الفقير في العراق، لا ناصر له ولا معين ،رغم ان كل المسؤولين يزعمون انهم ماجاؤا الا لنصرته ورفع الظلم عنه.لكن تأْْتي الافعال دائما مناقضة للأقوال.ولو كان على هذا لسكتنا ،لكن أ دعيا نصرة الفقير غالبا ما ينقلبون عليه لينصروا الظالم .والامثلة على ذلك كثيرة ولا تحصى ..واليكم واحدة منها:بعد سقوط النظام السابق نهبت واحرقت دوائر الدولة واستبيحت ممتلكاتها.فغنم الكبار كبارها ولم يحصل الصعغار الا على الفتاتبل وقليل القليل منه.ولكن من بين غنائم الصغار ( الفقراء ) خرائب كانت في يوم ما دوائر حكومية. فبنوا فوقها من حجر وطين بيوتا ليسكنوها .غير ان كبار اللصوص الذين اختطفوا السلطة ،هم الذين استولوا على القصور الرئاسية وفلل المسؤولين السابقن، وقداستكثرور على الفقراء هذا الفتات وحسدوهم عليه،والانكى من ذلك عملوا على طردهم من خرائب اقام الفقراء عليها سقوفا متهالكة ليناموا واطفالهم تحتها، لا يعرفون متى تسقط فوق رؤوسهم.
قبل شهور تذكرت وزارة الدفاع ان لها مبان كانت تشغلها المطابع العسكرية سابقاً ، فأوعزت الى جنودها باسترداد ما اخذ بالقوة،والحق يقال انها (الدفاع ) لا تنام على ضيم والشواهد اكثر من ان تحصى ! وبالقوة هددت 55عائلة فقيرة كانت قد بنت اكواخً لها فوق ما تبقى من خرائب المطابع العسكرية التابعة للدفاع .فقابلت العوائل الفقيرة غارات الدفاع هذه برفض الاخلاء اضافة الى الغضبة الاعلامية التي اجبرت الدفاع على التراجع ,لكنها لجأت الى القضاء واقامت دعاوى امام المحاكم على كل عائلة .وما تزال المحاكمات جارية، وقد حكمت باخلاء بعض البيوت .ولكن الغريب ان البيوت التي اخليت واعيدت الى وازرة الدفاع ،قد دخل طرف ثالث وبدأيبني على انقاضها مخازن وقاعات قيل انها عائدة الى كلية الهندسة المجاورة للقطعة محل النزاع المرقمة (324 بتاوين ـ قرب باب المعظم ـ ).وقد تم طرد تهجير عدة عوائل من بيوتها ، لتستولي كلية الهندسة على ارض تدعي وزارة الدفاع ملكيتها ثم لتهبها الى وزارة التعليم العالي !! اما البيوت الاخرى والتي هي في طور النزاع القضائي، فقد تبيّن ان وزارة الدفاع لا تنوي بناء مطابع عسكرية فوقها ،بل ستقوم ببناء كراجات بدلا عنها!!.ولعل المفاجأة الكبرى هي ان ملكية قطعة الارض المرقمة324 تعود ملكيتها الى وزارة المالية (دائرة عقارات الدولة) وان وزارة الدفاع قد استولت عليها تجاوزا في عام 1976 وبنت عليها مطابعها العسكرية انذاك !!! الان والحال هذه, لم تبق الا ايام قليلة ليهجر فقراء من بيوت بنوها بعد ان باعوا كل ما يملكون .فاين يذهبون ؟ وعند من يشتكون ؟واذاما علمنا ان الكثير من ابناء هذه العوائل المهددة بالتهجير ما زالوا ضمن قوات الحشد الشعبي، يدافعون عن تراب الوطن ويبذلون ارواحهم من اجله …فهل تجازيهم وزارة الدفاع بالتهجير؟.الم يسمعوا ويعوا الاّية الكريمة ( وما جزاء الاحسان الا الاحسان )