جميع القادة الذين ” صدّوا عن سبيل الله ويبغونها عوجآ وهم بالآخرة كافرون الاعراف ” , وقفوا لاهثين برؤوس صاغرة وآذان صاغية امام وريث هرتزل الدنس الأديم , دونالد ترامب وهو يصافحهم بطرفِ منخريه وتحت لمعان ضوءه الأخضر كالعبيد يقرون له بالذلّة , ومن هرول مسرعا وشمّر عباءته وجلابته ودعا الى التطبيع من بعدهم مخافة ان يطويه الدهر وهو ظالم , هم انفسهم صنّاع الإرهاب والتشجيع على القيام بالمؤامرات والدسائس في كل انحاء العالم .
ويليهم بالرتبة وبالقرابة في سلّم تصنيف الأحياء , المجرمون والعملاء واللصوص والمنحرفين . هؤلاء جميعآ يشتركون بصفة السفاهة , التي يصفها العالم ابو بكر محمد الجرجاني بأنها نقص بالعقل وخفّة تعرض للإنسان من الفرح أوالغضب فتحمله على العمل بخلاف منطق العقل ومايوجبه الدين .
والرأي الأول لسبب ذلك السفه يوعزه العقلاء الى , إما ان يكون وراثيآ أو مكتسبآ, أي في طريقة تربية هؤلاء التي لم تأت بالتلمذة على ايدي كبار العلماء الذين انجبتهم العرب , بل على ايدي سفهاء مثلهم , إذ لو تأملتهم عن كثب لرأيتهم في كل مايقولون لايستشهدون بالآيات القرآنية التي تشجب أفعالهم بل يختارون الآيات التي لاتمسهم بسوء , وكذلك لا يستشهدون بآراء الأقدمين من الفقهاء سواء بالدين أو العلم أوالأدب , لذلك تأتي افعالهم ناقصة بالعقل والمنطق ومنجذبة للغرائز الدونية .
ولم نسمع على سبيل المثال عمن جاء بدلوه الى دونالد ترامب ليسقيه بالسر خمرا وبالذل جهرا انه قد تتلمذ على يد اساتذه يشهد لهم بالعلم والأخلاق والدين , وأن لهم من ناحية اخرى خطابات سياسية او أدبية نستدل منها على مناهل علمه وثقافته الشخصية . لذلك يتساوى هؤلاء مع فئة المجرمين واللصوص والعملاء والمنحرفين , الذين نستدل من سلوكهم الإجرامي أنهم لم يخالطوا اهل العلم والعلماء وإبتعادهم عن الدين والأخلاق فأنقادوا الى السفاهة بالأفعال والأعمال .
هؤلاء يشتركون بصفة واحدة فحسب هي حمرة الدم بحسب رأي أرسطو , اما الصفة الثانية فهي النوع , إذ انهم يتشابهون بالشكل والقدرة على إنجاب السفهاء والمجرمين بالتزاوج مع افراد خصبة بهذه الصفة مثلهم .
ولو تأملنا أمر أي أبٍ مصَمّت وعقيم بالسلوك من صفات العلم والأخلاق والدين , فإنه حتما يفتقر للمسؤولية الثقافية والأخلاقية التي تؤهله على التحدّب في تربية ابنائه وإن كان قائدآ يتحكم بأحوال رعيته , لذلك لن يستطيع ان ينقل اليهم تراثه الثقافي بشكل نقي وبالنهاية لن يرى في كف افعال أبنائه ايِّ صفة من هذه الصفات لأنه لم يتحلَّ بها .
وهل يرى القاريء ان البغال والنِغال العقيمة والمعتلّة بايولوجيآ لها القدرة على الإنجاب ؟!
الجواب بالطبع لا . لأن فاقد الشيء لايعطيه حتى ولو بالطفرات الوراثية . ولو اوقفنا جميع القادة الذين وقفوا امام ترامب قبل أن يركبوا في فُلك التطبيع الصهيوني كسائر الأولين ونسألهم عن الداعي الذي جعلهم يلهثون للجلوس خلف المجاذيف مع العدو الصهيوني :
هل كان تهديدآ من اسرائيل ؟ كلا
هل كانت تبتغي حمايتكم وممن ؟ كلا
هل جاءكم طوفان الشدة وضيق العيش ؟ كلا
هل تثقون بأسرائيل ؟ والله سبحانه لايثق بهم وهو القائل : ” يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق ” .
اليس العاقل من يقول كلا ؟
اليست اسرائيل من دأبت وفي كل يوم بصهاينتها اليهود على تكذيب الدين والتحريض على محاربة المسلمين ؟ اليسوا هم من يحرّضون على الإساءة للنبيص من خلال الدعم الأعلامي الصهيوني في امريكا واوربا ؟
فكيف تعرضون لهم المودة وقد خصّهم الله بآياته : ” لا تجد قومآ يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم ” .
الستم انتم الرُّويبضة الذين ذكرهم جابر بن عبد الله حين قال : أن النبيص قال لكعب بن عجرة : ” أعاذك الله من إمارة السفهاء . قال : وما إمارة السُّفهاء ؟ قال : أمراء يكونون بعدي لا يقتدون بهديي , ولا يستنون بسنتي , فمن صدّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم , ولا يردوا على حوضي , ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم , وسيردوا على حوضي ” .
وعن أحد رواة احاديث النبيص قال : قال رسول الله (ص) : ” إنها ستأتي على الناس سنون خدّاعة , يُصدّق فيها الكاذب , ويكذّب فيها الصّادق , ويؤتمن فيها الخائن , ويخوَّن فيها الأمين , وينطق فيها الرّوُيبضة . فقيل : وما الرُّويبضة يارسول الله ؟ قال : السفيه يتكلم في أمر العامة “.
فأين انتم من دين الله ورسوله ويقودكم هذه المرة الأفندي المغربي الذليل ناصر بوريطة الى دعوته الكاذبة الى الشراكة ؟ أي شراكة ايها الدجالون ؟ أبقتل فلسطين ؟ لِمَ لاتخجلوا من الله إن لم تخجلوا من كذبكم امام شعوبكم؟ وأين حججكم الحقيقية وراء الركوب في فُلك التطبيع غير الذلّ والزلفى من اهل النار ؟ أين مكافآت التطبيع ؟ اين الأمن الموعود والطائرات ف-35 , والصحراء المغربية ؟
ولكن من به عقم بالدين والاخلاق لاشك ينساب كالثعبان الى السوءات بلا حياء ولا شك يكون بأهله قاطعآ وعاقّآ للرحم والمودّة . فبالكذب والزور وقف السفهاء بغرور واستعلاء بملابسهم الفخمة وصدورهم الضخمة ورؤوسهم الخاوية امام الملأ مرغمين صاغرين لدهاقنة الصهاينة , بالقاء اللوم على القيادة الفلسطينية فعابوا عليهم ابتعادهم عن ايجاد فرص للسلام مع العدو ولولا حبهم لفلسطين وخوفهم من شبح ضم اراضيهم الى اسرائيل لم تخطُ اقدامهم لمصافحة اليهود ,
وهم في هذا الكذب يكتمون نقض العهد لله ورسوله , فبدلوا اياته التي تلعنهم بايات اخرى تظهرهم باحسن خلق أمامه , كما ابدلوا دموع الفلسطينيون الى دم على مكرهم وخداعهم ومتاجرتهم بالقضية الفلسطينية التي هي قضية الله . فما اقبح نباح سفاهتهم وغرورهم وما اقبح حبهم الذي طعنوا به ظهر شعب عظيم بصبره وما اقبح قادة يمتّعون سمعهم بأكاذيبهم وهم يصافحون الصهاينة اعداء الله طمعآ بودّهم الذي لاشك سيعضّون عليه بنان الندم حين يعقبه الصد والنكث لامحالة وهذا ماجبلت عليه الصهيونية العنصرية .
أما الرأي الثاني الذي يبدو للبعض غريبآ , وهو ان القادة السفهاء ليسوا اقل اجرامآ من المجرمين , فهم انفسهم يصنعون الإرهاب , إذ أن المجرمين والعملاء واللصوص والمنحرفين في سلّم التصنيف الأحيائي يعتبرون معتلون من الناحية البايولوجية فيتأثرون جراء العوامل البيئية وتقلبات الظروف الأقتصادية وتضاؤل فرص العمل, ومن سوء حظهم أنهم نشأوا في ظل حكم هؤلاء السفهاء الخالي من الوازع الديني وهو الذي يشكل الوقود في ارتكاب جرائمهم , والسفهاء من الحكام الوارثين للسفه , هم انفسهم نتاج المجتمع الذي أنشأ المجرمين ولكن لحسن حظهم انهم امتلكوا المال والسيطرة على الشعوب بسبب ثروات بلدانهم التي اخضعوها لخدمة قوى الشر .
وما قيامهم بشن الحروب وصرف المليارات من الدولارات على الأسلحة والذخيرة وأجازوا قتل الشعوب بقرونهم الحيوانية إلا سفاهة وإرضاءً لأهلها وانعدام بالقدرة على ضبط الغرائز وتوجيهها نحو الفضيلة بما يتناسب مع ثقافة المجتمع ومرجعياته الدينية والثقافية والأمثلة على أسماء هؤلاء السفهاء الرعاديد سواء في الشرق أوالغرب تملأ الصفحات السود الملعونة من التأريخ وآخرها كبيرهم دونالد ترامب , الهتلري الغرائز الذي ركعوا امامه واتبعوه في غيِّه وكرهه للعرب والإسلام , وهو المرفوض من قبل 60% من الشعب الأمريكي والمتهم بالعنصرية والكراهية والفجور والأنانية والإرهاب , ورحم الله شاعرنا المتوكل الكوفي الليثي وهو يعظنا لنعوذ بالله من شرور هؤلاء :
لا تتبعْ سُبلَ السفاهة والخَنا إنَّ السَفِيه مُعنّفٌ مَشتومُ
وأخيرآ نقول باللهجة العراقية : الدنيا مو للمتعة عليها الشمس تطلع … ولا بالحيلة حبلها ايطول أو تتيسّر .
فلن تنال الرُّويبضة البرَّ او يروا مااخفوا على الناس وقد آزروا المكذبين بالدين في ظلمهم وطغيانهم , وياويلهم من الله وقد خانوا الصابرين الذين تمسكوا بدينه , وخذلوا رسوله والتابعين لقوله , وليتمتعوا بالغرور وذنبه الجزيل , وقد لعنهم الله , وهل من غرورهم نوال , وهل من في عقله علل يرى دون الاوجاع اوينطق بغير الفواحش والخلل ؟