18 ديسمبر، 2024 8:50 م

الدعوة الى حل البرلمان العراقي

الدعوة الى حل البرلمان العراقي

حالة الرعب والخوف والهلع والفزع بدأت تدب في أوساط كبار الشخصيات السياسية والقادة الجدد الكبير منهم والصغير في بغداد الجالسين في المنطقة الخضراء والمحافظات العراقية حتى الشمالية منها وعلى نقيض ما يشعر به المواطن الفقير المسكين في العراق الجديد بعد انسحاب السفارة الاميركية من العاصمة العراقية بغداد ونقلها مع عدد من السفارات الاخرى للدول العربية والاجنبية الى ( قاعدة عين الاسد ) أو النسبة الكبيرة منها ، لسببين لأنهم يعرفون أن حرب قادمة باتت وشيكة وعلى الأبواب ، الخوف من المصير الأسود الذي ينتظرهم وفي حال قيام المليشيات المسلحة في السيطرة على العاصمة العراقية بغداد ! بعد التهديد الكبير من قبل القوى الغربية بقيادة أمريكا اليوم ومن الممكن إن تحدث في العراق الجديد ثورة يمكن أن تضرم النار في جميع إنحاء البلاد تشمل جميع العراقيين ، أو يمكن أن العراق القادم يحكمه حكومة عراقية وطنية شريفة جديدة من جميع أطياف الشعب العراقي مرة أخرى تتولى محاسبتهم , وقد بدأنا نشاهد طلائع هؤلاء مع عوائلهم تتدفق إلى العواصم العربية وكردستان العراق والدول الأوروبية وخاصة هذه الأيام ، حيث أموالهم واستثماراتهم التي نهبوها من العراق وحيث عائلاتهم التي لم تغادر الدول والعواصم الأوربية والإيرانية أساسا لأنها لا تطيق العيش في العراق الجديد الذي لا يناسبها ولا توجد فيه الكماليات اللازمة للاستمتاع بالمليارات التي نهبت من ثروات أبناء الشعب العراقي في اكبر عملية فساد في تاريخ العراق القديم والجديد . وربما العالم بأسره . العراق يقف حاليا أمام مرحلة دموية من الفوضى والتصفيات الطائفية بسبب الفراغ الذي سيتركه هذا المستنقع الوسخ في بلد الرشيد ولعل أول من تنبأ بها احد القادة الأمنيين في هذا البلد , ويبدو ان المصطلح نفسه قد يستخدم بقوة في الأيام المقبلة ولكن مع بعض التعديلات ، فبدلاً من أيتام صدام سيروج مصطلح أيتام أمريكا وأيتام إيران الذين سيجدون أنفسهم وجها لوجه أمام الشعب العراقي الذي خدعوه ، ومارسوا أبشع عمليات التضليل لإقناعه بمشروعهم الدموي الثأري الطائفي ، حتى لو جاء هذا المشروع على حساب العراق ووحدته وهويته , عدد كبير من السياسيين العراقيين في حكومة العراق الجديد اعترفوا ، وبشكل موارب ، في المقابلات الصحافية والفضائيات ، وهو اعتراف نادر على إي حال ، بان النخبة العراقية الحاكمة فشلت في أقامة نظام سياسي مستقر يحقق طموحات الشعب العراقي بسبب خلافاتهم المذهبية والقومية والدينية والعشائرية الداخلية والشخصية المتفاقمة
( 17 ) عام ويزيد مرة على العراقيين بعد الاحتلال الغاشم والعراق الجديد دون حكومة وطنية عراقية تذكر رغم الوساطة والتدخلات الأمريكية التي لم تتوقف ، والبرلمان الذي تمخض عنها لم ينعقد اجتماع عراقي وطني يخرج بنتائج مرضية للشعب العراقي المسكين , ولا يلوح في الأفق إي مؤشر عن قرب التوصل إلى اتفاق غير مناقشة الأمور التي تهمهم وتهم أحزابهم فكيف يناقش البرلمان حقوق وقوانين التي تهم المواطنين , وعيش وشوف القوات الأمريكية انسحبت من بغداد والحبانية , وخلفت وراءها أيتامها من عناصر العملاء من المليشيات والعصابات ، ترى ماذا سيحدث لهؤلاء بعد رحيل كفيلهم الإيراني ، وباتوا مثل اللقطاء غير معروفي الأب ، فلا هم من أجهزة العراق الجديد ، ولا هم قوات مقاومة للاحتلال التي خانوها وتعاونوا مع الاحتلال ضدها , ولا هم من المواطنين العاديين المغلوبين على أمرهم ، ولا هم رحلوا مع مستخدميهم الأمريكيين مثل نظرائهم الفيتناميين أو بعضهم ، أو حتى الفلسطينيين الذين أجلاهم الإسرائيليون بعد الانسحاب من غزة . نفهم ، ولا نتفهم إن لا يستوعب رجال المليشيات هؤلاء وزعماؤهم (خاصة من البعض من قادة العشائر ) ونسبة كبيرة منهم من الجهلة فكريا وسياسيا ، الدرس الأبرز في التاريخ الذي يفيد بان جميع الذين تعاونوا مع احتلال بلادهم وقواته واجهوا مصيرا حالك السواد ، بعد تخلي المحتلين عنهم وهروبهم تحت جنح الظلام مهزومين ، ولكن لا نفهم إن يقع في هذه الخطيئة سياسيون ورجال دين كبار يرتدون العمائم بمختلف ألوانها ، وبعض هؤلاء دكاترة وخريجو جامعات غربية أو حوزات علمية مشهود لها في العلوم الدينية والفقهية , تعالوا لنجري جردة حساب لما جرى في العراق بعد 17 عام ويزيد من احتلاله ، والانجازات التي تحققت بفضل هذا الاحتلال ، وما إذا كانت تستحق الثمن الباهظ المدفوع من دماء العراقيين والأمريكيين وثرواتهم في المقابل . يتباهى الأمريكيون وحلفاؤهم بأنهم أطاحوا بنظام صدام حسين حسب تعبيرهم ، وهذا صحيح ، فنظام صدام لم يعد يحكم العراق ولكن هناك خمسة ملايين يتيم ، ومليون أرملة ، ومليوناً ومئتي شهيد ، وستة ملايين جريح ، نسبة كبيرة منهم في حالة إعاقة كاملة وأربعة ملايين مشرد داخل العراق وخارجه ، علاوة على أن العدد نفسه بقي في المنافي ولم يتحقق حلمه بالعودة .أما الطبقة الوسطى عماد المجتمع العراقي فقد اختفت بالكامل ، وكذلك الخدمات الأساسية من تعليم وصحة وماء وكهرباء ، فهل يعقل إن العراق الذي يعد ثاني دول العالم من حيث الاحتياطات النفطية لا تزيد مدة إمدادات الكهرباء فيه , عند غزو العراق ، كان هناك حصار، ورغم ذلك كانت هناك كهرباء وماء وجامعات ، ودولة مركزية إقليمية مهابة من الجميع ،لم تكن هناك طائفية ، ولا تفتيت مذهبي وعرقي ولا المليشيات الشيعية ولا السنية , فهل تعترف البقية الباقية من دكاترة العراق بهذه الحقائق علنا ؟ نأمل إن نرى صحوة حقيقية في أوساط العراقيين ، عنوانها محاسبة كل الذين تورطوا في جرائم الحرب هذه والعراقيون منهم خصوصا ، أمام محاكم دولية وإذا تعذر ذلك فمحاكم عراقية عادلة ولكننا نخشى من أمر واحد وهو أن تحرمنا الحرب الزاحفة ، وشبه المؤكدة من تحقيق هذه الأمنية.