18 ديسمبر، 2024 5:09 م

الدعاء والبكاء والبلاء والدهاء في علاك..!

الدعاء والبكاء والبلاء والدهاء في علاك..!

ماذا نحتاج نحن كشعب لكي نقتنع؟ إن هناك قضايا عامة عالقة، وموضوعات متشعبة، غاية في الخطورة، كصفقات التسليح، وملفات الفساد، وإدارة أزمة كورونا، ومجهولية فائض ميزانيات العراق، والتلوث البيئي في المحافظات المنتجة للنفط، وإرتفاع نسبة الفقر والبطالة، وزيادة أعداد الأيتام والأرامل، والمعاقين والمتسولين، والمصابين بالأمراض السرطانية، وتفاقم أزمة السكن والنقل، وزيادة نسبة الطلاق، وظهور الأطباء الروحانيين، وزيادة حالات الخطف والسرقة، إنها غيض من فيض، فالمقام لا يتسع، فما الذي حققته الحكومات السابقة غير الفشل، في هذه القضايا العامة والهامة؟.

وطن يتنازع فيه الفاسدون من أجل لا شيء، إلا شيء واحد يبدعون به، وهو البحث عن صداهم الذي ملأ الحياة كذباً وعنفاً، تجدهم كأغنام تائهة بلا راعٍ، يتبعون المرياع، والمرياع يتبع الحمار، والحمار لا يعلم من الدنيا الا الاكل، فتجدهم يحاربون أبناء جلدتهم، بل يحاربون الدنيا من أجل المناصب والمكاسب.

إعتمد أصحاب الفخامة، في إعطاء الأولويات، (لحقوق البرلمانيين والمناصب الخاصة، وكومنشات الصفقات المشبوهة، ومن ثم الادعاء بمحاربة الإرهاب والفساد) متجاهلين حقوق المواطن, وإن هذا لشيء عجاب في بلد العجاب!.

الغريب في الامر هو خشوعهم، وورعهم ووطنيتهم، التي تفيض من عينوهم، حين يسمعون النشيد الوطني العراقي “الجلال والجمال والسناء والبهاء في رباك” بينما يسمعه المواطن المسكين، الذي لا يجد قوة يومه بكلمات تختلف عن حقيقتها، بسبب الجوع والتعب والمرض، وشعوره بالغربة في بلده الذي ولد به واحبه، حتى أنه رواه بدمائه الطاهرة، ويقيناً اجزم بانه يسمعها ” الدعاء والبكاء والبلاء والدهاء في علاك” فالفقر لا رب له، والجوع كافر..!

ساسة أم تجار بدماء الشعب، ماذا نسميهم؟ أنهم ثلة غير مباركة! مثلوا النظام الرأسمالي بتفوق، فبذلوا قصارى جهودهم، لإستغلال خيراته، والمتاجرة بأرواح أبنائه، ودليلهم الأرباح المهولة، من السرقة والقتل، بغض النظر عن دوامة العنف والإرهاب، التي زج العراق بها، وفق نظرية المؤامرة والخدعة، بل وحتى الإهمال، لكن السفهاء فعلوا ما فعلوا، وتغيرت معهم ملامح الوطن، حتى كدنا لا نعرفه.

ختاماً: بعد إنطفاء الصمت، ورحيل الموت، لابد من ولادة الضمير المخلص الناطق بالحق، لكي نرى وجود الحكماء، ليتدخلوا في الوقت المناسب، لإعادة الحياة ليس بصداها فقط بل بمحتواها الحقيقي، للخروج من الأزمات، وهذا لا يحتاج الى الخروج لأطراف المدينة فحسب، وإنما الغوص في مسار العملية الديمقراطية، ومصداقية رجالاتها، الذين نتمنى أن يكونوا على قدر المسؤولية، في المرحلة القادمة من الانتخابات.