعض يستهجن ذلك بالقول ان نظام الملالي يعادي امريكا ويصفها بالشيطان الاكبر .والبعض من جوقة الممانعة كانوا يعولون على الملالي كثيرا في تحرير فلسطين , رغم ان كل ما فعلته اير ان الملالي هو فتح سفارة لفلسطين في مقر السفارة الصهيونية . ومن التسريبات التي ظهرت مؤخرا ” ان المرحوم ياسر عرفات كان من اوائل الذين زاروا ايران الخميني , وعندما اراد ان يتكلم مع خميني باللغة العربية رفض رغم انه يجيدها وهي لغة القران الكريم .
وقد ظهر مؤخرا العديد من التصريحات والخطب من الجانب الامريكي تبين مقدار التعاون السري بين ايران الملالي وبين الادارة الامريكية , فنظام الملالي حقق ما لم تستطع الادارة الامريكية ومعها الكيان الصهيوني ان يحققوه طيلة العقود الماضية , الهدف الامريكي – الصهيوني هو استكمال الشرق الاوسط الكبير , اي استكمال اتفاقية سايكس – بيكو 1916 , بتقسيم الاقطار العربية وتشطيرها الى كيانات فسيفسائية يسهل السيطرة عليها , وتظل تابعة للقوى الاقليمية الكبيرة في المنطقة وهي الكيان الصهيوني وتركيا وايران .
لقد بدأت الولايات المتحدة مخطط التقسيم باحتلال العراق بدعاوى كاذبة نسجتها المخيلة الامريكية المريضة زمن حكم بوش الابن . وكان القرار الاول هو حل الجيش العراقي الذي كان يشكل الخطر الاول على الصهاينة , ومركز الصد في البوابة الشرقية للوطن العربي بوجه الاحلام التوسعية لنظام الملالي على حساب العرب .الطرفان يلتقيان في العداء للعرب وبالذات العرب السنة لان الطرفين يضمران العداء لهم . ولا يتورعان عن ارتكاب المجازر ضدهم وتدمير مدنهم فوق رؤسهم وارجاعهم عشرات السنين الى الوراء , وهو ما وعد به وزير خارجية الولايات المتحدة الاسبق جيمس بيكرمن قبل .الطرفان يطمعان في السيطرة على الثروات العربية وعلى المواقع الاستراتيجية البحرية والبرية التي تخدم مصالحهما , ولذلك يتقاسمان الادوار في سوريه والعراق .وهذا التلاقي يصب في صالح الكيان الصهيوني الذي يقيم علاقات جيدة مع ملالي ايران من خلال الحاخامات الايرانيين الذين يسيطرون على مصالح اقتصادية كبيره في ايران . وبفعل المال اليهودي فقد استغل الصهاينة اوضاع العراق المأساوية وقام بنشر جواسياسه في انحاء العراق اضافة الى تأسيس الشركات التي تسعى الى شراء الاراضي وخاصة في الشمال والجنوب , ومحو تراث الدولة البابلية التي قامت بالاسر البابلي المشهور , واول عمل قامت به السلطة العراقية الطائفية التابعة الى الملالي هو الغاء تسمية بابل عن المحافظة التي تحمل هذا الاسم تخليدا لتلك الدولة التي اسست القانون الانساني من خلال مسلة حمورابي المعروفه .
المخطط لم يعد سرا بل بات الامريكان يتكلمون عنه صراحة وبلا خوف ,هو تقسيم العراق وسوريه , ولم يبقى الا الاتفاق على التفاصيل ليأخذ كل طرف دولي واقليمي حصته .
والمخطط لم يكتمل بعد فكما يتحدث الملالي عن اطماعهم في احتلال الحرمين الشريفين في مكه والمدينه , ويسعون الى الاخلال بامن المملكة العربية السعوديه , فان الولايات المتحدة كشرت عن انيابها واستغنت عن المنطق الدبلوماسي , فهذا المرشح الجمهوري المهوس ترامب يستهين بدول الخليج ويتكلم بكل وقاحة عن نيته احتلال النفط العربي .
كما ان اوباما يودع ولايته باقذر النوايا وكشف عن وجهه الحقيقي الذي استخدم التورية والباطنية طيلة فترة حكمه لثمان سنوات , فهاهو يعلن انه حارب العرب السنة وسوف يحاربهم بالتعاون مع ملالي ايران , ويعترف ان الملالي واتباعهم ليسوا مسلمين . وعليه وبما ان الاسلام هو الارهاب بنظره فلا ضير في التعاون مع الملالي ضد الاسلام ” الارهابي ” .
ولما كانت السعودية هي المشرفة على الاماكن المقدسة لدى المسلمين فلا بد من غزوها وتقسيمها , واحتلال مكة والمدينة . وقد بدأت ادارة اوباما هذا المخطط العدواني باصدار قانون جاستا الذي يفقد دول العالم حصانتها واستقلالها , وهنا يظهر عجز الامم المتحدة وامينها العام المنتهية ولايته بان كي مون عن الدفاع عن هوية الدول وعن سيادتها كما نص على ذلك ميثاقها . وما فيتو اوباما الا لذر الرماد في العيون اذ كان ضمن الجوقة في الكونغرس الذين شرعوا القانون الانتقامي .
اليوم كل الامة في خطر وليس السعودية فحسب , ولايجوز العودة الى الماضي وفتح الحسابات القديمة ولوم السعودية على ما مضى من باب التشفي . والدفاع عن السعودية هو دفاع عن وجود الامة وعن حرية شعوبها بما في ذلك الشعوب الايرانية المظلومة والمكافحة من اجل استعادة الحرية للمظلومين.
[email protected]