19 ديسمبر، 2024 12:43 ص

الدعم الدولي.. واجب وليس منّة على العراق

الدعم الدولي.. واجب وليس منّة على العراق

ليس منّة على العراق ان يقوم المجتمع الدولي بمساندته وتقديم العون له في حربه ضد لارهاب، وليس فضلا على العراقيين ذلك الذي يسمونه مساعدة العراق، فالعراقيون قد اختاروا وكعادتهم حين تصدوا لهجمة تنظيم داعش ان يكونوا المدافع عن العالم وعن حماية المنطقة الاقليمية.

ومما لا شك فيه ان العالم والمنطقة الاقليمية مقصّرون بحق العراق، بل وانهم خذلوه في وقت من الاوقات، فحتى ما يصله من مساعدات من هنا وهناك عادة ما تكون بطريقة المعونة والتفضّل والمنّة، وهذا بصراحة اجحاف بحق هذا البلد الذي ابتلى بالحروب والمصائب والتدخلات الاقليمية والدولية.

من هنا اقول ولست مبالغا ان الحكومة العراقية فشلت الى حد ما في تسويق هذه القضية، كون العراق قد قدم خيرة ابنائه واغتصبت كبرى محافظاته وشرد ونزح اهلها ومنهم لا يزال يرزح تحت نير الدواعش، وكل ذلك جاء للحد من انتشار هذا التنظيم في المنطقة والذي لولا بسالة العراقيون لوصل الى نقاط قد لا يتصورها البعض.

لذلك فعلى الحكومة ان تسوق لهذه الفكرة بان العراق يدافع عن اوربا وعن اسيا وعن امريكا وعن كل العواصم والدول، فلولا جهود العراقيين في ايقاف زحف داعش واجباره على ان يكون محصورا في منطقة محددة، لكان داعش قد استباح المنطقة، ولكانت سطوته في اوربا وعواصمها وفي المقطاعات الامريكية اكثر بكثير مما هي عليه الان.

والحقيقة ان ما اثارني هي تلك الكلمات المعبرة والتي تبعث في النفس راحة التي تحدث بها رئيس البرلمان العراقي وهو يخاطب وفد الكونجرس الامريكي، حين قال وكما قرأت في اكثر من وسيلة اعلام، ان العراقيين يدافعون عن الامن والسلم العالمي، نعم؛ هذا حال العراقيين، يدافعون اليوم عن العالم، وعلى العالم ان يقف مع العراق في ذلك.

هذه الجملة يجب ان يكررها المسؤولون العراقيون جميعا على مسامع الوفود الامريكية والاوربية والاسيوية (العربية وغير العربية)، لان هذه هي الحقيقة التي يجب ان يعلمها الجميع، وعندما تقّدم اي دولة مساعدات للعراق سواء عسكرية لوجستية او دعم عسكري مباشر، او تكون مساعدات اغاثية للعوائل النازحة او انسانية، فانها بمثابة تقديمها ما عليها في هذه الحرب وليس منّة على العراق والعراقيين.